شكت لي إحدى المؤسسات الإسلامية من سرقة مشاهد تصويرية لها في عمل إنتاجي ضخم قبل 5 سنوات أويزيد ، فأدخل هذا المشهد المسروق على مقاطع حسينية مصورة نسبت لإحدى القنوات الشيعية من دون إذن من المنتج أو مخرج العمل الذي استشاط غضباً عندما شاهد ذلك المقطع من فيلمه ينسب إلى منتج آخر .
القضية ليست قضية سرقة فحسب وإنما تكمن في نسب هذا المشهد لذاك المنتج الذي أبدع كما يقولون في إبراز عمله " الفيديو كليب " الحسيني وكتب بالخط العريض ، إخراج فلان بن فلان من دون أدنى نزاهة وذمة في سرقة مشهد " كوبي بيست " ، أخذ من مصوره ثلاث ليال متواصلة حتى خرج بتلك الصورة الرائعة .
هناك لصوص أموال وهناك لصوص كلمة وهناك أيضاً لصوص مشاهد وإن اختلف نوع السرقة فإنها ستدرج تحت مسمى السرقة الإعلامية الجلية للعيان ، وسرقات حقوق الطبع ، أياً كان نوع المشهد إسلامي أو ما سواه .
تابعت القضية مع مخرج الفيلم وتوصلت في نهاية المطاف إلى أن مصور ذلك المشهد هو الذي سلم المادة أو المقطع إلى شريكه كونه متورطاً في الحصول على مشهد مماثل يناسب طرحه ، ولا أدري ما هو السبب الذي دفع المصور لذلك الفعل ـ أهي مصالح متبادلة ؟ أم هي مجرد مساعدة دفعت ضريبتها مجموعة كاملة ، اشتغلت طيلة أشهر حتى يخرج العمل بحلته هذه !!
لا يهمني أن يخرج ( الفيديو كليب ) بصورة جيدة ، أو يعرض على قناة كبيرة ، ولكن السؤال يكمن هنا ـ ألا يستحق أن يكتب في نهاية العمل أن ذلك المشهد مأخوذاً من المكان الفلاني أو أقلها يشار إلى المصور أو المخرج حتى ترتفع شبهة السرقة الإعلامية ؟ فكثيرة هي المسلسلات والأفلام التي تعرض على القنوات ، وتكتب على مشاهدها التي لم تصورها أنها مستقاة أو مأخذوة من العمل الفلاني ، فلماذا لا يكون الآخرين كذلك ؟
فمجهود ثلاث ليال متواصلة يسرق في وضح النهار وبلا ضمير يأنب ذلك المنتج الذي لم يعر اهتماماً لكل طاقم العمل وضرب بهم عرض الحائط و همشهم وكأن شيئاً لم يكن !!
القائمون على هذا الفيلم أبدوا امتعاضهم الشديد من هذا التصرف الغير مسؤول إلا أنهم في نهاية المطاف كانت نياتهم أصفى من أن يشهروا بالرجل أو يقدموه إلى طاولة المسآلة وأكتفوا بالتسامح والعفو ، كي لا تشوب النفوس أدنى درجة من الكراهية ، لأنهم أبوا إلا أن يكونوا من الواهبين أنفسهم لخدمة أهل البيت "ع" .
التعليقات (2)
ملح السنابس
تاريخ: 2008-10-31 - الوقت: 12:54:36والله ما قرأته هو ما في خاطري أنت تستحق التقدير أخي، بوركت على أمانت الكلمة التي أبليتها.
سنابسي
تاريخ: 2009-02-27 - الوقت: 05:47:46اتمنى من الكاتب ان يواصل الخطابة الحسينية كلمة من قلب