إن المؤسسة الحسينية لهي المؤسسة الكبرى والجامعة التي تحظى بالحضور الجاهيري الفذ في العالم الاسلامي الشيعي ، لما لهذه المؤسسة من مكانة ومن ثروة علمية هائلة بقياس عطاء المؤسسات الاسلامية الأخرى .
ما دمنا نصر على ان هذه الدوحة غناء ومعطاءة بكل ما فيها ، معطاءة إلى ابعد الحدود والدرجات ، لماذا لا نسعى إلى الرمي وراء تطويرها والصعود بها إلى الأعلى ما دمنا نملك اليسير من الامكانيات التي تمكننا من نشر هذه الثقافة الحسينية على كل الأصعدة.
البعض يرى بأن مسألة الرقي والتطوير هي من المسائل الصعبة ، معللاً ذلك على ضعف الامكانيات المادية وربما الفكرية ، رغم أننا نملك فكراً علمياً و ثقافياً دسماً ، منذ قرون طويلة ، والبعض علل على ان المشكلة لا تقع في هذا الجانب وإنما في كيفية إدارة هذا المخزون العلمي وتوصيله إلى العالم عبر وسائل الاعلام المختلفة .
لن نختلف ابداً في كيفية توصيل هذا الكم الهائل من المعلومات ، ما دامت لدينا الكثير من الوسائل الاعلامية المختلفة ، وسيما في هذه الايام ، فالفضائيات والقنوات الاعلامية الشيعية قد برزت بشكل ملحوظ على الساحة ، اذ أصبح هناك متنفس واسع ، نستطيع من خلاله نشر مذهب اهل البيت ومخزونهم العلمي والتعبير عن آرائنا بكل انفتاح ، بالاضافة إلى المواقع الالكترونية والمنتديات وإن كان هناك بعض المؤاخذت على بعضها ، اللا ان الكثير منها ترقى إلى المستوى المطلوب كالمواقع التي يقوم ويشرف عليها كبار الفقهاء وعلماء الطائفة .
رغم ان تلك الوسائل الحديثة هي التي بدأت تزحف على واقع الشارع الاسلامي الشيعي ، وأنها أصبحت من اكبر الاصوات التي يمكن ان تصل الى العالم بشكل أسرع اللا أننا لا يمكن ان نتناسى أن المنبر الحسيني كان له دور فعال في الماضي والحاضر وحتى في المستقبل القريب اذا تم تطوير المادة الفكرية ، وصياغتها بشكل جيد .
لا أشك لحظة واحدة أن المنبر الحسيني ليس له فاعلية في هذا الزمان كما يظن البعض من المثقفين والذين يشعرون أن زمان رقي الاعواد من قبل خطيب ما ، وانشاده لبعض القصائد الرثائية قد ولى ورحل ، ليست هذه الفكرية هي التي تراودني لأنني متيقن ان الحسين عبَرة وعِبرة وأن الحسين " ع " هو دمعة المؤمنين .
فالامكانيات التي يستطيع الخطيب توصيلها الى المستمع تكون اقرب وأسرع من الاستماع او المشاهدة عبر قنوات الاعلام ، كالتلفاز والانترنت ، رغم انها وسائل حديثة وبأقل كلفة في هذا الزمان ، اللا أننا لا نستغني عن الحضور الفاعل في مجالس التعزية ، والتي هي الأماكن التعبوية الروحية لجميع المسلمين وقس على ما شئت .
التعليقات (1)
سنابسي
تاريخ: 2009-02-27 - الوقت: 05:49:03يارب اللهم اجعل الكاتب خطيبا رائعا مبدعا