أثناء إحياء موسم عاشوراء في العاصمة المنامة، سبتمبر 1953م، افتُعِلت بعض الحوادث الطائفية والتي عصفت بروح التعايش بين الطائفتين الكريمتين في مختلف مناطق البحرين. على إثر ذلك، تداعى نفرٌ من رجالات البحرين الوطنيين للقضاء على هذه الفتنة.
تم اختيار حسينية الحاج أحمد بن خميس في قرية السنابس لتكون قاعدة الإنطلاق نحو هذا المشروع الوطني الكبير، والذي لم يقتصر على إزالة مسببات الفتنة الطائفية فقط، بل تعداه للمطالب السياسية والاجتماعية والاقتصادية لكل المواطنين بمختلف طوائفهم. ولم يكن اختيار الحسينية من فراغ، بل لدورها النضالي منذ تأسيسها في 1877م، حيث سبق وأن تم توقيع عريضة شعبية رُفعت للسلطات آنذاك ، تضمنت عدة مطالب شعبية "26 أكتوبر 1926م".
يوم 13 من أكتوبر 1954م، كان يوما استثنائيا في البحرين، حيث تجمع العناصر الوطنية من الطائفتين وممثلين عن مدن وقرى البحرين بعد صلاة العشائين في الحسينية، ليعلنوا عن تأسيس "الهيئة التنفيذية العليا" والتي عُرفت لاحقا بـ "هيئة الإتحاد الوطني". وأقسم الأعضاء على القرآن الكريم في قاعة الحسينية، وتم إلقاء القصائد والكلمات الحماسية والوطنية.
وقد سبق هذا الإجتماع الوطني التأريخي، تجهيز الحسينية منذ العصر لإستقبال الضيوف، حيث تم تجهيز مصابيح الكيروسين "الأتاريك" لإنارة الحسينية، حيث لم تصل الكهرباء للسنابس وقتها، وتم تجهيز واجب الضيافة من الشاي والقهوة والمرطبات. ويذكر بعض ممن عاصروا هذا الحدث، أن الحسينية امتلأت بالكامل بجموع الجماهير الوطنية في داخل القاعة الرئيسية للحسينية، والفناء الخارجي من جهة الجنوب والشرق.
في الصورة والموضح بالأحمر: الحاج حسين بن أحمد بن خميس مشاركا في احدى فعاليات "هيئة الإتحاد الوطني" 1954م
التعليقات (0)