ليلة الرغائب
اعلم أنَّ أوّل ليلة من ليالي الجمعة من رجب تسمّى ليلة الرَّغائب وفيها عمل مأثور عن النّبي (ص) ذو فضل كثير ورواه السّيد في الإقبال والعلامة المجلسي رحمه الله في إجازة بني زهرة، ومن فضله أن يغفر لمن صلاها ذنوب كثيرة، وأنَّه إذا كان أوَّل ليلة نزوله إلى قبره بعَث الله إليه ثواب هذه الصّلاة في أحسن صورة بوجه طلق ولسان ذلق، فيقول: يا حبيبي أبشر فقد نجوت مِن كلِّ شدِّة، فيقول: مَنْ أنت فما رأيت أحسن وجهًا منك، ولا سمعت كلامًا أحلى من كلامك، ولا شمت رائحة أطيب من رائحتك؟
فيقول: يا حبيبي أنا ثواب تلك الصّلاة التي صلّيتها ليلة كذا في بلدة كذا في شهر كذا في سنة كذا، جئت اللّيلة لأقضي حقّك، وأنس وحدتك، وارفع عنك وحشتك، فإذا نفخ في الصّور ظلّلت في عرصة القيامة على رأسِك، فافرح فإنّك لن تعدم الخير أبدًا.
أعمال ليلة الرغائب
أن يصوم أوّل خميس من رجب ثمّ يصلّي بين صلاتي المغرب والعشاء اثنتي عشرة ركعة يفصل بين كلّ ركعتين بتسليمه يقرأ في كلِّ ركعة فاتحة الكتاب مرّة وَ "إنَّا أَنْزَلْناهُ" ثلاث مرّات و "قُلْ هُوَ اللهُ أحَدٌ" اثنتي عشرة مرّة، فإذا فرغ من صَلاته قال سبعين مرّة: "اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد النَّبِيِّ الأمِّيِّ وَعَلى آلِهِ"، ثمّ يسجد ويقول في سجوده سبعين مرّة: "سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلائِكَةِ وَالرُّوحِ" ثمّ يسأل حاجته فإنَّها تقضى إن شاء الله، واعلم أيضا إنَّ من المندوب في شهر رجب زيارة الإمام الرّضا (ع) ولها في هذا الشّهر مزيّة كما إن للعمرة أيضا في هذا الشّهر فضل وروي أنها تالية الحجّ في الثّواب وروى أنَّ الإمام عليّ بن الحسين (ع) كان قد اعتمر في رجب فكان يُصلّي عند الكعبة ويسجد ليله ونهاره وكان يسمع منه وهُو في السّجود: "عَظُمَ الذَّنْبُ مِنْ عَبْدِكَ فَلْيَحْسُنِ الْعَفْوُ مِنْ عِنْدِكَ".
الليلة الأولى
هي ليلة شريفة وقد ورد فيها أعمال:
الأول: أن يقول إذا رأى الهلال:
"اَللّـهُمَّ أهله عَلَيْنا بالأمن والإيمان وَالسَّلامَةِ وَالإسلام رَبّي وَرَبُّكَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ".
وروي عن النّبي (ص) انّه كان إذا رأى هلال رجب قال:
"اَللّـهُمَّ بارِكْ لَنا في رَجَب وَشَعْبانَ، وبَلِّغْنا شَهْرَ رَمَضانَ، وأعنا عَلَى الصِّيامِ وَالْقِيامِ وَحِفْظِ اللِّسانِ، وَغَضِّ الْبَصَرِ، وَلا تَجْعَلْ حَظَّنا مِنْهُ الْجُوعَ وَالْعَطَشَ".
الثّاني: الغسل.
الثّالث: زيارة الإمام الحسين (ع).
الرّابع: أن يُصلّي بعد صلاة المغرب عشرين ركعة يقرأ في كلّ ركعة فاتحة الكتاب وقُل هو الله احد مرّة ويسلم بين كلّ ركعتين ليحفظ في أهله وماله ووَلده، ويجار مِن عذاب القبر، ويجوز على الصّراط كالبرق الخاطف من غير حساب.
الخامس: أن يصلّي ركعتين بعد العشاء يقرأ في أوّل ركعة منها فاتحة الكتاب وألم نشرح مرّة، وقل هو الله احدٌ ثلاث مرّات، وفي الرّكعة الثّانية فاتحة الكتاب وألم نشرح وقُلْ هُوَ اللهُ احدٌ والمعوّذتين، فإذا سلّم قال: (لا اِلـهَ إلاَّ اللهُ) ثلاثين مرّة، وصلّى على النّبي (ص) ثلاثين مرّة ليغفر الله له ذنوبه ويخرج منها كيوم ولدته أمه.
السّادس: أن يصلّي ثلاثين ركعة يقرأ في كلّ ركعة فاتحة الكتاب وقُلْ يا أيّها الكافِرُونَ مرّة، وسورة التوحيد ثلاث مرّات.
السّابع: أن يأتي بما ذكره الشّيخ في المصباح حيث قال: العمل في أوّل ليلة من رجب: روى أبو البحتري وهب بن وهب عن الصّادق (ع): عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ (ع) قال: كان يعجبه أن يفرغ نفسه أربع ليال في السّنة، وهي أوّل ليلة من رجب، وليلة النّصف من شعبان، وليلة الفطر، وليلة النّحر.
اليوْم الأول
وهو يوم شريف وفيه أعمال:
الأول: الصّيام.
الثّاني: الغُسل.
الثّالث: زيارة الإمام الحُسين (عليه السلام).
الرّابع: أن يدعو بالدّعاء الطّويل المروي في كتاب الإقبال.
الخامس: أن يبتدئ صلاة سلمان (رضي الله عنه)، وهي ثلاثون ركعة يصلّي منها في هذا اليوم عشر ركعات، يسلّم بعد كلّ ركعتين، ويقرأ في كلّ ركعة فاتحة الكتاب مرّة، (وقُل هُوَ اللهُ اَحَدٌ) ثلاث مرّات، و (قُل يا أيّها الكافِرُونَ ثلاث مرّات)، فإذا سلّم رفع يديه وقال:
"لا اِلـهَ إلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ يُحْيي وَيُميتُ، وَهُوَ حَيٌّ لا يَمُوتُ بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شيء قَديرٌ"، ثمّ يقول: "اَللّـهُمَّ لا مانِعَ لِما أعطيت، وَلا مُعْطِيَ لِما مَنَعْتَ، وَلا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ"
ثمّ يمسح بهما وجهه ويصلّي عشرًا بهذه الصّفة في يوم النّصف من رجب ولكن يقول بعد "عَلى كُلِّ شيء قَديرٌ" وَصَلَّى اللهُ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ الطّاهِرينَ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ ْالْعَظيمِ، ثمّ يمسح وجهه بيديه، ويسأل حاجته وهذه صلاة ذات فوائد جمّة لا ينبغي التغاضي عنها.
اليوم الثاني
ولادة الإمام عليّ الهادي (عليه السلام).
اليوم الثالث
استشهاد الإمام عليّ الهادي (عليه السلام) سنة مائتين وأربع وخمسين.
اليوم العاشر
ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام).
اللّيْلة الثّالِثة عشرة
اعلم انّه يستحبّ أن يصلّي في كلّ ليلة من اللّيالي البيض من هذه الأشهر الثّلاثة رجب وشعبان ورمضان اللّيلة الثالثة عشرة منها ركعتين، يقرأ في كلّ ركعة فاتحة الكتاب مرّة، وسورة يس وتبارك الملك والتّوحيد، ويصلّي مثلها أربع ركعات بسلامين في الليلة الرّابعة عشرة، ويأتي ستّ ركعات مثلها يسلّم بين كلّ ركعتين منها في الليلة الخامسة عشرة، فعن الصّادق (عليه السلام) انّه من فعل ذلك حاز فضل هـذه الأشهر الثّلاثة، وغفر له كلّ ذنب سوى شرك.
اليَومُ الثّالث عشر
هو أوّل الأيام البيض، وقد ورد لِلصيام في هذا اليوم واليومين بعده أجر جزيل، ومَن أراد أن يدعو بدعاء أمّ داود فليبدأ بصيام هذا اليوم، وكان في هذا اليوم على المشهور ولادة أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه في الكعبة بعد ثلاثين سنة من عام الفيل.
لَيلة النّصف مِن رجب
وهي ليلة شريفة وردت فيها أعمال:
الأول: الغُسل.
الثّاني: إحياؤها بالعبادة كما قال العلاّمة المجلسي.
الثّالث: زيـارة الإمام الحسين (عليه السلام) .
الرّابع: الصّلاة ستّ ركعات التّي قد مرّت عند ذكر الليلة الثّالثة عشرة.
الخامس: الصّلاة ثلاثون ركعة، يقرأ في كلّ ركعة الفاتحة مرّة، والتّوحيد عشر مرّات، وقد روى السّيد هذه الصّلاة عن النّبي (ص) وروى لهـا فضلاً كثيرًا.
السّادس: الصّلاة اثنتا عشرة ركعة، تسلم بين كلّ ركعتين، تقرأ في كلّ ركعة كلاً من سور الفاتحة والتّوحيد والفلق والنّاس وآية الكرسي وسورة (إنا أنزلناهُ) أربع مرّات، ثمّ تسلّم وتقول بعد الفراغ أربع مرّات: (اَللهُ اَللهُ رَبّي لا أشرك بِهِ شَيْئًا، وَلاَ اَتَّخِذُ مِنْ دُونِه وَلِيًّا)، ثمّ تدعو بما أحببت.
يَومُ النّصف مِن رجب
وهو يوم مبارك وفيه أعمال:
الأول: الغُسل.
الثّاني: زيارة الإمام الحسين (عليه السلام).
الثّالث: صلاة سلمان على نحو ما مرّ في اليوم الأول.
الرّابع: أن يصلّي أربع ركعات فإذا سلّم بسط يده وقال:
"َللّـهُمَّ يا مُذِلَّ كُلِّ جَبّار، وَيا مُعِزَّ الْمُؤْمِنينَ، أنت كَهْفي حينَ تعييني الْمَذاهِبُ، وأنت بارِئُ خَلْقي رَحْمَةً بي وَقَدْ كُنْتَ عَنْ خَلْقي غَنِيًّا، وَلَوْلا رَحْمَتُكَ لَكُنْتُ مِنَ الْهالِكينَ، وَاَنْتَ مُؤَيِّدي بِالنَّصْرِ عَلى أعدائي وَلَوْلا نَصْرُكَ إياي لَكُنْتُ مِنَ الْمَفْضُوحينَ، يا مُرْسِلَ الرَّحْمَةِ مِنْ مَعادِنِها، ومنشئ الْبَرَكَةِ مِنْ مَواضِعِها، يا مَنْ خَصَّ نَفْسَهُ بِالشُّمُوخِ وَالرِّفْعَةِ، فأولياؤه بِعِزِّهِ يَتَعَزَّزُونَ، وَيا مَنْ وَضَعَتْ لَهُ الْمُلُوكِ نيرَ الْمَذَلَّةِ عَلى أعناقهم، فَهُمْ مِنْ سَطَواتِهِ خائِفُونَ، أسألك بِكَيْنُونِيَّتِكَ الَّتِي اشْتَقَقْتَها مِنْ كِبْرِيائِكَ، وَأسألك بِكِبْرِيائِكَ التي اشْتَقَقْتَها مِنْ عِزَّتِكَ، وَأسألك بِعِزَّتِكَ الَّتِي اسْتَوَيْتَ بِها عَلى عَرْشِكَ فَخَلَقْتَ بِها جَميعَ خَلْقِكَ فَهُمْ لَكَ مُذْعِنُونَ أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّد وأهل بَيْتِهِ".
الخامس: دعاء أمّ داوُد وهو أهم أعمال هذا اليوم ومن آثاره قضاء الحوائج وكشف الكروب ودفع ظُلم الظالمين، وصفته على ما أورده الشّيخ في المصباح هي إن من أراد ذلك فليصم اليوم الثّالث عشر والرّابع عشر والخامس عشر: فإذا كان عند الزّوال من اليوم الخامس عشر اغتسل، فإذا زالت الشّمس صلّى الظّهر والعصر يحسن ركوعهما وسجُودهما، وليكن في موضع خال لا يشغله شاغل، ولا يكلّمه إنسان، فإذا فرغ من الصّلاة استقبل القبلة وقرأ الحمد مائة مرّة، والإخلاص مائة مرّة، وآية الكرسي عشر مرّات، ثمّ يقرأ بعد ذلك سُورة "الأنعام، وبني إسرائيل، والكهف، ولقمان، ويس، والصّافات، وحم، السّجدة وحم، عسق وحم، الدّخان، والفتح، والواقعة، والملك، ون، وإذا السّماء انشقّت"، وما بعدها إلى آخر القرآن، فإذا فرغ من ذلك قال وهو مستقبل القبلة:
"صَدَقَ اللهُ الْعَظيمُ الَّذي لا اِلـهَ إِلاّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ، ذُو الْجَلالِ والإكرام، الرَّحْمنُ الرَّحيمُ، الْحَليمُ الْكَريمُ، الَّذي لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّميعُ الْعَليمُ الْبَصيرُ الْخَبيرُ، شَهِدَ اللهُ اَنَّهُ لا اِلـهَ إِلاّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وأولو الْعِلْمِ قائِمًا بِالْقِسْطِ لا اِلـهَ إِلاّ هُوَ الْعَزيزُ الْحَكيمُ، وَبَلَّغَتْ رُسُلُهُ الْكِرامُ وأنا عَلى ذلِكَ مِنَ الشّاهِدينَ، اَللّـهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ، وَلَكَ الَْمجْدُ، وَلَكَ الْعِزُّ، وَلَكَ الْفَخْرُ، وَلَكَ الْقَهْرُ، وَلَكَ النِّعْمَةُ، وَلَكَ الْعَظَمَةُ، وَلَكَ الرَّحْمَةُ، وَلَكَ الْمَهابَةُ، وَلَكَ السُّلْطانُ، وَلَكَ الْبَهاءُ، وَلَكَ الاِْمْتِنانُ، وَلَكَ التَّسْبيحُ، وَلَكَ التَّقْديسُ، وَلَكَ التَّهْليلُ، وَلَكَ التَّكْبيرُ، وَلَكَ ما يُرى، وَلَكَ ما لا يُرى، وَلَكَ ما فَوْقَ السَّمواتِ الْعُلى، ولَكَ ما تَحْتَ الثَّرى، وَلَكَ الاَْرَضُونَ السُّفْلى، وَلَكَ الآخرة وَالأولى، وَلَكَ ما تَرْضى بِهِ مِنَ الثَّناءِ وَالْحَمْدِ وَالشُّكرِ وَالنَّعْماءِ، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى جبرائيل أمينك عَلى وَحْيِكَ، وَالْقَوِيِّ عَلى أمرك، وَالْمُطاعِ في سَمواتِكَ، وَمَحالِّ كَراماتِكَ الْمُتَحَمِّلِ لِكَلِماتِكَ النّاصِرِ لأنبيائك الْمُدَمِّرِ لأعدائك، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى ميكائيلَ مَلَكِ رَحْمَتِكَ، وَالَْمخْلُوقِ لِرَأْفَتِكَ، وَالْمُسْتَغْفِرِ الْمُعينِ لأهل طاعَتِكَ، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى اِسْرافيلَ حامِلِ عَرْشِكَ، وَصاحِبِ الصُّورِ الْمُنْتَظِرِ لأمرك، الْوَجِلِ الْمُشْفِقِ مِنْ خيفَتِكَ، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى حَمَلَةِ الْعَرْشِ الطّاهِرينَ، وَعَلى السَّفَرَةِ الْكِرامِ الْبَرَرَةِ الطَّيِّبينَ، وَعَلى مَلائِكَتِكَ الْكِرامِ الْكاتِبينَ، وَعَلى مَلائِكَةِ الْجِنانِ، وَخَزَنَةِ النّيرانِ، وَمَلَكِ الْمَوْتِ والأعوان، يا ذَا الْجَلالِ والإكرام، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى أبينا آدَمَ بَديعِ فِطْرَتِكَ الَّذي كَرَّمْتَهُ بِسُجُودِ مَلائِكَتِكَ، وَاَبَحْتَهُ جَنَّتَكَ، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى أمنا حَوّاءَ الْمُطَهَّرَةِ مِنَ الرِّجْسِ، الْمُصَفّاةِ مِنَ الدَّنَسِ، الْمُفَضَّلَةِ مِنَ الأنس، الْمُتَرَدِّدَةِ بَيْنَ مَحالِّ الْقُدْسِ، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى هابيلَ وَشَيْث وإدريس وَنُوح وَهُود وَصالِح وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق وَيَعْقُوبَ وَيُوسُفَ والأسباط وَلُوط وَشُعَيْب وأيوب وَمُوسى وَهارُونَ وَيُوشَعَ وَميشا وَالْخِضْرِ وذي الْقَرْنَيْنِ وَيُونُسَ وَإلْياسَ وَالْيَسَعَ وَذِي الْكِفْلِ وَطالُوتَ وَداوُدَ وَسُلَيْمانَ وَزَكَرِيّا وَشَعْيا وَيَحْيى وَتُورَخَ وَمَتّى وَاِرْمِيا وَحَيْقُوقَ وَدانِيالَ وَعُزَيْر وَعيسى وَشَمْعُونَ وَجِرْجيسَ وَالْحَوارِيّينَ وَالاَْتْباعِ وَخالِد وَحَنْظَلَةَ وَلُقْمانَ، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَارْحَمْ مُحَمَّدًا وَآلَ مُحَمَّد، وَبارِكْ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، كَما صَلَّيْتَ وَرَحِمْتَ وَبارَكْتَ عَلى إبراهيم وَآلِ إبراهيم اِنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلَى الأوصياء وَالسُّعَداءِ وَالشُّهَداءِ وأئمة الْهُدى، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلَى الاَْبْدالِ والأوتاد وَالسُّيّاحِ وَالْعُبّادِ وَالُْمخْلِصينَ وَالزُّهّادِ وأهل الجِدِّ وَالاِْجْتِهادِ، وَاخْصُصْ مُحَمَّدًا وأهل بَيْتِهِ بأفضل صَلَواتِكَ وأجزل كَراماتِكَ، وَبَلِّغْ رُوحَهُ وَ جَسَدَهُ مِنّي تَحِيَّةً وَسَلامًا، وَزِدْهُ فَضْلاً وَشَرَفًا وَكَرَمًا، حَتّى تُبَلِّغَهُ أعلى دَرَجاتِ أهل الشَّرَفِ مِنَ النَّبِيّينَ وَالْمُرْسَلينَ والأفاضل الْمُقَرَّبينَ، اَللّـهُمَّ وَصَلِّ عَلى مَنْ سَمَّيْتُ وَمَنْ لَمْ اُسَمِّ مِنْ مَلائِكَتِكَ وأنبيائك وَرُسُلِكَ وأهل طاعَتِكَ، وأوصل صَلَواتي إليهم وَإلى أرواحهم، وَاجْعَلْهُمْ إخواني فيكَ وأعواني عَلى دُعائِكَ، اَللّـهُمَّ إني اَسْتَشْفِعُ بِكَ إليك، وَبِكَرَمِكَ إلى كَرَمِكَ، وَبِجُودِكَ إلى جُودِكَ، وَبِرَحْمَتِكَ إلى رَحْمَتِكَ، وبأهل طاعَتِكَ إليك، وَأسألك الّلهُمَّ بِكُلِّ ما سَأَلَكَ بِهِ اَحَدٌ مِنْهُمْ مِنْ مَسْأَلَة شَريفَة غَيْرِ مَرْدُودَة، وَبِما دَعَوْكَ بِهِ مِنْ دَعْوَة مُجابَة غَيْرِ مُخَيَّبَة، يا اَللهُ يا رَحْمنُ يا رَحيمُ يا كَريمُ يا عَظيمُ يا جَليلُ يا مُنيلُ يا جَميلُ يا كَفيلُ يا وَكيلُ يا مُقيلُ يا مُجيرُ يا خَبيرُ يا مُنيرُ يا مُبيرُ يا مَنيعُ يا مُديلُ يا مُحيلُ يا كَبيرُ يا قَديرُ يا بَصيرُ يا شَكُورُ يا بَرُّ يا طُهْرُ يا طاهِرُ يا قاهِرُ يا ظاهِرُ يا باطِنُ يا ساتِرُ يا مُحيطُ يا مُقْتَدِرُ يا حَفيظُ يا مُتَجَبِّرُ يا قَريبُ يا وَدُودُ يا حَميدُ يا مَجيدُ يا مُبْدِئُ يا مُعيدُ يا شَهيدُ يا مُحْسِنُ يا مُجْمِلُ يا مُنْعِمُ يا مُفْضِلُ يا قابِضُ يا باسِطُ يا هادي يا مُرْسِلُ يا مُرْشِدُ يا مُسَدِّدُ يا مُعْطي يا مانِعُ يا دافِعُ يا رافِعُ يا باقي يا واقي يا خَلاّقُ يا وَهّابُ يا تَوّابُ يا فَتّاحُ يا نَفّاحُ يا مُرْتاحُ يا مَنْ بِيَدِهِ كُلُّ مِفْتاح، يا نَفّاعُ يا رَؤوفُ يا عَطُوفُ يا كافي يا شافي يا مُعافي يا مُكافي يا وَفِيُّ يا مُهَيْمِنُ يا عَزيزُ يا جَبّارُ يا مُتَكَبِّرُ يا سَلامُ يا مُؤْمِنُ يا اَحَدُ يا صَمَدُ يا نُورُ يا مُدَبِّرُ يا فَرْدُ يا وِتْرُ يا قُدُّوسُ يا ناصِرُ يا مُؤنِسُ يا باعِثُ يا وارِثُ يا عالِمُ يا حاكِمُ يا بادي يا مُتَعالي يا مُصَوِّرُ يا مُسَلِّمُ يا مُتَحَّبِّبُ يا قائِمُ يا دائِمُ يا عَليمُ يا حَكيمُ يا جَوادُ يا بارئ يا بارُّ يا سارُّ يا عَدْلُ يا فاصِلُ يا دَيّانُ يا حَنّانُ يا مَنّانُ يا سَميعُ يا بَديعُ يا خَفيرُ يا مُعينُ يا ناشِرُ يا غافِرُ يا قَديمُ يا مُسَهِّلُ يا مُيَسِّرُ يا مُميتُ يا مُحْيي يا نافِعُ يا رازِقُ يا مُقْتَدِرُ يا مُسَبِّبُ يا مُغيثُ يا مُغْني يا مُقْني يا خالِقُ يا راصِدُ يا واحِدُ يا حاضِرُ يا جابِرُ يا حافِظُ يا شَديدُ يا غِياثُ يا عائِدُ يا قابِضُ، يا مَنْ عَلا فَاسْتَعْلى فَكانَ بِالْمَنْظَرِ الأعلى، يا مَنْ قَرُبَ فَدَنا وَبَعُدَ فَنَأى، وَعَلِمَ السِّرَّ وأخفى، يا مَنْ إليه التَّدْبيرُ وَلَهُ الْمَقاديرُ، وَيا مَنِ الْعَسيرُ عَلَيْهِ سَهْلٌ يَسيرٌ، يا مَنْ هُوَ عَلى ما يَشاءُ قَديرٌ، يا مُرْسِلَ الرِّياحِ، يا فالِقَ الإصباح، يا باعِثَ الأرواح، يا ذَا الْجُودِ وَالسَّماحِ، يا رادَّ ما قَدْ فاتَ، يا ناشِرَ الأموات، يا جامِعَ الشَّتاتِ، يا رازِقَ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِساب، وَيا فاعِلَ ما يَشاءُ، كَيْفَ يَشاءُ وَيا ذَا الْجَلالِ والإكرام، يا حَيُّ يا قَيُّومُ، يا حَيًّا حينَ لا حَيَّ، يا حَيُّ يا مُحْيِيَ الْمَوْتى يا حَيُّ لا اِلـهَ إِلاّ أنت بَديعُ السَّماواتِ والأرض، يا اِلهي وَسَيِّدي صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَارْحَمْ مُحَمَّدًا وَآلَ مُحَمَّد، وَبارِكْ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، كَما صَلَّيْتَ وَبارَكْتَ وَرَحِمْتَ عَلى إبراهيم وَآلِ إبراهيم اِنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ، وَارْحَمْ ذلي وَفاقَتي وَفَقْري وَانْفِرادي وَوَحْدَتي وَخُضُوعي بَيْنَ يَدَيْكَ وَاعْتِـمادي عَلَيْكَ، وَتَضَرُّعي إليك، اَدْعُوكَ دُعاءَ الْخاضِعِ الذَّليلِ الْخاشِعِ، الْخائِفِ الْمُشْفِقِ الْبائِسِ، الْمَهينِ الْحَقيرِ، الْجائِعِ الْفَقيرِ، الْعائِذِ الْمُسْتَجيرِ، الْمُقِرِّ بِذَنْبِهِ الْمُسْتَغْفِرِ مِنْهُ، الْمُسْتَكينِ لِرَبِّهِ، دُعاءَ مَنْ أسلمته ثَقِتُهُ، وَرَفَضَتْهُ أحبته، وَعَظُمَتْ فَجيعَتُهُ، دُعاءَ حَرِق حَزين، ضَعيف مَهين، بائِس مُسْتَكين بِكَ مُسْتَجير، اَللّـهُمَّ وَأسألك بأنك مَليكٌ، وَاَنَّكَ ما تَشاءُ مِنْ أمر يَكُونُ، وَاَنَّكَ عَلى ما تَشاءُ قَديرٌ، وَأسألك بِحُرْمَةِ هذَا الشَّهْرِ الْحَرامِ، وَالْبَيْتِ الْحَرامِ، وَالْبَلَدِ الْحَرامِ، وَالرُّكْنِ وَالْمَقامِ، وَالْمَشاعِرِ الْعِظامِ، وَبِحَقِّ نَبِيِّكَ مُحَمَّد عَلَيْهِ وَآلِهِ السَّلامُ، يا مَنْ وَهَبَ لآدم شِيْثًا، ولإبراهيم إسماعيل وإسحاق، وَيا مَنْ رَدَّ يُوسُفَ عَلى يَعْقُوبَ، وَيا مَنْ كَشَفَ بَعْدَ الْبَلاءِ ضُرَّ أيوب، يا رادَّ مُوسى عَلى أمه، وَزائِدَ الْخِضْرِ في عِلْمِهِ، وَيا مَنْ وَهَبَ لِداوُدَ سُلَيْمانَ، وَلِزَكَرِيّا يَحْيى، وَلِمَرْيَمَ عيسى، يا حافِظَ بِنْتِ شُعَيْب، وَيا كافِلَ وَلَدِ أم مُوسى، أسألك أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَاَنْ تَغْفِرَ لِي ذُنُوبي كُلَّها، وَتُجيرَني مِنْ عَذابِكَ، وَتُوجِبَ لي رِضْوانَكَ وأمانك وإحسانك وَغُفْرانَكَ وَجِنانَكَ، وَأسألك اَنْ تَفُكَّ عَنّي كُلَّ حَلْقَة بَيْني وَبَيْنَ مَنْ يُؤْذيني، وَتَفْتَحَ لي كُلَّ باب، وَتُلَيِّنَ لي كُلَّ صَعْب، وَتُسَهِّلَ لي كُلَّ عَسَير، وَتُخْرِسَ عَنّي كُلَّ ناطِق بِشَرٍّ، وَتَكُفَّ عَنّي كُلَّ باغ، وَتَكْبِتَ عَنّي كُلَّ عَدُوٍّ لي وَحاسِد، وَتَمْنَعَ مِنّي كُلَّ ظالِم، وَتَكْفِيَني كُلَّ عائِق يَحُولُ بَيْني وَبَيْنَ حاجَتي، وَيُحاوِلُ أن يُفَرِّقَ بَيْني وَبَيْنَ طاعَتِكَ، وَيُثَبِّطَني عَنْ عِبادَتِكَ، يا مَنْ اَلْجَمَ الْجِنَّ الْمُتَمَرِّدينَ، وَقَهَرَ عُتاةَ الشَّياطينِ، وأذل رِقابَ الْمُتَجَبِّرينَ، وَرَدَّ كَيْدَ الْمُتَسَلِّطين عَنِ الْمُسْتَضْعَفينَ، أسألك بِقُدْرَتِكَ عَلى ما تَشاءُ، وَتَسْهيلِكَ لِما تَشاءُ كَيْفَ تَشاءُ أن تَجْعَلَ قَضاءَ حاجَتي فيما تَشاءُ".
ثمّ اسجد على الأرض وعفّر خدّيك وقل:
"اَللّـهُمَّ لَكَ سَجَدْتُ، وَبِكَ أمنت، فَارْحَمْ ذُلّي وَفاقَتي، وَاجْتِهادي وَتَضَرُّعي، وَمَسْكَنَتي وفقري إليك يا رَبِّ".
اليَومُ الخامس والعشرون
في هذا اليوم من سنة مائة وثلاث وثمانين كانت وفاة الإمام موسى بن جعفر (عليهما السلام) في بغداد وله من العُمر خمس وخمسون سنة، وهو يوم يتجدّد فيه أحزان آل محمّد (عليهم السلام) وشيعتهم.
الليلة السّابعة وَالعِشرون
هي ليلة المبعث وهي من اللّيالي المتبرّكة وفيها أعمال:
الأول: قال الشّيخ في المصباح: روى عن أبي جعفر الجواد (عليه السلام) قال : إن في رجب ليلة هي خير للنّاس ممّا طلعت عليه الشّمس، وهي ليلة السّابع والعشرين منه بُنيّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في صبيحتها، وانّ للعامل فيها من شيعتنا مثل أجر عمل ستّين سنة. قيل وما العمل فيها؟ قال: إذا صلّيت العشاء ثمّ أخذت مضجعك ثمّ استيقظت أيّ ساعة من ساعات اللّيل كانت قبل منتصفه صلّيت اثنتي عشرة ركعة، تقرأ في كلّ ركعة الحمد وسورة خفيفة من المفصّل، والمفصّل سورة محمّد (ص) إلى آخر القرآن، وتسلّم بين كلّ ركعتين، فإذا فرغت من الصّلوات جلست بعد السّلام وقرأت الحمد سبعًا، والمعوذّتين سبعًا، و (قُلْ هُوَ اللهُ أحَدٌ) و (قُل يا أيّها الكافِرُونَ) كلاً منهما سبعًا، وانّا أنزلناه وآية الكُرسي كلاً منهما سبعًا، وتقول بعد ذلك كلّه:
"اَلْحَمْدُ للهِ الَّذي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَريكٌ في الْمُلْكِ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبيرًا اَللّـهُمَّ إني أسألك بِمَعاقِدِ عِزِّكَ عَلَىَّ، أركان عَرْشِكَ، وَمُنْتَهَى الرَّحْمَةِ مِنْ كِتابِكَ، وَبِاسْمِكَ الأعظم الأعظم الأعظم، وَذِكْرِكَ الأعلى الأعلى الأعلى، وَبِكَلِماتِكَ التّامّاتِ أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَاَنْ تَفْعَلَ بي ما أنت أهله. ثمّ ادع بما شئت، ويستحبّ الغُسل في هذه اللّيلة".
الثّاني: زيارة أمير المؤمنين (عليه السلام)، وهي أفضل أعمال هذه اللّيلة.
الثّالث: قال الكفعمي في كتاب البلد الأمين: اُدع في ليلة المبعث بهذا الدّعاء:
"اَللّـهُمَّ إني أسألك بِالتَّجَلِي الأعظم في هذِهِ اللَّيْلَةِ مِنَ الشَّهْرِ الْمُعَظَّمِ وَالْمُرْسَلِ الْمُكَرَّمِ أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَاَنْ تَغْفِرَ لَنا ما أنت بِهِ مِنّا اَعْلَمُ، يا مَنْ يَعْلَمُ وَلا نَعْلَمُ، اَللّـهُمَّ بارِكْ لَنا في لَيْلَتِنا هذِهِ الَّتي بِشَرَفِ الرِّسالَةِ فَضَّلْتَها، وَبِكَرامَتِكَ أجللتها، وَبِالَْمحَلِّ الشَّريفِ أحللتها، اَللّـهُمَّ فَاِنّا نَسْأَلُكَ بِالْمَبْعَثِ الشَّريفِ، وَالسَّيِّدِ اللَّطيفِ، وَالْعُنْصُرِ الْعَفيفِ، أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَاَنْ تَجْعَلَ أعمالنا في هذِهِ اللَّيْلَةِ وَفي سايِرِ اللَّيالي مَقْبُولَةً، وَذُنُوبَنا مَغْفُورَةً، وَحَسَناتِنا مَشْكُورَةً، وَسَيِّئاتِنا مَسْتُورَةً، وَقُلُوبَنا بِحُسْنِ الْقَوْلِ مَسْرُورَةً، وأرزاقنا مِنْ لَدُنْكَ بِالْيُسْرِ مَدْرُورَةً، اَللّـهُمَّ اِنَّكَ تَرى وَلا تُرى، وَاَنْتَ بِالْمَنْظَرِ الأعلى، وَاِنَّ إليك الرُّجْعى وَالْمُنْتَهى، وَاِنَّ لَكَ الْمَماتَ وَالَْمحْيا، وَاِنَّ لَكَ الآخرة وَالأولى، اَللّـهُمَّ إنا نَعُوذُ بِكَ أن نَذِلَّ وَنَخْزى، وَاَنْ نَأتِيَ ما عَنْهُ تَنْهى اَللّـهُمَّ إنا نَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ، وَنَسْتَعيذُ بِكَ مِنَ النّارِ فأعذنا مِنْها بِقُدْرَتِكَ وَنَسْأَلُكَ مِنَ الْحُورِ الْعينِ فَارْزُقْنا بِعِزَّتِكَ، وَاجْعَلْ أوسع أرزاقنا عِنْدَ كِبَرِ سِنِّنا، وأحسن أعمالنا عِنْدَ اقْتِرابِ آجالِنا، وَاَطِلْ في طاعَتِكَ وَما يُقَرِّبُ إليك وَيُحْظي عِنْدَكَ وَيُزْلِفُ لَدَيْكَ أعمارنا، وأحسن في جَميعِ أحوالنا وأمورنا مَعْرِفَتَنا، وَلا تَكِلْنا إلى اَحَد مِنْ خَلْقِكَ فَيَمُنَّ عَلَيْنا، وَتَفَضَّلْ عَلَيْنا بجَميعِ حَوائِجِنا لِلدُّنْيا والآخرة، وَابْدَأ بآبائنا وأبنائنا وَجَميعِ إخواننا الْمُؤْمِنينَ في جَميعِ ما سَأَلْناكَ لأنفسنا يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ، اَللّـهُمَّ إنا نَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْعَظيمِ، وَمُلْكِكَ الْقَديمِ، أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَاَنْ تَغْفِرَ لَنَا الذَّنْبَ الْعَظيمَ اِنَّهُ لا يَغْفِرُ الْعَظيمَ الْعَظيمُ، اَللّـهُمَّ وَهذا رَجَبٌ الْمُكَرَّمُ الَّذي أكرمتنا بِهِ، أول أشهر الْحُرُمِ، أكرمتنا بِهِ مِنْ بَيْنِ الأمم، فَلَكَ الْحَمْدُ يا ذَا الْجُودِ وَالْكَرَمِ، فَأسألك بِهِ وَبِاسْمِكَ الأعظم الأعظم الأعظم الأجل الأكرم، الَّذي خَلَقْتَهُ فَاسْتَقَرَّ في ظِلِّكَ فَلا يَخْرُجُ مِنْكَ إلى غَيْرِكَ، أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّد وأهل بَيْتِهِ الطّاهِرينَ، وَاَنْ تَجْعَلَنا مِنَ الْعامِلينَ فيهِ بِطاعَتِكَ، والأملين فيهِ لِشَفاعَتِكَ، اَللّـهُمَّ أهدنا إلى سَواءِ السَّبيلِ، وَاجْعَلْ مَقيلَنا عِنْدَكَ خَيْرَ مَقيل، في ظِلٍّ ظَليل، وَمُلك جَزيل، فَاِنَّكَ حَسْبُنا وَنِعْمَ الْوَكيلُ، اَللّـهُمَّ اقْلِبْنا مُفْلِحينَ مُنْجِحينَ غَيْرَ مَغْضُوب عَلَيْنا وَلا ضالّينَ، بِرَحْمَتِكَ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ، اَللّـهُمَّ إني أسألك بِعَزائِمِ مَغْفِرَتِكَ، وَبِواجِبِ رَحْمَتِكَ، السَّلامَةَ مِنْ كُلِّ إثم، وَالْغَنيمَةَ مِنْ كُلِّ بِرٍّ، وَالْفَوْزَ بِالْجَنَّةِ وَالنَّجاةَ مِنَ النّارِ، اَللّـهُمَّ دَعاكَ الدّاعُونَ وَدَعَوْتُكَ، وَسَأَلَكَ السّائِلُونَ وَسَأَلْتُكَ وَطَلَبَ إليك الطّالِبُونَ وَطَلَبْتُ إليك، اَللّـهُمَّ أنت الثِّقَةُ وَالرَّجاءُ، وَإليك مُنْتَهَى الرَّغْبَةِ فِي الدُّعاءِ، اَللّـهُمَّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَاجْعَلِ الْيَقينَ في قَلْبي، وَالنُّورَ في بَصَري، وَالنَّصيحَةَ في صَدْري، وَذِكْرَكَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ عَلى لِساني، وَرِزْقًا واسِعًا غَيْرَ مَمْنُون وَلا مَحْظُور فَارْزُقْني، وَبارِكْ لي فيما رَزَقْتَني، وَاجْعَلْ غِنايَ في نَفْسي، وَرَغْبَتي فيما عِنْدَكَ بِرَحْمَتِكَ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ، ثمّ اسجد وقُلْ:اَلْحَمْدُ للهِِ الَّذي هَدانا لِمَعْرِفَتِهِ، وَخَصَّنا بِوِلايَتِهِ، وَوَفَّقَنا لِطاعَتِهِ، شُكْرًا شُكْرًا مائة مرّة، ثمّ ارفع رأسك من السّجود وقُل:اَللّـهُمَّ إني قَصَدْتُكَ بِحاجَتي، وَاعْتَمَدْتُ عَلَيْكَ بِمَسْأَلَتي، وَتَوَجَّهْتُ إليك بأئمتي وَسادَتي، اَللّـهُمَّ انْفَعْنا بِحُبِّهِم، وأوردنا مَوْرِدَهُمْ، وَارْزُقْنا مُرافَقَتَهُمْ، وأدخلنا الْجَنَّةَ في زُمْرَتِهِمْ، بِرَحْمَتِكَ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ".
اليَومُ السّابع والعشرُون
وهو عيد من الأعياد العظيمة وفيه كان بعثة النّبي (ص) وهبوط جبرائيل عليه (ص) بالرّسالة، ومن الأعمال الواردة فيه:
الأول: الغُسل.
الثّاني: الصّيام، وهذا اليوم أحد الأيام الأربعة التّي خصّت بالصّيام بين أيّام السّنة ويعدل صوم هذا اليوم صيام سبعين سنة.
الثّالث: الإكثار من الصّلاة على محمّد وآل محمّد.
الرّابع: زيارة النّبي وزيارة أمير المؤمنين عليهما وآلهما السّلام.
الخامس: قال الشّيخ في المصباح: روى الريّان بن الصّلت، قال: صام الجواد(ع) لما كان ببغداد يوم النّصف من رجب ويوم سبع وعشرين منه وصام جميع حشمه، وأمرنا أن نصلّي الصّلاة الّتي هي اثنتا عشرة ركعة، تقرأ في كلّ ركعة الحمد وسورة فإذا فرغت قرأت الحمد أربعًا و (قل هو الله أحد) أربعًا والمعوّذتين أربعًا وقلت أربعًا: "لا اِلـهَ إِلاّ اللهُ واللهُ اَكْبَرُ، وَسُبْحانَ اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ الْعَلِيِّ الْعَظيم، (وأربعًا) اللهُ اللهُ رَبِّي لا أشرك بِهِ شَيْئًا، (وأربعًا) لا أشرك بِرَبِّي أحدا".
السّادس: وروى الشّيخ أيضا عن أبي القاسم حسين بن روح (رحمه الله) قال: تصلّى في هذا اليوم اثنتي عشرة ركعة نقراء في كلّ ركعة فاتحة الكتاب وما تيسّر من السّور، وتتشهّد وتسلّم وتجلس وتقول بين كلّ ركعتين:
"اَلْحَمْدُ للهِ الَّذي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَريكٌ في الْمُلْكِ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبيرًا، يا عُدَّتي في مُدَّتي، يا صاحِبي في شِدَّتي، يا وَليّي في نِعْمَتي، يا غِياثي في رَغْبَتي، يا نَجاحي في حاجَتي، يا حافِظي في غَيْبَتي، يا كافيَّ في وَحْدَتي، يا اُنْسي في وَحْشَتي، أنت السّاتِرُ عَوْرَتي فَلَكَ الْحَمْدُ، وأنت الْمُقيلُ عَثْرَتي فَلَكَ الْحَمْدُ، وَاَنْتَ الْمُنْعِشُ صَرْعَتي فَلَكَ الْحَمْدُ، صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاسْتُرْ عَوْرَتي، وَآمِنْ رَوْعَتي، وَاَقِلْني عَثْرَتي، وَاصْفَحْ عَنْ جُرْمي، وَتَجاوَزْ عَنْ سَيِّئاتي في أصحاب الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذي كانُوا يُوَعَدُونَ".
فإذا فرغت من الصّلاة والدّعاء قرأت الحمد والإخلاص والمعوّذتين و(قل يا أيّها الكافرون) و (إنا أنزلناه) وآية الكرسي سبع مرّات، ثمّ تقول:
"لا اِلـهَ إلاَّ اللهُ واللهُ اَكْبَرُ وَسُبْحانَ اللهِ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ سبع مرّات، ثمّ تقول سبع مرّات: اللهُ اللهُ رَبِّي لا أشرك بِهِ شَيْئًا".
وتدعو بما أحببت.
السّابع: في الإقبال وفي بعض نسخ المصباح انّه يستحبّ الدّعاء في هذا اليوم بهذا الدّعاء:
"يا مَنْ أمر بِالْعَفْوِ وَالتَّجاوُزِ، وَضَمَّنَ نَفْسَهُ الْعَفْوَ وَالتَّجاوُزَ، يا مَنْ عَفا وَتَجاوَزَ، اُعْفُ عَنّي وَتَجاوَزْ يا كَريمُ اَللّـهُمَّ وَقَدْ اَكْدَى الطَّلَبُ، وأعيت الْحيلَةُ وَالْمَذْهَبُ، وَدَرَسَتِ الآمال، وَانْقَطَعَ الرَّجاءُ إلا مِنْكَ وَحْدَكَ لا شَريكَ لَكَ، اَللّـهُمَّ إني أجد سُبُلَ الْمَطالِبِ إليك مُشْرَعَةً، وَمناهِلَ الرَّجاءِ لَدَيْكَ مُتْرَعَةً، وأبواب الدُّعاءِ لِمَنْ دَعاكَ مُفتَّحَةً، وَالاِسْتِعانَةَ لِمَنِ اسْتَعانَ بِكَ مُباحَةً، وَاَعْلَمُ اَنَّكَ لِداعيكَ بِمَوْضِعِ إجابة، وَللصّارِخِ إليك بِمَرْصَدِ إغاثة، وَاَنَّ فِي اللَّهْفِ إلى جُودِكَ وَالظَّمانِ بِعِدَتِكَ عِوَضًا مِنْ مَنْعِ الْباخِلينَ، وَمَنْدُوحَةً عَمّا في اَيْدِى الْمُسْتَأثِرينَ، وَاَنَّكَ لا تَحْتَجِبُ عَنْ خَلْقِكَ إِلاّ إن تَحْجُبُهُمُ الأعمال دُونَكَ، وَقَدْ عَلِمْتُ إن أفضل زادِ الرّاحِلِ إليك عَزْمُ إرادة يَخْتارُكَ بِها، وَقَدْ ناجاكَ بِعَزْمِ الإرادة قَلْبي، وَأسألك بِكُلِّ دَعْوَة دَعاكَ بِها راج بَلَّغْتَهُ أمله، أو صارِخ إليك أغثت صَرْخَتَهُ، أو مَلْهُوف مَكْرُوب فَرَّجْتَ كَرْبَهُ، أو مُذْنِب خاطِئ غَفَرْتَ لَهُ أو مُعافىً أتممت نِعْمَتَكَ عَلَيْهِ، أو فَقير أهديت غِناكَ إليه، وَلِتِلْكَ الَّدعْوَةِ عَلَيْكَ حَقٌّ وَعِنْدَكَ مَنْزِلَةٌ، إِلاّ صَلَّيْتَ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَقَضَيْتَ حَوائِجي حَوائِجَ الدُّنْيا والآخرة، وَهـذا رَجَبٌ الْمُرَجَّبُ الْمُكَرَّمُ الَّذي أكرمتنا بِهِ أول أشهر الْحُرُمِ، أكرمتنا بِهِ مِنْ بَيْنِ الأمم، يا ذَا الْجُودِ وَالْكَرَمِ، فَنَسْأَلُكَ بِهِ وَبِاسْمِكَ الأعظم الأعظم الأعظم الأجل الأكرم، الَّذي َخَلَقْتَهُ فَاسْتَقَرَّ في ظِلِّكَ فَلا يَخْرُجُ مِنْكَ إلى غَيْرِكَ، أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّد وأهل بَيْتِهِ الطّاهِرينَ، وَتَجْعَلَنا مِنَ الْعامِلينَ فيهِ بِطاعَتِكَ، والآملين فيهِ بِشَفاعَتِكَ، اَللّـهُمَّ وأهدنا إلى سَواءِ السِّبيلِ، وَاجْعَلْ مَقيلَنا عِنْدَكَ خَيْرَ مَقيل، في ظِلٍّ ظَليل، فَاِنَّكَ حَسْبُنا وَنِعْمَ الوَكيلُ، وَالسَّلامُ عَلى عِبادِهِ المُصْطَفِيْنَ، وَصَلَواتُهُ عَلَيْهِمْ أجمعين، اَللّـهُمَّ وَبارِكَ لَنا في يَوْمِنا هَذَا الَّذي فَضَّلْتَهُ، وَبِكَرامَتِكَ جَلَّلْتَهُ، وَبِالْمَنْزِلِ الْعظيمِ الأعلى أنزلته، صَلِّ عَلى مَنْ فيهِ إلى عِبادِكَ أرسلته، وَبالَْمحَلِّ الْكَريمِ أحللته، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ صَلاةً دائِمَةً تَكُونُ لَكَ شُكْرًا وَلنا ذُخرًا، وَاجْعَلْ لَنا مِنْ أمرنا يُسرًا، وَاخْتِمْ لَنا بِالسَّعادَةِ إلى مُنْتَهى آجالِنا، وَقَدْ قَبِلْتَ الْيسيرَ مِنْ أعمالنا، وَبَلَّغْتَنا بِرَحْمَتِكَ أفضل آمالِنا، اِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيء قَديرٌ، وَصَلَّى اللهُ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ وَسَلَّم".
الثّامن: قال في الإقبال قل:
"اللّـهُمَّ إني أسألك بِالنَّجْلِ الأعظم".
اليَومُ الأخير من الشّهر
ورد فيه الغُسل وصيامه يُوجب غفران الذّنوب ما تقدّم منها وما تأخّر، ويصلّي فيه صلاة سلمان التّي مرّت في اليوم الأول.
والحمد لله رب العالمين
التعليقات (0)