شارك هذا الموضوع

على خلفية زارة نائب الرئيس الإيراني لإسلام آباد - قراءة في مستقبل العلاقات الإيرانية الباكستانية

عُقِدَ يوم الثلاثاء الماضي في إسلام آباد اجتماعاً على مستوى نواب الرئيس للتباحث حول إنشاء أنبوب الغاز بين محافظتي سيستان وبلوشستان الإيرانيتين وولاية بلوشستان الباكستانية، حيث قام نائب الرئيس الإيراني محمد رضا عارف مع رئيس الوزراء الباكستاني ظفر الله خان جمالي بتوقيع سبع اتفاقيات تعاون بما فيها تأسيس شركة للإستثمارات المشتركة واتفاقية لتجنب الازدواج الضريبي وتوسيع مراكز التنمية التجارية والتبادل العلمي والثقافي والتعليمي، وكان مساعدا وزيري النفط الإيراني والباكستاني محمد هادي نجاد حسينيان وعبد الله يوسف اختتما محادثاتهما قبل أقل من شهر في العاصمة الباكستانية إسلام أباد (وبموجب الاتفاق الذي تمّ قبل شهرين أثناء زيارة رئيس وزراء باكستان إلى إيران) لمناقشة القضايا الفنية المتعلقة بالمشروع حيث قدم الجانب الإيراني مُقترحاً يقضي بنقل الغاز إلى نقطة الصفر عند الحدود بين البلدين وأن يقدم الجانب الباكستاني وخلال ستة أشهر حجم الغاز الذي تحتاجه باكستان وسعره التقريبي وحجم الإعفاء الضريبي، كما اتفق الجانبان على لقاء وزيري النفط بعد المدة المقترحة بهدف التوقيع على مذكرة التفاهم للبدء بالتنفيذ العملي للمشروع، وتأتي هذه التطورات بعد حالة من الفتور أصابت العلاقات الباكستانية الإيرانية عقب إعلان الولايات المتحدة الأمريكية أنها ضبطت شبكة دولية تعمل كسمسار لبيع التكنولوجيا النووية في السوق السوداء يقودها البرفوسور عبد القدير خان مُهندس البرنامج النووي الباكستاني، حيث لعبت تلك الشبكة في تسريب تكنولوجيا نووية متقدمة إلى كل من كوريا الشمالية وليبيا وإيران، وهو ما نفته طهران بشدة .


تاريخية العلاقة
بعد قيام الولايات المتحدة الأمريكية بضرب العاصمة الأفغانية كابول في السابع من نوفمبر 2001 لإرغام حكومة طالبان على تسليمها عدد من قيادات تنظيم قاعدة الجهاد، بدأت خريطة العلاقات الإقليمية والدولية تُنسَج من جديد عن طريق التحالفات الاستخباراتية النشطة لإنهاء ما يُعرف بظاهرة الإرهاب، وكانت أبرز العلاقات البينية المقبلة على تغييرات أو مطبات دبلوماسية هي العلاقات الإيرانية الباكستانية، التي بدأت في التشكّل على هيئة حرب شبه باردة تزيد وتنخفض حدتها بين الفينة والأخرى، خصوصاً بعد تنامي التعاون العسكري والاستخباراتي النشِط بين واشنطن وإسلام آباد، علماً بأن التداخل الإثني والعرقي والاقتصادي وإسقاطات العامل الجغرافي قد جعل من قيام علاقات متوترة في غير صالح البلدين بعد خمسين عاماً من الألفة الحقيقية التي استوت على عناوين التقارب مع الولايات المتحدة الأمريكية قبل الثورة الإسلامية والموقف من العراق في فترة الحرب (باستثناء العام 1987) والاجتياح السوفيتي لأفغانستان في العام 1979 والحدود المشتركة المتجاوزة لـ 900 كلم والتداخل الإثني والعرقي في إقليم بلوشستان، خصوصاً وأن الشيعة الباكستانيون يمثلون أكثر من 20 % من السكان أي ما يُعادل 28.3 مليون نسمة، كما أن في باكستان أكثر من 12 مليون من البلوشستان وهم من أصول إيرانية ويُشكلون 8.5 % من تعداد السكان في باكستان، وهو ما يجعل التنسيق في ذلك من المُسلّمات الجيبوليتيكة الضرورية، هذا بالإضافة إلى الجوانب الاقتصادية كالنفط والغاز الطبيعي الذي تحتاجه باكستان بإلحاح . 


وفي عملية استقراء وأرخنة للعلاقة بين الجمهورية الإسلامية وباكستان يُمكن الوقوف أمام التحقيب الآتي :


(1) وهي الفترة الممتدة بين عامي 1947 و1979، والمتّسقة تاريخياً من بعد الانفصال الكبير الذي حدث في شبه القارة الهندية وأفضى إلى قيام دولة باكستان الخارجة تواً من رحم الجغرافيا الهندية وحتى قيام الثورة الإسلامية في إيران في 11 شباط / فبراير 1979، وفي هذه المرحلة كانت السياسَتَيْن الإيرانية والباكستانية في حالة من الاتفاق شبه التام خصوصاً فيما يتعلق بالتنسيق مع السياسات الأميركية تجاه المنطقة، فقد دخل الجانبان في منظمات عسكرية واقتصادية واقعة تحت النفوذ الأميركي إبّان الحرب الباردة، ففي العام 1954، دخل الإيرانيون والباكستانيون في حلف جنوب شرق آسيا، قبل أن تنسحب منه إيران بعد انتصار الثورة الإسلامية في العام 1979، ثم باكستان نفسها لتنظم إلى حركة عدم الانحياز، كما سعت باكستان وإيران إلى إنشاء منظمة التعاون الاقتصادي، وعمل الجانبان في منتصف السبعينات على تشكيل حلف اسطنبول مع الأتراك، وحين نشبت الحرب الثانية بين باكستان و الهند في العام 1965، وقف الإيرانيون مع باكستان، وذلك بفعل التحالفات الدولية، فنيودلهي كانت محسوبة على مناطق النفوذ السوفيتي، وحتى في العام 1971 حين وقعت الحرب الثالثة بين باكستان والهند كان الموقف الإيراني كما هو، ساعده على ذلك قيام معطيات جديدة بعد انفصال بنغلادش عن باكستان، وهي قيام حركة انفصالية في إقليم بلوشستان الباكستاني، سعت إلى تقليد النموذج البنغالي في الاستقلال، ورفعت شعار ( بلوشستان الكبرى ) وهو ما جعل الأمن القومي الإيراني في مقتل بعد تحرك العنصر القومي لدى البلوش الإيرانيين، المجاورين لهذه المنطقة الملتهبة، وهو ما حدا بالقوات الإيرانية للمساهمة في إخماد تلك الحركة الانشقاقية البلوشية في الجزء الباكستاني في العام 1972، بعد تعاظمها بفضل الدعم الذي لقيته من العراق والهند لاعتبارات تتعلق بتداعيات الحرب الباردة واستحقاقات الأحلاف المناوئة ورغبة الهند في الانتقام من باكستان الداعمة للحركات المسلحة في كشمير، والانتقام العراقي من إيران الداعمة في تلك المرحلة للفصائل الكردية المقاتلة في شمالي العراق فضلا عن النزاع الحدودي بين البلدين حول شط العرب .


كما لعب النفط الإيراني المصدّر إلى باكستان بأسعار منخفضة لأن تكون إسلام آباد طيّعة الجانب تجاه طهران، ومن ثم دعوة رئيس الوزراء الباكستاني حينذاك ذو الفقار علي بوتو لإنشاء هيئة للصناعات العسكرية المشتركة في العام 1975 ولمنطقة تجارة حرة في العام 1976 لتضم الثلاثي الباكستاني الإيراني التركي، كما أقامت إيران أربع قنصليات في المدن الباكستانية، وخمس ممثليات ثقافية في لاهور وبيشاور ومالتان وروالبندي وحيدر أباد، ومركز لدراسة اللغة الفارسية في إسلام أباد، رغم أن العلاقات الإيرانية الباكستانية شهدت بعض الفتور في منصف السبيعنات إبّان حكم ذو الفقار علي بوتو بسبب سياسات الأخير المتقاربة مع الصين .


(2) وهي الممتدة من تاريخ قيام الثورة الإسلامية حتى تشكُّل حركة طالبان في العام 1994ودخولها كطرف عسكري قوي في الحرب الأهلية الأفغانية ومن ثم استيلائها على العاصمة الأفغانية كابول في العام 1996 وسقوط حكومة برهان الدين رباني المدعومة من إيران، وبالرجوع إلى تداعيات الحرب العراقية الإيرانية سنرى أن باكستان اتخذت موقفاً قريباً من إيران، خصوصاً في تماهيها مع الموقف الإيراني الرافض لقرار مجلس الأمن رقم 540 والصادر في العام 1983 والداعي لوقف الحرب، والذي لم يأخذ في الاعتبار أسباب اندلاع الحرب وتحميل العراق المسؤولية ولا يستجيب للهواجس الإيرانية المنطلقة من احتمال شن الحرب مرة ثانية من جانب الطرف العراقي، بل ذهب الباكستانيون إلى أكثر من ذلك حين وصفوا القرار الأممي بالتغافل عن مواقف طهران من الحرب المفروضة عليها، وهو التعبير الذي كانت (ولا زالت) تستخدمه طهران طوال الحرب مع العراق، وكان ذلك الموقف الباكستاني المؤيد بقوة لطهران نابع من عدة اعتبارات تتعلق بحرص باكستان على تدفق النفط والغاز الإيراني إليها، كما أن باكستان استغلّت تلك الحرب لمعاقبة العراق بسبب دوره القوي في دعم الحركة الانفصالية في إقليم بلوشستان الباكستاني، علاوة على ذلك تطوّر العلاقات الهندية العراقية .


وعلى إثر أحداث الحرم المكي الشريف في العام 1987 بين الحجاج الإيرانيين وقوات الأمن السعودية، ومن ثم تصاعد حدة العداء الإيراني الخليجي وظهور حرب الناقلات مع الولايات المتحدة الأمريكية، وإسقاط الطرّاد الأمريكي فينينس لطائرة الإيرباص الإيرانية في أجواء الخليج عام 1987 دخل الموقف الباكستاني في حرج شديد في علاقتها مع طهران، فهي غير راغبة في خصومة طهران، وفي نفس الوقت هي حريصة على علاقاتها المميزة مع الرياض وواشنطن، لذا فإن موافقة إيران على القرار الدولي 598 القاضي بإيقاف الحرب مع العراق في العام 1988كان هبـة السماء للباكستانيين  .


(3) وهي فترة حكم حركة طالبان وما صاحبه من علاقات متوترة جداً مع دول الجوار أبرزها إيران على غرار قيام الحركة بقتل تسعة دبلوماسيين إيرانيين وصحفيين تابعين للتلفزيون الإيراني الرسمي، وحتى انهيار الحكم الطالباني بعد إعلان بوش الابن الحرب عليها في نوفمبر 2001 وما صاحبه من تداعيات سياسية وأمنية واقتصادية وحتى جغرافية مع دول الطوق .


فبروز حركت طالبان شكّل مُنعطفاً مهمّاً في العلاقات الباكستانية الإيرانية خصوصا وأن الحركة كانت في غزل واضح مع الولايات المتحدة الأمريكية التي كانت تطمح في تحويل أرض أفغانستان إلى نقطة عبور آمنة لأنابيب النفط، وقد تزامن ذلك الغزل مع اشتداد نظرية مارتن إندك المعروفة بالإحتواء المزدوج Dual Contaninment ضد إيران والعراق، وكذلك تشريع قانون داماتو وانطلاق أكثر من مبادرة وعملية سلام عربية إسرائيلية من أوسلو إلى وادي عربة وواي بلانتيشن وكامب ديفيد 2 فضلاً عن قيام التعاون التركي الإسرائيلي، وتشكيله خطراً على حديقة سوريا الخلفية وهي كلها مؤشرات لا تخدم الأمن القومي الإيراني ولا السياسية الخارجية لطهران، ومع اتساع القوة العسكرية لحركة طالبان بعد العام 1996 1998 وسيطرتها على معظم الأراضي الأفغانية باستثناء أجزاء من الشمال الذي صار قاعدة لتحالف أسد بانشير أحمد شاه مسعود، اتسمت السياسة الخارجية الإيرانية والإعلام الإيراني بنبرة حادة للغاية، وزاد أوارها بعد مقتل الدبلوماسيين الإيرانيين في مدينة مزار الشريف في العام 1998، وقيام إيران بإرسال أكثر من مائتي ألف جندي من قوات الحرس الثوري ( الباسدران ) إلى الحدود الأفغانية ووقوف البلدين على حافة حرب لباسها عسكري وكنهها طائفي بغيض .


إلاّ أن سوء تلك العلاقة بين طالبان ونظام الجمهورية الإسلامية في إيران لم يحل بين علاقة طهران بإسلام آباد وبالأخص العلاقات الاقتصادية والبحث في سبل إيجاد المخارج للاجئين الأفغان في البلدين (مليونان في إيران وثلاثة ملايين في باكستان)، وبعد انهيار نظام حركة طالبان اتجهت العلاقات الباكستانية الإيرانية نحو صوغ سياسة شبه متقاربة تجاه الحكومة الانتقالية الأفغانية برئاسة حميد قرضاي، ومن ثم التنسيق في ترتيبات إعادة إعمار أفغانستان، كما أن باكستان كانت تتطلع إلى عدم جعل كابول في موقع سياسي قريب من الهند مثلما كان الحال منذ العام 1947 ولغاية سقوط النظام الشيوعي في العام 1992 .


سياسة الدول في جغرافيتها


(1) وفي ظل ما يُسمى في السياسة الإيرانية الخارجية بالتوجه نحو العُمق الآسيوي ترغب طهران في إزالة ما يُمكن أن يُؤثر على خياراتها الاقتصادية في القارة الآسيوية وبالذات في شبه القارة الهندية وبالتالي في منطقة النمو الجنوني بالجنوب الشرقي من القارة القديمة، وفي سبيل ذلك لم يكن غريباً أن تسعى طهران في إقناع حكومة نيودلهي بإسقاط اعتراضاتها على مرور خط أنابيب ينقل الغاز الطبيعي من إيران إلى الهند عبر الأراضي الباكستانية، وهو ما حصل فعلاً أثناء محادثات جرت في نيودلهي بين نائب وزير الخارجية الإيراني ومسئولي وزارة الخارجية الهندية، خصوصاً في ظل حاجة هندية مُلِحَّة في مجال الطاقة المُسالة، وتقول التقارير أن حكومتي الهند وإيران اتفقتا على إجراء دراسة جدوى المسار البري لخط الأنابيب البالغ طوله 2500 كلم بهدف إيصال الغاز الطبيعي للهند، وقد ظلت نيودلهي طيلة الفترة الماضية معترضة على مرور خط الأنابيب عبر باكستان بحجة أن المشروع سيبقى رهيناً للعلاقات المتوترة بين البلدين الجارين، بسبب الأزمة الكشميرية غير أن باكستان لم تبد اعتراضاً على مرور الخط عبر أراضيها باعتبارها المستفيد الجيد بعد أن تيقّنت بأن شراء الغاز الإيراني أجدى من شراء الغاز القطري أو التركمانستاني .


كما أن الهنود والإيرانيين قد تخلو عن فكرة " الطريق البديل " وهو إقامة خط أنابيب في المياه العميقة يصل من إيران إلى الهند، لكن محللين يرون أن الخط البري الذي تقدر تكلفته بنحو ثلاثة مليارات دولار آمن وأقل كلفة من الخيار البحري بشرط أن تشارك فيه شركات دولية .


وأمام تلك الرغبة الباكستانية الجامحة في الحصول على الطاقة فقد تعاقدت إسلام آباد مع طهران لإنشاء مصفاة تكرير بكلفة مليار دولار في إقليم بلوشستان الباكستاني, وفي محاولة لمضاعفة ورادات الطاقة الإيرانية الوفيرة ( سعر ليتر البنزين في إيران 0.06 دولار ) لها فإنه من المقرر أيضا أن تستكمل إيران خط السكك الحديد من مدينة زاهدان الإيرانية الواقعة على الحدود الباكستانية إلى مدينة كرمان الواقعة وسط إيران, حيث يمتد على مسافة 550 كلم وذلك لإتاحة منفذ بحري لباكستان، وهو مطمح حيوي ومهم لإسلام آباد .



(2) كما أن الباكستانيين أدركوا بأن الطرف الذي قد ينفع في أزمتهم الأزلية مع الهند هو إيران، فالأخيرة والهند دولتان ترتبطان بمصالح مشتركة، فالهند تعتبر الأراضي الإيرانية منطقة موصلة لها لمكامن الطاقة والأسواق الدولية عبر البحار فهي تطل على الخليج بمساحة 3200 كم وبحر عُمان والجزء الشمالي الغربي من المحيط الهندي، كما أن الهند تعتبر إيران منطقة تتمتع بطرق نقل وشحن بري وبحري وموانئ ومصافي وشبكة أنابيب نفطية وغازية أفضل من أي منطقة جغرافية أخرى في المنطقة، وتزودها باحتياجاتها من البتروكيماويات، وبالتالي فإن هذه العلاقات الاستراتيجية بين نيودلهي وطهران يدفع بباكستان نحو الاقتراب والتزلف من إيران للإستعانة بها في أي نزاع بينها وبين الهند في المستقبل أو على الأقل لعب دور الوسيط في ذلك النزاع، وهو ما حدث فعلاً عندما طلب الرئيس الباكستاني برويز مشرف من الإيرانيين ذلك في ديسمبر 2002 .


(3) تنظر باكستان إلى إيران بأنها الحاضن والمؤثر الجيد في خيارات الأقلية الشيعية لديها، فالشيعة الباكستانيون رغم أنهم يمثلون 20 % من السكان أي ما يُعادل 28.3 مليون نسمة، إلاّ أنهم يمتلكون من وسائل القوة ما يجعلهم محل خشية من قِبل النظام الباكستاني، فهم يسيطرون بامتياز على سوق الذهب الخالص والأحجار الكريمة، ولديهم من الكوادر السياسية والعسكرية والفكرية ما يكفي لإثبات الوجود، فالرئيس الباكستاني مشرف ينتمي إليهم مذهبياً، وعالم الذرة الشهير عبد القدير خان أيضاً ورئيسة حزب الشعب بينظير بوتو هي كذلك والعديد من الشخصيات النافذة في الحكم والجيش والاستخبارات، وبالتالي فإن إيران يمكنها أن تلعب دور مؤثر في ذلك الملف وخصوصاً أن الشيعة الباكستانيون لديهم علاقة وثيقة مع الحكم في طهران .

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع