انتهى موسم عاشوراء هذا العام تاركاً معه بصمات من الإبداع في إبراز القضية الحسينية إلكترونياً ، من خلال استخدام الوسائل المتاحة وبالأدوات المتواضعة التي تمتلكها بعض المآتم ، فأصبحت المجالس الحسينية ومواكب العزاء والمشاهد التمثيلية كلها تنقل على الهواء مباشرةً عن طريق شبكة المعلومات "الإنترنت" ، وكذلك تقوم بعض إدارات المواقع بتسجيل فعالياتها بعد الإنتهاء على مواقعها.
وقد أُعطيت الفرصة للنساء والذين لا يتمكنون من حضور مجالس العزاء أن يقضوا أوقاتهم مع الخطيب الحسيني أو الفعاليات الأخرى من خلال جهاز كمبيوتر متصل بالإنترنت ، ومع هؤلاء الذين هم في بلاد الغربة ولا توجد لديهم فعاليات كما هو الحال في البحرين ومن هم في حسرة على عدم اندماجهم مع زملاءهم في إحياء مواكب العزاء.
فهذه الكوادر التي ساهمت في إحياء الثورة الحسينية بطريقتها المبتكرة إلكترونياً من خلال الإمكانيات المتواضعة هي محل تقدير وإحترام من قبل الجميع ، ولابد من الإهتمام بهذه الكوادر والوقوف عندها من أجل تطوير إمكانياتها وإرشادها لتفادي سلبياتها إن وجدت.
فمع مروري على بعض صفحات الإنترنت خلال أيام عاشوراء لاحظت النشاط قد اختلف عند أكثر المواقع وتغيرت ألوانها من الألوان المختلفة الممزوجة لتشترك كلها بلون الحداد المعروف وهو الأسود وتدرجاته معلنين عن حالة الحزن والألم لما جرى على أبي عبد الله الحسين وعلى أهل بيته وأصحابه سلام الله عليهم أجمعين مبدعين بتصميم الصفحات السوداء، كما شاهدت الكثير من البرمجيات الفلاشية التي تحكي بعض مواقف الثورة الحسينية وبطاقات التعزية واللوحات الإلكترونية ، مع الجانب القصصي الذي استهدف فيه أحبتنا الصغار والمدمجة بالصور الملونة المعبرة.
كل هذا أعطى ثقافة حسينية أن دم الحسين (ع) ثورة خالدة للأبد ، والنهضة الحسينية تحمل الكثير من العبر والتي تمتد مع امتداد الزمن ، وأصحاب المواقع الذين لم يتوانوا لحظة في إبراز القضية الحسينية يُحبوا أن يبينوا للعالم أنهم قد عاهدوا دم الحسين (ع) أن يثأروا لدمه ماداموا أحياء وبشتى الطرق والوسائل، وأن لعنتهم ستستمر على قاتيله إلى قيام يوم الدين.
التعليقات (0)