الراية المُعطَّرة
الأرض حُبلى بأحداثٍ جسام ... هُناكَ في الشرق ثورةٌ عارمة تُطيح بعرش لم يكن الحلم يُراود أحداً بسقوطه ... القلوبُ المتعبة تعاطفت مع هذه الثورة ورافقت خطواتها ورفعت أكفها بالدعاء لها ... المستضعفون في كل مكان رأوا فيها تمهيداً لمهديهم المنتظر .. إلا أنَّ بعض قاصري النظر ... المتوغلين في الجهل أضمروا لهذه النهضة وقائدها بُغضاً مبهماً ... للأسف يحدث هذا كثيراً ... يحدث أن يكره الإنسان من على يده خلاصه ... لكن الشمس لا يوقف مسيرها مُنكرها أو شاتمها...
الحماسة في الدماء الحسينية لاتزال نابضة .... ومن المأتم الصغير بجسده الخشبي وامكانياته المتواضعة واصلت مسيرة الصوت الحسيني ... وبكل براءة وبساطة كنا نؤدي واجبا كنا نرى علينا أن نؤديه .... البراءة فينا لاتحجب أحدا عن تأدية ما يرغب به من خدمة .... حتى من كان صاحب هفوات بارزة يتمكن من تأدية خدمته ... ولعلها أن تكون طريقا مفتوحا للعودة الخالصة....
الراية المُغطّاة بالأقمشة الخضراء المُعطّرة ... نأخذها مع بداية الموسم نمرّ بها على البُيوت .... هذه الراية عبارة عن مُجسَّم لكف نحاسية يُكتب عليها في الأغلب (يا أبا الفضل).... يُوضع في معصم الكف عصى خشبية أو حديدية ... نمرّ بها على البيوت ... يتبرّكون بها لانتسابها لذكرى الحسين (ع) وأخيه ... ويُقدمون ما يجودون به من رز أو مال لدعم هذه الشعائر ...
وعادة ما نعطيهم خيطا نستله من قماشة خضراء مضمّخة بالعطر الزاكي ... بتنسم ذلك العطر تنقدح في ذهنك تلك الثورة المباركة لسيّد الشهداء ... الفطرة السليمة تقود أصحابها إلى الدرب المُنجية ... وعلى أصحابها أن ينصاعوا لقيادتها... الفطرة هذه قادت الفتية اليافعين إلى توحيد جهودهم ولملمة صفوفهم .....
كانت خطوة مباركة اندمج منها مأتم (أسامة سوار) مع هذا المأتم (مأتم الموت) كان هؤلاء الفتية الناشئة على عكس توجُّهات الكبار من تسلّط وعدم تنازل ... الكبار الذين يسدون الأبواب المُشرعة للوحدة ... الذين كثيراً ما يلهبون قرارهم بسعير الشقاق .... الذين نزعوا جلباب الحسين الحقيقي ولبسوا آخر يُوهمون الناس به ... الكبار الذين يؤكدون على ضعف ذواتهم أمام الامتحان فيصغرون.
هؤلاء الصغار استطاعوا أن يكونوا كباراً أمام كبارهم الصغار ... تمكنوا من دمج الإمكانيات المادية مع بعضها ... وإضافة النفوس البشرية في كتلة واحدة ... وعلى بُعد مئات الأمتار كان هناك مأتم (عبد الإمام) الذي سبق بخطوة التوحيد مع مأتم (إبراهيم الأنجاوي) وتأتي الخطوة الأقوى ... وهي دمج كل هذه المآتم في مأتم (عبد الإمام)...
بهذا أصبح مأتم (عبد الإمام) نقطة تجمّع الشباب الكُبرى بعد مأتم (الجلــّل) ومأتم (الجمّة) ...المكان الذي يقع المأتم فيه يضيف له أهمية كبرى ... المأتم يقع على ناصية الشارع الرئيسي في السنابس ... في نهاية الشارع وفي رأسه بالضبط لا إلي اليمين ولا إلى اليسار...
التعليقات (1)
فؤاد
تاريخ: 2008-02-07 - الوقت: 21:50:04لماذا تجد ان فب بعض المواقع الاخر حلقات مذكرات سيره رادود وصلت إلى ثامن حلقات وهنا انتم فقط 3 حلقات أين الخلل