كتب إلي أحد الأخوة الأفاضل معلقا ً حول ما كتبت حول رواية إرضاع أبي طالب لرسول الله (ص) والتي يرويها علي بن أبي حمزة البطائني شيئا ً من التعليق الذي ينبني على الاختلاف في وجهات النظر ، ومما جاء في كلامه : " سلام عليكم .. قرأت ما كتبته في موقع الحسينية واسمح لي أن لا أتفق معك ، أتفق مع صاحب الرد الثالث ، أما بشأن البطائني فحسب اطلاعي القاصر أنه هناك رواية تقول إن الشيعة سألوا الإمام الرضا "ع" عن الروايات التي يرويها فقال لهم الإمام خذوا ما روى ودعوا ما رأى.. أي يأخذوا الرواية فقط ولا يأخذوا تفسيره عليها " انتهى وعند الرجوع لصاحب الرد الثالث نجده الأستاذ الذي رمز لاسمه باسم " الباحث عن الحقيقة" . ومما جاء في تعليقه : "2 - ثانيا الروايات التي تعرض لها الكاتب هل تجزم وتقطع وتتأكد أنها مكذوبة على الأئمة ؟ ألا تحتمل أن تكون هناك نسبة ولو بسيطة من الصحة ؟ الإمام الباقر في الكافي قال بما مضمونه إذا سمع أحدكم الحديث عنا ولم يحتمله عقله فلا تصفه بالكذب فلعله صدر منا . فعندنا روايات كثيرة طريقة التعامل معها هي ردها إلى أهلها كما هي مضمون بعض الروايات وكما فعل فقهاؤنا الأعلام كالسيد الخوئي ... فليس كل ما تراه غير صحيح تكذبه ما دام لا يخالف حكما عقليا قطعيا. 3 - يتبين لي أن الإشكالات نشأت عن وقصور في معارفك العقائدية فليس كل من يكتب ينجح وليس كل من كتب هو من أهل الاختصاص لو رجعت إلى أحد العلماء الفاهمين لرأيت .. و علمائنا الماضيين ناقشو هذه الروايات ولهم آراؤهم . " انتهى في البدء أشكر الأستاذ الباحث عن الحقيقة على نصيحته ، وأعترف له صادقا ً بأني لست من أهل الاختصاص ، ولست من خريجي حوزة قم ولا النجف ولا حتى حوزات البحرين ، ولست من أهل هذا الفن ، ولكن أتمنى منه إن كان بالفعل يبحث عن الحقيقة أن يستمع إلى أهل هذا الاختصاص وهو علم الحديث ، ويرى بنفسه ماذا يقول العلماء والفقهاء والمراجع وأساطين المذهب في حق راوي هذه الرواية وهو علي بن أبي حمزة البطائني ، وماذا كان رأيهم في هذه الرواية ، رواية إرضاع أبي طالب لرسول الله "ص"، وهنا أنا لم أعمل عقلي فقط، بل عقلي وآراء أهل الاختصاص ، وأنا لست منهم بالطبع . وما قاله العلماء في حق هذا الرجل كثير كثير ويذهل العقل ويهز النفس ، وبما أني لست من المتخصصين ، وينطبق عليي ما قاله الباحث عن الحقيقة : " يتبين لي أن الإشكالات نشأت عن وقصور في معارفك العقائدية فليس كل من يكتب ينجح وليس كل من كتب هو من أهل الاختصاص لو رجعت إلى أحد العلماء الفاهمين لرأيت " . لذا أحب أن أؤكد له هنا بكل وضوح وصدق بأني رجعت ليس لواحد من الفاهمين بل لعشرات من أساطين المذهب وعشرات العلماء والفقهاء والعارفين بهذا الفن ، ووجدت أنهم يكذبون هذه الرواية ويذمون صاحبها، أبعد هذا ألام ويقال عني بأن لدي قصورا ً في معارفي العقائدية ؟؟ !! وليعلم الأستاذ الفاضل الباحث عن الحقيقة بأني حين أكتب ليس غرضي من الكتابة بأن أنجح أو أُُعرف ، ويشهد الله عليي ، ولكني أكتب طلبا ً لتنبيه العقول ، ولتهذيب عقيدتنا ، ولإعلاء مكانة مذهبنا، هذا المذهب القوي البنيان، والمشرق ، والذي قام على أسس متينة ، والذي كله عقل وسمو وعظمة ، وأنا أراه يتحول إلى خرافة ومحاربة للعقل وكذب على الأئمة "ع" في روايات مكذوبة حتى بشهادات كبار علمائنا الأجلاء، ولو راجع الأخوة كتب الرجال ومصادر الحديث وعلم الرواية والدراية لذهلوا ، ولراجعوا أنفسهم عشرات المرات قبل أن يتقبلوا أية رواية ، وإن كانت في الكافي أو البحار ، وبدلا ً من أن نأخذ عقيدتنا من هنا وهناك ، علينا أن نقرأ ونراجع ونسأل أهل الخبرة ومن يوثق به ، وأنا والله قرأت وفكرت وبحثت فوجدت هذه الرواية مكذوبة وخرافة ، وأن البطائني ملعون على لسان الإمام الرضا "ع" نفسه، وشهد عليه بأنه يعذب في القبر .. وهذا أمر يعرفه كل من له دراية بعلم الرجال ، ومن تصفح سيرة الواقفية وشأنهم مع الإمام الرضا "ع" لتيقن من ذلك بنفسه . ولأني وجدت الكثير مما قيل في حق البطائني ولأن أحد الأخوة الأفاضل استشكل علينا قولنا فيه وجاء في قوله ما يشبه تزكيته لذا سأتناوله في أكثر من مقال ، وليحكم بعد ذلك القراء الأعزاء ، وليعملوا عقولهم ، فهذا مذهب وهذه عقيدة سيحاسبنا الله عليها يوم القيامة ، ولا ينبغي أن نقول ساعتها إنا وجدنا آباءنا على ملة وإنا على آثارهم مهتدون . علي بن أبي حمزة البطائني : حول هذه الرواية ، رواية إرضاع أبي طالب لرسول الله (ص) جاء في موقع "مركز الأبحاث العقائدية" وهو مركز أسس بإشراف السيد السيستاني حفظه الله ، جاء التعليق التالي : " أما الرواية الثانية وهي رواية إرضاع أبي طالب (عليه السلام) النبي(صلى الله عليه وآله)، فهذه الرواية لم تثبت، ففيها علي بن أبي حمزة البطائني وهو كذاب. وقال محقق الكافي العلامة علي أكبر غفاري في تعليقه على هذه الرواية في هامش الكافي (1/ 448): علي بن أبي حمزة سالم البطائني كذاب متهم ملعون روى الكشي في ذمة أخباراً كثيرة. وقال محقق بحار الأنوار الشيخ الرباني الشيرازي عن الرواية (15/340): والحديث، لا يخلو عن غرابة وفي إسناده جماعة لا يحتج بحديثهم . وهو مروي بسند واحد فقط ونقله صاحب البحار عن الكافي أيضاً وأنكر اليوسفي على من أخرجه ولعن البطائني لوضعه له جازماً . "
- محمد بن يحيى ، عن سعد بن عبد الله ، عن إبراهيم بن محمد الثقفي ، عن علي بن المعلى ، عن أخيه محمد ، عن درست بن أبي منصور ، عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله (ع) قال: لما ولد النبي (ص) مكث أياما ليس له لبن ، فألقاه أبوطالب على ثدي نفسه ، فأنزل الله فيه لبنا فرضع منه أياما حتى وقع أبوطالب على حليمة السعدية فدفعه إليها.
سبب ضعف الرواية :
علي بن أبي حمزة سالم البطائني .المجلسي - بحار الأنوار - الجزء : ( 3 ، 15 ) - رقم الصفحة : ( 340 ، 301 )
-
والحديث لا يخلو عن غرابة ، و في إسناده جماعة لا يحتج بحديثهم.- هو البطائني الواقفى الضعيف ، وقد ورد أحاديث كثير في ذمه .
السيد الخوئي - كتاب الطهارة
- الجزء : ( 9 ) - رقم الصفحة : ( 271 )- الظاهر أن عليا الواقع في آخر السند هو علي بن أبي حمزة البطائني المتهم الكذاب على ما ذكره ابن فضال .
الشهيد الثاني - شرح اللمعة - الجزء : ( 3 ) - رقم الصفحة : ( 96 )
- ( علي بن أبي حمزة البطائني ) وهو من الكذابين الذين لا يخافون الله تعالى . وقد ذمه أئمة الحديث ونقدة الرجال . فالحديث باطل من أصله . فعليك بمراجعة ( كتاب الغيبة ) في حالات هذا الرجل .
المحقق الأردبيلي - مجمع الفائدة - الجزء : ( 6 ) - رقم الصفحة : ( 169 )
- وأجاب عن الأخبار بضعف السند لعلي بن أبي حمزة . كأنه فهم أنه البطائني الضعيف الواقفى
.السيد محمد العاملي - مدارك الأحكام - الجزء : ( 4 ) - رقم الصفحة : ( 143 )
- ( 4 ) الظاهر أن وجه الضعف هو وقوع علي بن أبي حمزة البطائني في طريقها وهو واقفي - راجع رجال النجاشي : 249 / 456 ، ورجال الطوسي : 353 ، والفهرست : 96 / 408 .
المحقق البحراني - الحدائق الناضرة - الجزء : ( 10 ) - رقم الصفحة : ( 392 )
- أبو بصير بين الثقة والضعيف ، بل الظاهر انه الضعيف الضرير بقرينة أن الراوي عنه قائده وهو على بن أبي حمزة البطائني ، وقال النجاشي إنه كان أحد عمد الواقفية .
الشيخ حسين آل عصفور - تتمة الحدائق الناضرة - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 278 )
- وطعن فيها بعد ضعف السند بعلي بن أبي حمزة البطائني بحصره الإهداء في الحصر الإضافي نظرا إلى الفرد الكامل.
السيد علي الطباطبائي
- رياض المسائل - الجزء : ( 9 ) - رقم الصفحة : ( 553 )- فيقيد به إطلاق الصحيحين . ويذب عن النص الصريح بضعفه بمحمد بن أسلم الجبلي وعلي بن أبي حمزة البطائني.
الميرزا القمي
- غنائم الأيام - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 616 )- وهي ضعيفة بعلي بن أبي حمزة البطائني فإنه من عمد الوافقة .
الشيخ الجواهري - جواهر الكلام - الجزء : ( 8 ) - رقم الصفحة : ( 440 )
- أن في سنده علي بن أبي حمزة البطائني الكذاب المتهم الذي هو وأصحابه أشباه الحمير وأجلس في قبره فضرب بمرزبة من حديد امتلأ منها قبره نارا .
الشيخ الأنصاري - كتاب المكاسب - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 306 )
- وأما رواية أبي بصير - مع ضعفها سندا بعلي بن أبي حمزة البطائني .
السيد محسن الحكيم - مستمسك العروة - الجزء : ( 11 ) - رقم الصفحة : ( 299 )
- إلا رواية الحلي - ونسبها إلى علي بن أبي حمزة البطائني - ورواية أبي بصير . وطعن في الأولى : بأن البطائني واقفي .
السيد محمد باقر الصدر
- شرح العروة الوثقى - الجزء : ( 4 ) - رقم الصفحة : ( 33 )- وان ابدي احتمال انطباقه على أبي حمزة سالم البطائني الذي لم يثبت توثيقه حصل نحو تهافت في السند .
السيد الخوانساري - جامع المدارك - الجزء : ( 7 ) - رقم الصفحة : ( 16 )
- عن أبي بصير عن صالح بن ميثم عن أبيه بأدنى اختلاف في اللفظ والخبر بسنديه ضعيف لوجود البطائني .
الشيخ المرتضى الحائري - خلل الصلاة وأحكامها - رقم الصفحة : ( 640 )
- من جهة البطائني الملعون بحسب ما ورد الكاشف عن عدم ثبوت ملكة العدالة من أول الأمر
.الشيخ مرتضى الحائري - الخمس - رقم الصفحة : ( 317 )
- وأما البطائني فهو غير متهم بالجعل وإن انحرف عن الحق في آخر عمره حرصا على الدنيا . والقول بأنه لا يطمئن حينئذ بشخص منحرف عن الحق في آخر عمره
.السيد الخميني - كتاب الطهارة - الجزء : ( 3 ) - رقم الصفحة : ( 250 )
- وعن علي بن أبي حمزة البطائني الذي قال فيه أبو الحسن علي بن الحسن بن الفضال على المحكي علي بن أبي حمزة كذاب متهم معلون.
السيد الخميني - كتاب البيع - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 471 )
- وليس في سندها من يناقش فيه إلا علي بن أبي حمزة البطائني ، وهو ضعيف على المعروف.
السيد الخوئي - كتاب الطهارة - الجزء : ( 9 ) - رقم الصفحة : ( 271 )
- الظاهر أن عليا الواقع في آخر السند هو علي بن أبي حمزة البطائني المتهم الكذاب على ما ذكره ابن فضال .
السيد الخوئي - معجم رجال الحديث - الجزء : ( 12 ) - رقم الصفحة : ( 131 ، 245 )
- ومنهم علي بن أبي حمزة البطائني ، وزياد بن مروان القندي ، وعثمان بن عيسى الرواسي ، كلهم كانوا وكلاء لأبي الحسن موسى (ع) ، وكان عندهم أموال جزيلة ، فلما مضى أبو الحسن موسى (ع) وقفوا طمعا في الأموال ، ودفعوا إمامة الرضا (ع) وجحدوه ! ( انتهى ) .
- ( 1 ) من حرف العين ، من القسم الأول : ليس هو علي بن أبي حمزة البطائني ، لان ابن أبي حمزة البطائني ضعيف جدا ، وقد مر عن الكشي ، عن ابن مسعود ، عن علي ابن الحسن بن فضال أنه كذاب متهم ، روى أصحابنا . . . الخ .
السيد الخوئي - كتاب الصلاة - الجزء : ( 2 ، 4 ، 6 ) - رقم الصفحة : ( 189 ، 289 ، 238 , 311 )
- لكن الأولى ضعيفة السند بعلي بن أبي حمزة البطائني قائد أبي بصير فانه كما ورد فيه كان كذابا متهما ملعونا .
- علي بن أبي حمزة الراوي عن أبي بصير فانه البطائني المعروف بالكذب كما مر غير مرة .
- لكنها ضعيفة السند بعلي بن أبي حمزة البطائني فانه لم يوثق فلا يعتمد عليها .
- فان الظاهر أن علي بن أبي حمزة الذي يروي عنه القاسم بن محمد الجوهري هو البطائني ولم يوثق ، بل قد ضعفه العلامة صريحا وقال ابن فضال : إنه كذاب متهم .
السيد محمد صادق الروحاني - فقه الصادق - الجزء : ( 26 ) - رقم الصفحة : ( 197 )
- والثانية ضعيفة بالإرسال ، والثالثة بوجود علي في سندها وهو البطائني الضعيف .
السيد كاظم الحائري - القضاء في الفقه الإسلامي - رقم الصفحة : ( 569 )
- وسند الأخيرة فيه علي بن أبي حمزة البطائني الذي وثقة الشيخ في العدة وروى عنه الثلاثة ، إلا أن الكشي ينقل عن ابن مسعود عن علي بن الحسن بن فضال أنه كذاب متهم .
المحقق الداماد الآملي
- كتاب الصلاة - رقم الصفحة : ( 270 )علي المحرقي
15/7/2012
التعليقات (1)
متابع
تاريخ: 2012-07-19 - الوقت: 09:08 صباحاًأشكرك أستاذ علي على هاﻻستفاضة وقد اتضح الكثير من شأن هذه الرواية وأتمنى أن يتقبل اﻹخوان هذا التوضيح