في ليلة ثامن من محرم الحرام وبعد تبادل أطراف الحديث وبشكل سريع سألني علي ... ويش خوك باچر في مجال وياكم ... وكان يقصد المشاركة في زفة القاسم تفاجأت بالسؤال لعلمي بحدوث بعض العوارض المرضية لديه ومن هو في مثل حاله لم أكن أتوقع منه هذه النية لأن ذلك يتطلب التعرض لأشعة الشمس والصبر على حمل علم كبير وذلك يحتاج لجسم سليم ولديه من المقدرة على تحمل ذلك ... فكنت خائفاً عليه ولكني لاأريد أن أرد طلبه فقلت له .. ما يحتاج تسأل حياك .. وفي اليوم التالي وأثناء لبس الملابس الخضراء كان الشباب يتوجهون لي واحداً تلو الأخر لعمل لف للعمامة الخضراء وكان آخر شخص هو علي رحمة الله عليه .. إبتدأت بلف العمامة ومحاولة ترتيبها كي لا تنفتح في الطريق ورغم أني حاولت قدر المستطاع أن أخفف من إحكامها لعلي خوفاً على صحته إلا أنه منذ البداية قال لي ... خوك أحسها ضاغطة .. ففتحها وجعلت اللف خفيف جداً .. وسألته .. ويش ألحين .. فأجابني ألحين تمام .. خرجنا في الموكب وكنت خائفاً عليه كثيراً .. حتى وصلنا لمنتصف طريق الموكب فأنسحب علي بكل هدوء من الموكب بعد أن وجد جسده لا يحمله لمواصلة الطريق .. إزداد الخوف عليه .. حتى وصلنا للحسينية وإذا به عند طاولة الطعام يقدم البركة للمعزين !!! كان المفترض به أن يكون في بيتهم للراحة ... لكن قلبه لم يطيعه ... نظر لي بإبتسامته الهادئة الخجولة وكأنها تقول اعذروني ماقدرت أواصل ...
إن التطرق لهذا الموقف ليس من باب السرد التاريخي بقدر ماهو درس تعلمته من شاب عشق الإمام الحسين عليه السلام حتى بات يغصب جسده الضعيف على تحمل أمور أكبر منه فمن هو في مثل حالته ومرضه كان حري به أن يبحث عن الراحة والإستجمام ، لكن حال العاشقين غير ذلك .. كان *علي* كلما ازداد مرضه إزدادت عزيمته وتحديه .. فتراه مرة يقبل عليك مرتديا نظارة إحدى عدستيها ضبابية .. منظر مؤلم جداً حتى أني لم أستطيع حتى سؤاله عن حاله كي لا أحرجه ... لكنه يقدم سلة السندويشات وهو يبتسم إبتسامته المعهودة ويبادرني بالحديث .. ويش خوك شخبار .. أو أحياناً أجده يقف عند طاولة الشاي يتكئ على عكاز بيد ويصب الشاي بالأخرى .. أو يأخذ المخمة ويتحرك في الحسينية بهدوء تام يكنسها .... أو تارة أخرى يقف بصينية الطعام بعكازه وهو متعب ولكن حلاوة العشق تنسيه كل الألم ..
لقد وضع لنا علي رسالة كبيرة في معانيها واضحة المعالم في سيرته الخدمية
فكان الخادم الهادئ المخلص في أدق الأمور
وكان العاشق الواله الذي أقدم على معشوقه بكل ما يستطيع
لقد ذاب في الإمام الحسين عليه السلام حتى آخر لحظاته في السرير الأبيض .. حيث ما إن تذكر الحسين أو تقرأ الزيارة عنده إلا ويحرك أطرافه في الوقت الذي لم يكن يستجيب للأصوات الأخرى .. فمثل علي نبكيه إشتياقاً إليه لا خوفاً عليه .. فرحمة الله عليك يا علي ورضوان من الله أكبر .. حشرك الله مع خدمة الإمام الحسين الصادقين العاشقين .. ونسأله سبحانه أن يشفعك فينا يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم
علي كان خير صديق وخير جار وخير اخ لم تلده امي , بالرغم معاناته لم اره يوما الا وابتسم بكل ماتحويه الابتسامه من حيوية وحب واخوة . فراقه صعب جدا ولن ننساه ابدا مادمنا حيين . سلاما عليك يا اخ الحياة وبسمت الحياة . فبك تطرح الافكار والقصص بعزيمتك وحبك ونخوتك وقوتك وابتسامتك التي لاتذهب عن البال ابدا . رحمك الله وحشرك مع الانبياء والائمة .
التعليقات (1)
علي
تاريخ: 2017-10-28 - الوقت: 08:43 مساءًعلي كان خير صديق وخير جار وخير اخ لم تلده امي , بالرغم معاناته لم اره يوما الا وابتسم بكل ماتحويه الابتسامه من حيوية وحب واخوة . فراقه صعب جدا ولن ننساه ابدا مادمنا حيين . سلاما عليك يا اخ الحياة وبسمت الحياة . فبك تطرح الافكار والقصص بعزيمتك وحبك ونخوتك وقوتك وابتسامتك التي لاتذهب عن البال ابدا . رحمك الله وحشرك مع الانبياء والائمة .