تحدث الدكتور عبدالله عن قوله تعالى " ق ، والقرآن المجيد ، بل عجبوا أن جائهم منذر منهم ، فقال الكافرون هذا شيء عجيب " وقال أن (ق) حرف من حروف اللغة العربية ، وهي تسمى بالحروف المقطعة في القرآن ، وأن القرآن مكون من 114 سورة و 29 منها مقدمة ومصدرة بحروف التهجي ، فلماذا لا يوجد في الكتب السماوية السابقة وتوجد في القرآن فقط ، من هنا دقق علماء التفسير فيها وبحث معناها ، وهذه الحروف تكون تارة بحرف وأخرى بحرفين وتزيد ، لهذا عرض الدكتور جملة أمور :
1- قراءة الحروف عبادة ، لأنه لا بد من قراءتها ولا يجوز إسقاطها منه. وفصل هذه النقطة في تقسيمه ثلاثة أقسام ، القلبية وهي المعتقدات ، الجارحية واللسانية النطقية ، هذا التقسيم يقسم لقسمين متعقل ونفهم حكمته وآخر لا نفهم حكمته ، مثل الصلاة نفهم حكمتها والصوم ، لكن رمي الجمار مثلا غير مفهومة حكمته هذا بالنسبة للعبادة الجارحية ، أما العبادات القلبية فمثلا التوحيد ، والصراط فالصراط شيء لا نعقله والميزان كذلك ، فنحن نعرف أنه يقاس به الأشياء المحسوسة فكيف تقاس الحسنات والسيئات المعنوية في ميزان هذا مما لا نتعقله لكننا نؤمن به قلبيا ، والنطقية مثلا قراءة القرآن والدعاء والأذكار وهي واضحة الحكمة ، لكن قراءة حروف القرآن المقطعة لا نعقلها لكن لا بد من قراءتها.
2- أسرار الحروف المقطعة ، وبين الشيخ أن فيها جنبة تربوية ، حيث أن هناك إشارة إلى أن العقل الإنساني لا يوصل إلى السعادة الكاملة لأنه قاصر ، و أيضا الحروف تمجد القرآن ، حيث يقال أنها أدوات قسم ، قسم بعظمة القرآن العظيم ، وهناك جانب إعجازي فيها ، حيث أنها أثارت التعجب في وجوه الناس فأعجزت العرب فهم لا يفهمونها.
3- المعاني التي طرحها العلماء والمفسرون ، اختلف المفسرون في تفسير هذه الحروف فبعض قال إنها من أسماء الله ، وآخرون يقولون أنها رمز بين الله ونبيه ، تدل على أشياء لا نعلمها الله تعالى يعلمها ، أما الإمام الرازي قال " ص " من صد يصد يعني منع وطرد ، قاف اسم فاعل من قفا يقفو فهو قاف، فالقرآن يجب اتباعه فمن أراد السعادة يجب عليه اتباع القرآن.
تعقيب : يقال أن الحروف المقطعة تشير إلى الإمام علي (ع) بإزالة الحروف المتشابهة تبقى حروف لا يمكن ترتيبها إلا بطريقة واحدة : علي صراط حق نمسكه.
التعليقات (0)