بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصّلاة والسّلام على سيد الأنبياء والمرسلين محمدٍ وعلى آله الطاهرين.
عناوين الحديث:
التقوى لا تتجزّأ:
فليس متّقيًا من يصلي ويصوم إلا أنّه قد ترك فريضة الحجّ مع توفّر شروط الحجّ...
وليس متّقيًا من يلتزم بالصّلاة والصيام والحجّ إلّا أنّه لا يؤدّي الزكاة أو الخمس إذا كان مطلوبًا بالزكاة والخمس...
وليس متّقيًا من يُمارس جميع العبادات إلّا أنّ علاقته بالمال غير خاضعةٍ للأحكام الشرعيّة، فلا يهمّه من أين اكتسب المال، ولا يهمّه فيما أنفق المال..
• في الحديث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): "يُؤتى برجلٍ يوم القيامة وقد جمع مالًا من حرامٍ وأنفقه في حرام، فيُقال: اذهبوا به إلى النّار..
ويُؤتى برجلٍ قد جمع مالًا من حرامٍ وأنفقه في حلالٍ فيُقال: اذهبوا به إلى النّار..
ويُؤتى برجلٍ قد جمع مالًا من حلالٍ وأنفقه في حلالٍ، فيُقال له قِفْ لعلّك قصّرت في طلب هذا بشيءٍ ممّا فرضتُ عليك من صلاةٍ لم تُصلِّها لوقتها، وفرّطت في شيءٍ من ركوعها وسجودها ووضوئها؟
فيقول: لا يا ربّ، كسبت من حلالٍ وأنفقت في حلالٍ، ولم أضيِّع شيئًا ممّا فرضتَ.
فيُقال: لعلّك اختلت في هذا المال في شيءٍ من مركبٍ أو ثوبٍ باهيت به؟
فيقول: لا يا ربِّ لم اختلْ ولم أباهِ في شيءٍ.
فيُقال: لعلّك منعتَ حقّ أحدٍ أمرتُك أن تُعطيه من ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل؟
فيقول: لا يا ربِّ لم أضيِّع حقّ أحدٍ أمرتني أن أُعطيه.
فيجيء أولئك فيُخاصمونه، فيقولون: يا ربّ أعطيتَه، وأغنيتَه، وجعلته بين أظهُرنا وأمرتَه أن يُعطينا.
فإنّ كان قد أعطاهم وما ضيّع مع ذلك شيئًا، من الفرائض، ولم يختلْ في شيءٍ.
فيُقال: قِفْ، الآن هاتِ شكرَ نعمةٍ أنعمتُها عليك من أَكلةٍ أو شربةٍ أو لقمةٍ أو لذّةٍ... فلا يزال يُسأل...".
• وفي حديثٍ آخر قال (صلى الله عليه وآله): "أخلاء ابن آدم ثلاثة:
- واحدٌ يتبعه إلى قبض روحه وهو ماله.
- وواحدٌ يتبعه إلى قبره وهو أهله.
- وواحدٌ يتبعه إلى محشره وهو عمله...".
• وفي الحديث: "إذا حضر ابن آدم الموت مثّل له ماله وولده، وعمله...".
معركة الإمام المهدي مع السفياني
يتوجّه الإمام من العراق إلى الشّام يقود جيشًا لمواجهة السّفياني...
تبدأ المعركة مع جيش السّفياني في دمشق، فينتصرُ جيشُ الإمام المهديّ على جيش السّفياني انتصارًا كاسحًا...
ثمّ يتقدّم جيش الإمام المهديّ إلى القدس ويدخلها فاتحًا منتصرًا...
• جاء في الحديث:
"يخرج [يعني الإمام المهديّ] في اثني عشر ألفًا إن قلّوا وخمسة عشر ألفًا إن كثروا، يسير الرُّعب بين يديه، لا يلقاه عدوٌ إلّا هزمهم، بإذن الله، شعارهم أمت أمت، لا يُبالون في الله لومة لائم، فيخرج إليهم سبع راياتٍ من الشّام فيهزمهم ويملك، فترجع إلى المسلمين محبّتهم ونعمتهم"
• وفي خبر آخر:
"ثمّ يأتي [يعني الإمام المهديّ] الكوفة فيُطيل المكثَ بها ما شاء الله أن يمكث حتى يظهر عليها، ثمّ يسير حتى يأتي العذراء [يعني مرج عذراء قرب دمشق] هو ومن معه، وقد ألتحق به ناسٌ كثيرٌ، والسّفياني يومئذٍ بوادي الرّملة، حتى إذا التقوا وهو يوم الأبدال، يخرج أناسٌ كانوا مع السّفياني إلى شيعة آل محمد (صلى الله عليه وآله)، ويخرج أناسٌ كانوا مع آل محمد إلى السّفياني فهم من شيعته حتى يلحقوا بهم، ويخرج كلّ أناسٍ إلى رايتهم وهو يوم الأبدال ويُقتل يومئذٍ السّفياني ومن معه حتى لا يدرك منهم مخبر...
تحرير القدس:
ثمّ يتقدّم جيش الإمام إلى القدس ويدخلها فاتحًا منتصرًا...
هنا نطرح هذا السؤال:
هل تبقى القدس في قبضة اليهود حتى ظهور الإمام المهديّ فتُحرّر على يديه؟
حينما نقرأ الأخبار التي تتحدّث عن ذلك نجدها عدّة طوائف:
أ- طائفةٌ من الأخبار تتحدّث عن الرّايات السُّود التي تخرج من خراسان وتُنصب في إيلياء [يعني القدس].
ب- طائفةٌ من الأخبار تتحدّث عن قومٍ يبعثهم الله قبل خروج القائم (ع) يُقاتلون اليهود...
ج- وطائفةٌ من الأخبار تتحدّث عن دخول جيش الإمام المهديّ إلى القدس فاتحًا...
يمكن أن نجمع بين هذه الطوائف من الأخبار على النحو التالي:
1- وجود ممهِّدين للإمام المهديّ يُقاتلون اليهود ويُنزلون بهم هزائم كبيرة ويُحرّرون القدس... إلّا أنّ هذا لا يعني الانتهاء الكامل لدولة اليهود في فلسطين.
2- وحينما يظهر السّفياني تقع فلسطين والقدس تحت قبضته، ومن الواضح أنّ السّفياني يُمثِّل خطّ الضّلال والانحراف في داخل المسلمين، ومن الطبيعي أن تكون له علاقاتٌ وارتباطاتٌ بالغرب وباليهود، ممّا يدفع اليهود إلى ينشطوا ويُعيدوا وجودهم القوي في فلسطين بعد الهزائم المنكرة التي لاحقتهم على أيدي القوى الممهِّدة لظهور الإمام المهديّ (ع) وحدّدت من قدراتهم وكبريائهم.
3- وأمّا الرايات السُّود التي تنزل (إيلياء) يعني القدس، فيُحتمل أنّها طلائع من جيش الإمام المهديّ تصل إلى القدس إلّا أنّها لا تحرّرها تحريرًا كاملًا من جيش السّفياني ومن بقايا اليهود...
4- أما التحرير الكامل للقدس وإنهاء الوجود اليهوديّ في فلسطين فيكون على يد الإمام المهديّ عليه السلام...
نتابع الحديث إن شاء الله تعالى..
المسجد الأقصى يستصرخ المسلمين:
ما زال الصهاينة الغاصبون يُمارسون انتهاكاتهم الصارخة ضدّ المسجد الأقصى، وضدّ المقدّسات، وضدّ أبناء الأرض المحتلّة...
ما زال الصهاينة الحاقدون يُمارسون التدمير والعبث والتشريد والاعتقال وسفك الدّماء...
وما زال المسجد الأقصى يستصرخ المسلمين، وكلّ الضمائر الحرّة في العالم...
ولا زالت المقدّسات تستصرخ...
ولا زال الشعب المعذّب يستصرخ...
أمّا حكّام العرب والمسلمين، فاغلبهم صامتون، وإذا كان ثمّ كلام فخطابات للاستهلاك وتخدير الشعوب، وإذا كان ثمّ موقف فهرولاتٌ ذليلةٌ لتطبيع العلاقات مع الكيان الغاصب، ولمصافحة الأيدي الآثمة التي تقتل الشعب المسلم في فلسطين، وتذبح الأطفال والنساء، وتدمِّر البيوت، وتحرق المزارع، وتنتهك كلّ الحرمات...
فمتى يستيقظ الضمير لدى الحكّام، ليُسجِّلوا الموقف المشرِّف؟!، مستجيبين لصرخات الأطفال والنساء والمعذّبين وملبّين لاستغاثات الأقصى والمساجد والمقدّسات...
وكذلك يستصرخ الأقصى كلّ المسلمين شعوبًا وجماهير وعلماء وسياسيّين ومثقفين، فهل لبّى هؤلاء النداء؟
الموقف عواطف ومشاعر، الموقف كلمات وخطابات...
من الضّروري أن تبقى مشاعر الغضب ضدّ اليهود الغاصبين، وضدّ الصهاينة الحاقدين، لا يجوز أن يهدأ هذا الغضب، وهذا الرفض، وهذا الاستنكار...
سياسات التطبيع التي تمارسها أنظمة الحكم في بلدان العرب والمسلمين تهدف إلى قتل مشاعر الغضب والرفض والاستنكار لدى الشعوب، وتهدف إلى إماتت إرادة التحدّي والمواجهة...
فمسؤوليّة كلّ القوى المخلصة الدينيّة والسياسيّة والثقافيّة والاجتماعيّة، أن تُعبِّأ جماهير الأمّة غضبًا ورفضًا وتحدّيًا في مواجهة الكيان الغاصب...
ولا تكفي هذه المشاعر والأحاسيس، بل لا بدّ من العمل الجادّ الصّادق في تقديم كلّ أشكال الدعم والمساندة والمآزرة المادية والمعنويّة...
إنّه نداء الدّين والضمير والإنسانيّة، فنُصرة الشعب الفلسطينيّ المظلوم مسؤوليّة كلّ الذين يحترمون الأديان والضمائر والقيم الإنسانيّة...
اللهمّ اخذل الصهاينة المجرمين..
اللهمّ دمرهم تدميرًا...
اللهمّ ابعث إليهم من يُذلّهم ويسومهم سوء العذاب..
اللهمّ أنزل عليهم غضبك ونقمتك...
اللهم أرنا نصر المؤمنين المجاهدين...
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين...
التعليقات (0)