الفترة السبعينية كانت فترة ذهبية لامعة لخطباء المنبر الحسيني للجاليات الأخرى التي شهدتها البحرين ، كان من بينها الشيخ الكاشي والدكتور الوائلي رحمهم الله والشيخ المقدسي . كانت مجالسهم عامرة بالحضور النخبوي نظراً لما يقدمه هؤلاء الخطباء من مواضيع فكرية وطرح راقي في تلك الفترة والفترة التي تلتها ، بيد أن اليوم يمكن أن تكون هناك قفزة نوعية ومن نوع آخر من الخطباء الذين رقوا المنبر الحسيني وأوجدوا نظرة مقلقة لأنهم أصبحوا لا يقدمون ولو جزءاً يسيراً مما قدمه أسلافهم من عمالقة المنبر . لذلك شكل الحضور نقلة نوعية وحضوراً جماهيرياً أقل مما يوصف بالضعيف . هذا الفتور من قبل المستمع أخذ في التناقص في الآونة الأخيرة ما سبب أزمة حقيقية على مستوى الحسينيات والمآتم ، للعديد من الأسباب التي تطرق لها الكثير من الكتاب ورجالات المنبر . لا يشغلني إن كان هناك خطة بديلة من قبل ادارات الحسينيات لعملية تقليص دور الخطيب البحريني ، ولكن ينبغي الالتفات إلى أهمية هذه الجنبة ومحاولة اصلاحها لأنها عملية مكلفة ويمكن لها أن تنمو في المجتمع . لكن ذلك لا يمنع من اصلاح هذا الخلل ومحاولة تهيأة بعض الخطباء البحرينيين والعمل على تثقيفهم من كل الجوانب للحد من تفاقم المشكلة . البعض من المستميعن أشار إلى أن عملية الاستقطاب هذه ربما نتجت عن عدة أسباب وأهمها أن الخطيب الأجنبي يتمتع بحساً مرهفاً في تحريك المشاعر والعواطف بصوت شجي مثلاً و يسير بمنهج مختلف عن الخطيب المحلي والبعض الآخر أشار إلى أن عملية التغيير هي السبيل الأمثل للرقي بالمنبر الحسيني . بينما أشارت الفئة الأخرى إلى أن السبب الرئيسي لانتشار هذه الظاهرة هو تهاون بعض الخطباء في التحصيل العلمي والأكاديمي معللين ذلك بأن الخطيب يجب ان تكون لديه حصيلة ثقافية وفكرية شاملة من أجل أن يواكب العصر ويقدم كل ما هو جديد ، لأن البعض لايزال تقليدياً في طرح الخطاب سيما في شهر محرم . إن وجود مؤسسات إسلامية تعمل على تثقيف الخطيب وإعداده وتطويره على كل المستويات يمكن أن تكون خطوة جادة ستحل جزءاً كبيراً من المشكلة وسوف تلبي طموح الكثير من المستمعين على كل الميادين والأصعدة اليوم . كثيرون من الخطباء طرقوا الأبواب من أجل حلحلة هذه الظاهرة ، وشكوا من تدهور أوضاعهم نظراً لعملية الاستبدال المجحفة بحقهم ، وقرروا أن يرفعوا خطاباً لمن يهمه الأمر من اجل النظر في هذا الموضوع ، إلا أن النظر في ذلك يعد صعباً شيئاً ما ، سيما على مستوى بعض المجالس التي تستضيف خطباء من الخارج ، فهي حرة بإختيار من ترغب بإستضافتهم وليس من الهين أن تفرض أجندة على أحد سيما في ظل هذه الظروف !
التعليقات (1)
صحيح ولكن
تاريخ: 2009-12-26 - الوقت: 15:03:38صحيح ان من مضوا هم عمالقة ولكن لايزال هناك عمالقة للمنبر الحسيني , كما اننا اعتدنا تمجيد الماضين , هذه خصلة البشر وطالما يتواجد الخطيب بيننا لانشر بأهميته , لكن يبقى ان كلامك صحيح ويحتاج المنبر لرجال يؤهلون اكاديميا بصورة اكبر ويبذلون اقصى مابوسعهم , البعض اعتمد على شهرته القديمة وبقي مكانه جامدا ولم يطور نفسه وصار خطابه مستهلكا وهذه مشكلة حقيقية والمتضرر هو المستمع