كان الحديث في مأتم بن خميس بالسنابس عن القدس والقضية الفلسطينية. قدم الزميل غسان الشهابي عرضا ممتازا لتاريخ القدس والكفاح العربي الإسلامي من أجلها. وتحدثت عن القضية الفلسطينية في الوقت الحاضر، وخصوصا عن أكبر عملية دجل ونفاق سياسي نشهدها حاليا تحت دعوى وجود "مبادرة أمريكية" جديدة.
علق إخوة على ما قلناه، وارسل كثيرون أسئلة لم نستطع التعليق إلا على عدد محدود منها، لكنني حرصت بعد اللقاء على قراءة كل الأسئلة التي بعث بها الجمهور. الأمر الذي أحزنني أشد الحزن، أنني سواء من التعليقات أو من الأسئلة، لمست حالة، لا أقول من اليأس، وإنما من الإحباط الشديد، فيما يتعلق بمستقبل القضية الفلسطينية، والمستقبل العربي بصفة عامة. وهذه الحالة، ليست فقط حالة الإخوة الذين تحدثوا أو سألوا في مأتم بن خميس، ولكنها حالتنا جميعا بلا استثناء على ما أظن. وأسبابها مفهومة. فمن جانب، الهجمة الأمريكية، والغربية عموما، التي نتعرض لها كدول وشعوب عربية وإسلامية وتتعرض لها حضارتنا وإسلامنا، هي هجمة شرسة ضارية، هدفها باختصار مصادرة مستقبلنا كله.
بالمقابل، فان مواقف وسياسات حكوماتنا العربية، وأيا كان تقييمنا لها سلبا أو إيجابا، إلا أنها على وجه اليقين، لا ترقى أبدا الى مستوى التحديات التي تواجهنا، ولا تبشر بإمكانية، في المستقبل المنظور على الأقل، للتصدي لهذه الهجمة. ومع هذا.. مع أن الصورة في مجملها تبدو كئيبة وتدعو حقا الى الإحباط، فإنه، كما قلت أثناء اللقاء، أسوأ ما يمكن أن يحدث لنا على الإطلاق هو أن نفقد الثقة في قدراتنا والأمل في المستقبل. هذا بالضبط هو ما يراهن عليه العدو الأمريكي ــ الإسرائيلي. يراهنون على أن نصل الى مرحلة اليأس والتسليم. وليس هناك أي شيء يدعونا لهذا. نحن أمة هائلة الإمكانيات، بالتاريخ والحضارة والقدرات الحالية.. أمة صمدت في وجه كل صنوف الاستعمار والقهر، وسوف تصمد وتبقى بعد الهجمة الحالية. لنتذكر فقط أن طفلا يحمل حجرا هز أركان الكيان الإسرائيلي.. لنتذكر أن أمريكا حشدت كل إمكانياتها في العالم خوفا من شخص واحد هو أسامة بن لادن، حسب ما تقول هي نفسها.
هذا المقال من صحيفة أخبار الخليج
http://www.akhbar-alkhaleej.com
التعليقات (0)