تحدث الشيخ جعفر الستري في هذه الليلة عن الحديث الشريف للنبي محمد (ص) : ما أوذي نبي كما أوذيت ، وفي مقدمته تحدث عن القوانين والتشريعات التي أوجدها الله ، فقسم الحياة لعالمين عالم تكويني وعالم تشريعي وتقنيني ، وأتى بالآية الشريفة ( وما خلقت الإنس والجن إلا ليعبدون ) وجعل بين المنظومتين رابطا ، فمثلا الانحراف في عالم التشريع قد يسبب اختلال في عالم التكوين ، مثلا لو أنك تعمل الصالحات سيؤدي ذلك لنزول البركات عليك والعكس كذلك كما في الآية ( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ) ، وقول الإمام الرضا عليه السلام حيث يقول : كلما أحدث الناس من الذنوب ما كانوا يعملون أنزل عليهم الله من البلاء ما كانوا يعلمون ، وقال أن حتى مخلفات الصناعة هي أيضا بلاء لعدم اتباع أهل البيت ، التي تختلف عن صناعة الأشياء بيد المعصوم ، من هنا استنتج أن هناك علاقة طردية بين عالمي التكوين والتشريع. ثم تطرق الشيخ لأنواع البلاء فقسمها لثلاثة : أولها انتقامي وهو جزائي ، والآخر امتحاني ابتدائي وطرح سؤالا لم ابتلى الله الأولياء ؟
وهذا السؤال هي شبهة مطروحة في الفترة الحالية وقد أجاب الشيخ الستري على هذه الإشكالية بالقاعدة كلما زاد الإنسان إيمانا زاد بلاء ، وذلك كما حدث لرسول الله صلى الله وعليه وآله ، وأضاف أن الله يعرض أولياءه للبلاء كشفا عن عمق إيمانهم ، وأضاف لتجري مقادير الله ، كمثلا عندما يرمى المعصوم برمح يصيبه لتجري القوانين ، وأيضا قال حتى تبطل العقائد المنحرفة فعندما يبتلى الأولياء ويرى الناس تحملهم للبلاء يقدرون عظمتهم وقسم البلاء نفسه إلى ثلاثة ذكرها بأمثلة عدة كالمسيح حيث عظموا عيسى عليه السلام وجعلوه إلها أو اليهود الذين نزلوا منزلة النبي موسى كثيرا ، فبالبلاء يصبح المعصوم ليس إلها وليس مسقطا عن منصبه بل هو إنسان ككل البشر لكنه أعظم. وقال أيضا أن البلاءات التي تنزل على المعصومين لتظهر حسناتهم وأخلاقهم عليهم السلام التي هي موجودة في ذاتهم لكنها تتجلى أمام الناس عندما يبتليهم الله. وأضاف أنه عندما يتعرض الأئمة للبلاء فيصبرون يقتدي بهم بقية الناس عند نزول البلاء عليهم. في الختام استفسر الشيخ كيف أن الرسول أوذي أكثر من كل الأنبياء وهو لم يقطع رأسه مثلا كالنبي يحيى عليه السلام ، وأجاب في هذا النحو أن أهل البيت عليهم السلام كل المصائب التي تصيبهم هي مصيبة في حد ذاتها إليه صلى الله عليه وآله وبذلك قد أصيب الرسول أربعة عشر مرة ألما نفسيا على أبناءه ، ومنها عرج لمصيبة السيدة زينب فاختتم بها مجلسه
التعليقات (0)