في ليلة السابع من شهر رمضان المبارك ، افتتح الشيخ جعفر الستري محاضرته بالآية المباركة " وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون ". فابتدأ بشرح معنى الكلمة في الآية الكريمة بمعزل عن تفاصيل من الذي جعل الكلمة ، فقال أن هناك رأيين لمعنى هذه الكلمة ، فكانت أولاها أن المقصود هي كلمة لفظية اعتبارية تشير لمقام التوحيد وهي كلمة لا إله إلا الله واستدل أصحاب هذا الرأي بالآيتين السابقتين للآية في بداية الحديث وقال إن هذه الكلمة لا تنقطع عن ذرية إبراهيم –ع- أما الرأي الآخر فقالوا أن الكلمة هي إنسان وشخص له مقام عند الله ودلل أصحاب هذا الرأي بالآية " يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه " وهو عيسى عليه السلام وهو حقيقة التوحيد في الأرض والآية الأخرى في شأن إبراهيم " واذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن " التي هي في الواقع مقامات معنوية ، النبوة والرسالة ثم الخلة ثم الإمامة.
بعد مقدمته انطلق إلى إشكالين كان أحدهما أن بعض الأنبياء آباءهم مشركين ولجأ إلى أنه لا دخل لأن يكون الأب مؤمنا ليكون نبيا مثلا ، أما الرأي الآخر فيقولون أن آزر أبأ إبراهيم ليس أبوه فعليا بل هو أبوه بالتربية أو عمه أو أحد أقاربه ودلل على هذا الأخير من القرآن ، فقسم حياة إبراهيم لأقسام فقال أولا أنه لا داعي لقول " لأبيه آزر " لا داعي لقول أبيه ثم تحدث عن هجرة إبراهيم وأتى بالآية " ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم " ثم تطرق لأبو طالب حيث ادعوا عليه بنفس الإشكال ووضح الشيخ الستري هذه الشبهة وبين أنه من الغريب الحديث في هذه النقطة وهي واضحة وضوح الشمس.
بعد ذلك ذكر الشيخ الإشكالية الثانية حيث يقول البعض أنه من الغريب أن يكون الأئمة كلهم من ذرية واحدة من صلب على بن أبي طالب وفند هذه الإشكالية بالآية " إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين " وبعيدا عن القرآن الكريم قال أن ترسخ أي نظام يكون في ثلاث مراحل أو في زمن وفترة طويلة ، ولهذا كانوا الأئمة كلهم من صلب الإمام علي - ع - ، وقال أن الإمام يستحق العصمة لأنه من صلب طاهر ولأنه أشهدهم بأنه ربهم في عالم الذر قبل الخلق ، وقال لو كانت الإمامة والعصمة توزع توزيعا لكان الله ظالما وهو ما ينتفى منه عز وجل وغيره من الأدلة التي فندت هذا الرأي وواحد منها الزيارات. ثم قال أن أبا طالب هو حجة مخفية في رأي الشيعة كما كان العباس والسيدة زينب وعلي الأكبر عليهم السلام واختتم حديثه برواية أن رجلا أسلم فسأله الحسين عليه السلام لماذ أسلمت فقال لأنني رأيت السيد المسيح يبشرني بمحمد صلى الله عليه وآله سأله الإمام هل رأيت وجهه قال نعم فأمر بعلي الأكبر فقال له انظر إليه فأغمي عليه لشبهه برسول الله صلى الله عليه وآله ، ثم قال له الحسين لو أن لك ابنا شبيها بالرسول ومات ماذا تفعل قال لأموت ، من هذه الرواية تطرق لمصيبة الأكبر مختتما حديثه.
التعليقات (0)