النموذج الثالث:
من قصيدة أنشدها الرادود غازي العابد وأظنها من تأليفه أيضا حيث يقول في أحد المستهلات:
موتوا بغيظكم موتوا .. ياحثالات يزيد .. ياحثالات يزيد
وهذا المعنى المقتبس من القرآن العظيم ورد في سورة آل عمران في الآية 119، حيث يقول تعالى: " هَاأَنتُمْ أُوْلاء تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ عَضُّواْ عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ " وهذه الآية الكريمة تتحدث عن المنافقين، وقد استخدمها الشاعر هنا استخداما رائعا، إذ خاطب الذين ينهجون نهج يزيد " عليه اللعنة " بـ " موتوا بغيظكم " حيث أن أيا من الناس الذين ينهجون نهج النفاق والكذب هو مصيرهم الموت بغيظهم.
النموذج الرابع:
من قصيدة ألقاها الرادود جعفر سهوان، والمؤلف مع الأسف مجهول، حيث سألت الرادود نفسه عن مؤلف هذه القصيدة فقال بأنه لايعرفه شخصيا، كما أبلغني الرادود بأن هذه القصيدة كانت تبدأ كافة فقراتها بآية قرآنية. ألقى الرادود هذه القصيدة بداية الثمانينيات في السنابس والمنامة، ومستهلها:
قرب الأمر وانشق وجه القمر
ياطغاة الزمان أين أين المفر
يانبينا يامحمد
إنهم فاسقون
هذا المستهل بقصيدته والذي سمعناها من خلال إذاعة الجمهورية الإسلامية بعد انتصارها في إيران على يد الإمام الخميني العظيم ( قدس سره )، وقد بدأت بهذه الآية الكريمة التوعيدية للظالمين والطاغين كمستهل، وهذه الآية الكريمة هي أول آية في سورة القمر حيث يقول تعالى: " اقتربت الساعة وانشق وجه القمر " وهي تتحدث عن المعرضين عن يوم القيامة، المعرضين عن العبر المتتالية، المعرضين عن المعجزات والآيات الرسالية التي كانت من الله على يد الرسل فسموها سحرا، وقد استفاد الرادود هنا ليخبرهم بأن أيامهم مقبلة على النهاية، ولذلك خاطبهم أين أين المفر، وعبارة أين المفر أيضا أخذت من آية من آيات القرآن الكريم وهي الآية 10 من سورة القيامة حيث يقول تعالى: " يقول الإنسان يومئذ أين المفر " وقد أجاد الشاعر هنا حيث بدأ بآية وانتهى بآية، وكلتاهما تتحدثان عن القيامة والوعيد.
خاتمة:
من الملاحظ أن الإقتباسات من القرآن الكريم في الشعر الموكب الحسيني تقع في آيات الوعيد والتهديد، ومن خلال هذه الأمثلة الأربعة وغيرها سنجد أن معظمها تتحدث عن هذا الجانب أكثر من الجوانب الأخرى، ولكن هذا لايعني إغفال الجوانب الأخرى إلا أنها نادرة أو قليلة.
التعليقات (2)
المعارض / عضو في الصرح الحسيني
تاريخ: 2008-01-18 - الوقت: 10:50:10بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم و رحمة الله و بركاته الأستاذ الرادود الحاج حسين سهوان تحية طيبة و بعد ، إن الإقتباس من الآيات القرآنية الكريمة هي ظاهرة تعكس مدى تأثير الثقافة الإسلامية على الأدب العربي ، و الإقتباس يدعم فكرة الشاعر في الطرح حيث أن المستم بكونه مسلم فهو مسلم بكلام الله . و لكن ظهر حالة شاذة و سرعان ما تلاشت و لقد أبدت المرجعيات الشيعية الحكم عليها بحرمتها ، حيث يقوم الشاعر مع إحترامنا لكل شعراء القصيدة العزائية بحذف كلامات من الآيات القرآنية و إستبدالها بكلامات أخرى ، مثل (( بأي آلاء الحسين تكذبان )) و (( لو أنزلنا هذا العباس على جبل لخر خشوعا)) . إن حكمة التحريم أو أفضليت الترك إذا صح التعبير جاء حرصاً على عدم خلق مشكلة في فهم الآيات و ما ترمي إليه و كذلك لكي لا يردد الجيل هذه الأبيات التي قد تبعده عن مصداقية الآيات الأصلية . شكراً عزيزي أبو علي لطرحك هذا الموضوع المهم و أتمنى من شعرائنا أن يقرؤه ليستفيدوا أيضاً . السلام على الحسين و على علي ابن الحسين و على أولاد الحسين و على أصحاب الحسين و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
حسين سهوان
تاريخ: 2008-01-23 - الوقت: 00:46:00أخي الكريم المعارض أشكر تفضلك بالرد على هذا الموضوع وأتمنى لو يتصدى أحد الشعراء أو الأدباء أو النقاد بكتابة كتاب أو كتيب يخص هذه الظاهرة الجميلة .. وأؤيدك في القول بأن الذهاب بعيدا في الإقتباسات إلى حد تغيير كلمة ووضع كلمة مكانها هو أمر غير جيد، ولا أخفيك بأنني بمجرد سماعي لبعض تلك النماذج فقد انتقدتها ولم أرحب بها لأنها قد تمس المذهب بسوء وهي ليست مناسبة على الإطلاق وأتمنى عدم رجوعها بعد زوالها تحياتي الحسينية إليك وإلى جهودك المتواصلة في التعقيب