تكلم الدكتور الليلة عن الحديث الشريف حيث قال جابر الأنصاري دخلت على رسول الله في آخر جمعة من شهر رمضان فلما بصر بي قال : هذه آخر جمعة من شهر رمضان فودعه وقل اللهم لا تجعل آخر العهد من صيامنا به فأن جعلته فاجعلني مرحوما ولا تجعلني مرحوما فمن قال ذلك ظفر فإحدى الحسينين إما ببلوغ شهر رمضان من قابل وإما ببلوغ غفران الله ورحمته. ما المراد من الجمعة ؟ إما آخر يوم جمعة أو آخر أسبوع مستدلا بقول الرسول " إن الجمعة لكثير " ، والظاهر أن المقصود هو الأسبوع ، ودعا من الله عز وجل أن يتقبل أعمالنا في شهر رمضان والعودة ، وقال أن حديثه سوف يكون لوداع شهر رمضان. فابتدأ قوله بأننا نودع الشهر بعد ضيافته ، والذين استضافهم الشهر هم العباد الصالحون ، أما أقسام المودعين لشهر رمضان فهم إما فرحون لنهاية شهر رمضان وآخرون متذبذبون وغيرهم الشاكرون. وطريقة توديع الأئمة والرسول للشهر الكريم.
ثلاثين يوما استضافه الله فينا حيث قال رسول الله ( شهر دعيتم فيه لضيافة الله وجعلتم فيه من أهل كرامته ) ، واحتسب فقط كرم الله علينا في الأنفاس الذي هو كثير ، وقال أننا يجب علينا أن لا نعمل بالعمل فقط بل ونحافظ عليه ، كما في الحديث ( من قال الحمد لله غرس الله شجرا في الجنة ، إلى أن قام أحد الصحابة فقال إذن لشجرنا كثير ، فقال الرسول : إياكم أن تحرقوها بناركم ) ، ثم أتى بحديث قدسي ( كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ) ليؤكد معنى ضيافة الله ، خصوصا وبعد أن فسرها العلماء. وتطرق للنقطة الثانية أي أقسام المودعين للشهر ، فأولهم الفرحين لانتهاء شهر رمضان ، وآخرون متذبذبون ، تراهم مرة هنا وأخرى هناك ، ودعا لأصحاب هذه الفئة أن يتداركوا ما بقي من الشهر الكريم ، والأفضل هم المخلصون الذين صيامهم صيام الصائمين وقيامهم قيام القائمين ، وهم الذين صامت جوارحهم. ودعا الدكتور للوئام والتسامح والتصالح بين الناس ، ثم تطرق لوداع رسول الله للشهر الفضيل ، وهي بإحياء الليالي العشر الأواخر وليس فقط ليلة الثالث والعشرين ، واجتناب النساء وإكثار الصدقات ، أما أمير المؤمنين فكان يستغفر الله طول وقته وأتى بما يقوله الإمام علي في جملة استغفاراته وكان يغشى عليه حين استغفاره ، أما الإمام السجاد فكان يبكي من خشية الله ويبكي على مصاب عاشوراء حتى أن طعامه كان ممتلئا بدموعه وكان يرفض الشرب لقتل الحسين عطشانا ومنها تطرق للمصيبة التي اختتم بها حديثه.
التعليقات (0)