استطاع "مسرح السنابس" أن ينتقل من نطاق التخيلات والتصورات التي اعتاد الناس سماعها من خطيب المنبر الحسيني أو قراءتها إلى التجسيد الفعلي للحدث بمشاهد حية نقلت الحضور إلى ما وراء عنوان "نكث العهد"، تلك المسرحية التاريخية التي جسدت المعاناة التي عاشها رسول الإمام الحسين "ع" إلى الكوفة مسلم بن عقيل، وعرضها شباب السنابس في قاعة مأتم السنابس "تحت الإنشاء" قبيل منتصف ليلة الرابع من محرم الجاري.
وعلى رغم قلة الإمكانات المادية استطاعت المسرحية تصوير الحدث عبر ديكور متميز يصور منازل الكوفة من جانب وقصر الوالي آنذاك عبيدالله بن زياد من جانب آخر، كما كان للمؤثرات الموسيقية دور بارز في التأثير على الحدث.
من جانبه قال مخرج المسرحية جابر حسن الذي التقته "الوسط" إنه حاول تجديد السيرة التاريخية في سيناريو جديد يجسد المظلومية التي تعرض لها رسول الحسين "ع" ويصور حركة الغدر والخيانة التي تعرض لها.
وعن الصعوبات التي واجهها مع رفاقه الخمسة عشر في الإعداد للمسرحية التي استغرق إعدادها شهرا ونصف الشهر قال: "الإمكانات محدودة والمكان غير مناسب".
وكانت المسرحية التي ارتدى فيها الممثلون ملابس تاريخية معبرة بدأت بحدث ابتعاث الحسين "ع" مسلم بن عقيل إلى الكوفة، وما إن وصل إليها حتى بايعه أكثر من 18 ألفا من أهلها، وصورت المسرحية في مشاهدها الخمسة كيف استطاع الوالي الجديد عبيدالله بن زياد إرهاب أهل الكوفة بالتهديد والسجن والقهر، وترغيـبهم بالمال والجاه.
ونقلت المسرحية "نكث" أهل الكوفة عهدهم لمسلم بن عقيل في مشهد مؤثر بصلاة الجماعة، إذ بدأ مسلم بعشرات المصلين وانتهى منها وحيدا، بعد أن فر المصلون متسللين بعد أن دق جنود بن زياد طبول الحرب مهددين كل من يقف مع رسول الحسين "ع".
كما استطاع أحد الممثلين ببراعة تجسيد دور "طوعة"، المرأة التي آوت بن عقيل في بيتها، حتى قام ابنها الذي يعمل لدى عسكر بن زياد بالإبلاغ عنه لدى الوالي، فيما استطاعت المؤثرات الموسيقية والصوتية أن تجسد معاناة ابن عقيل وأهل الكوفة يرشقونه بالحجارة ويقتادونه إلى القصر.
وأوضحت المسرحية مدى تعلق مسلم بن عقيل بالإمام الحسين "ع"، فيما كان ابن زياد يقهقه معتقدا خوف مسلم من الموت، فرد عليه: "كلا يا ابن مرجانة.. إني لا أخاف الموت.. بل أبكي لما سيؤول إليه حال أبي عبدالله الحسين". أما نهاية المسرحية فأعلنت استشهاد رسول الحسين "ع" بعد ضرب عنقه ورميه من أعلى قصر الإمارة إلى الأرض، وهو يصيح: "حبيبي حسين"، في مشهد لعبت فيه المؤثرات الموسيقية دورا بارزا إلى جانب مراثي الرادود الحسيني فلاح محمود.
"الوسط" التقت الممثل المتميز محمد حسن علي الذي مثل دور والي الكوفة عبيدالله بن زياد فقال إنه لم يكن موافقا على مثل هذا الدور وخصوصا لما فعله ابن زياد بالحسين "ع" ورسوله، ولما يمتلك من صفات قاسية، إلا أنه وافق على الدور في النهاية اضطرارا، وقد واجه صعوبة في حفظ النص باللغة العربية الفصحى!
يذكر أن مسرح السنابس قدم مسرحية أخرى بعنوان "الموت أولى من ركوب العار" ليلة الثاني من محرم الجاري في مأتم بن خميس بالسنابس، جسدت رفض الإمام الحسين "ع" مبايعة يزيد بن معاوية
هذا المقال من صحيفة
http://www.alwasatnews.com
التعليقات (0)