بعد أن اقتتل المأمون مع أخيه الأمين على الملك وكانت نتيجة المعارك لصالح المأمون على أخيه الأمين، نظر المأمون إلى البلاد جميعاً فإذا هي غير مستقرة وأكثرها لا تدين له بالطاعة وإن بقي على هذا المنوال سوف لن يكون له في النهاية شيء فلقد كانت الثورات تشتعل في أكثر البلاد الإسلامية على أيدي الثوّار العلويين بالإضافة إلى أنّ الأنصار لم تكن قد بايعت له حتى يضمن الوقوف في وجه هؤلاء الثوّار. وكان هذا الظرف من أحرج الظروف وأشدّها على المأمون ولعلّه لو واجهها غيره من الملوك العباسيين لما استطاع أن يخرج منها بنتيجة حسنة لصالحه وصالحهم وأكبر الظن أنّ المعارك كانت تشتعل وتدور رحاها وتنتهي الدولة العباسية من خريطة العالم الإسلامي ويعود بنو العباس كما كانوا من قبل في دولة الأمويين.
التعليقات (0)