بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ للهِ ربِ العالمين والصلاة والسلامُ على أشرفِ الخلقِ والمرسلين محمدٍ وآلهِ الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين ، هذا السؤال المطروح في الحقيقة والواقع هو من الأسئلة المهمة التي تجب أن يُكتب في الجواب عنهُ بعضُ الشيء فأقول هكذا الجواب :
فإنَّ الذي يتأمل بالتأني في الكتب الروائية ويتأمل أيضاً في سيرة حياة الصدّيقة الزهراء (عليها السلام ) ويحاول استنطاق ما يقرأهُ فإنَّهُ سوف يجد هناك عدة أمور يمكن من خلالها إثبات هذا الارتباط المفروض في السؤال أعلاه وهذا يتوقف على أبرز بعض الشواهد وهي كالتالي :
الشاهد الأول: إنَّ الأدلة التي يمكننا أن نثبتها كشاهد على ارتباط الزهراء (عليهاالسلام) بصميم الدين فهذا ما يتوضح لنا من كونها الحجة على الأنبياء فضلاً عن الأئمة (عليهم السلام ) كما ورد في بعض الروايات حيث ورد هكذا ( ما تكاملت نبوةُ نبي حتى أقرّ بفضلها ومحبتها … ) الحديث هذا يدل على أنها حجة على الأنبياء (عليهم السلام ).
وأما ما يدل على أنها حجة على الأئمة المعصومين ( عليهم السلام ) هو كما ورد عن حفيدها الإمام الحسن العسكري ( عليه السلام ) حيث قال : ( نحن حجج الله من خلال خلقه وجدتنا فاطمة ( عليها السلام ) حجة الله علينا) وهذا الحديث هو أفضل شاهد على كونها (عليها السلام ) أنها مرتبطة بصميم الإمامة .
الشاهد الثاني : إن الصدّيقة فاطمة ( عليها السلام ) هي الرحم الطاهر المقدس لحمل الإمامة فهي أم الأئمة الطاهرين ( عليهم السلام ) فقد حملت الحسنين ( عليهما السلام ) من خلال الارتباط السماوي بأمير المؤمنين ( عليه السلام ) حيث زوجها الله تعالى من الإمام علي ( عليه السلام ) كما ورد في الحديث المشهور : ( زوج النور من النور) وهذا الحديث معترف به عند كل المسلمين تقريباً .
أما كون ادعائنا بأنها هي الرحم الطاهر المقدس فهذا لا يحتاج إلى دليل روائي وإنما التسالم عند أبناء المسلمين جميعاً هو يكفي لأن يكون دليلاً على ما أقول ولكن الدليل القرآني الصريح على ذلك أيضاً هو قول الله الشهير : ( إنما يريد الله ليُذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا … ) فهذا مدرك على أن الزهراء ( عليها السلام ) رحمٌ طاهر مقدس قد ضمَّ الحسنين ( عليهما السلام ) والحسين ( عليه السلام ) هو أبو الأئمة التسعة فالزهراء هي الصلة الكبرى والجسر الأعظم من الله عز وجل للإمامة والأدلة الروائية على هذا المضمون كثيرة منها زيارة وارث التي تقول : ( أشهد أنك كنت نوراً في الأصلاب الشامخة والأرحام المطهرة … ) .
على كل الأحوال فالزهراء الطاهرة المطهرة ( عليها السلام ) لا شك ولا ريب أنها مرتبطة بالإمامة ارتباطا وثيقاً لا يمكن أن يُفك وهذا ما تشهد به الآيات القرآنية والروايات الشريفة الواردة عن أهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام أجمعين وكذلك التسالم عند أبناء الطائفة يكفينا كدليل على ذلك ، فنسأل الله عز وجل أن يجعلنا من المشفوعين لنا بحقها سلام الله عليها إنهُ سميع الدعاء وأن يختم لنا بالخاتمة الحسنة إنهُ سميعُ الدعاء وسريعُ الإجابة .
التعليقات (0)