يهوى لغة الأرقام وتوثيق الحوادث
عند الحديث عن اهتمامات الشباب، فإنك تكون أمام بحر زاخر بالإبداع والموهبة، إذ تشهد الساحة الشبابية البحرينية تنوعا كبيرا في هذه الاهتمامات، وفقا لميول الشباب واتجاهاته. وقد يعجب القارئ عندما يعلم بأن هناك من يهتم بجمع الحوادث وتوثيقها، ليس لخدمة جهة معينة، وإنما هي رغبة ذاتية تدفعه نحو هذا العمل، وأحد تلك الشخصيات هو رائد البصري صاحب 28 ربيعا، الذي تعلق بلغة الأرقام فأصبحت جزءا لا يتجزأ من شخصيته، وتمكن من تشكيل لجنة في مسقط رأسه - السنابس - تعنى بعملية جمع المعلومات وتوثيقها على مستوى القرية.
يستهل رائد البصري حديثه قائلا: "في مطلع القرن الحادي والعشرين نجد أن لغة الأرقام هي اللغة التي بدأت تخاطب الناس، إذ لم يعد نشر الوقائع والحوادث بشكل يومي إلا من خلال هذه اللغة، التي أصبحت ضرورة لتوثيق الحوادث بشتى أنواعها، وبعد تجميع هذه الوقائع والحوادث بشكل يومي يدخل دور الاحصائيين الذين يقومون بمهمة الفرز لتصبح في شكل تقارير سنوية وتحفظ في مذكرات لتكون مرجعا يعود إليها الأفراد من اجل استقاء المعلومات".
وعن تأسيس هذه اللجنة يقول البصري: "يعود تأسيس هذه اللجنة إلى العام 1989 وذلك بعد وفاة أحد شباب القرية في حادث غرق في عين عذاري، وبعد الحزن الذي خيم على أهالي القرية قررت مع أحد الأصدقاء أن نقوم برصد جميع الحوادث التي تمر بها القرية، فكانت هذه الحادثة بمثابة الدافع لانبثاق هذه اللجنة التي استمرت حتى هذا الوقت".
وتطرق البصري إلى المهمات التي تقوم بها اللجنة، إذ يقول: "تقوم لجنة الإحصاء بتدوين وتوثيق أي حدث يحصل في السنابس، مثل عقد القران أو الزواج أو الوفيات وغيرها من الحوادث، وذلك عن طريق المتابعة بشكل يومي، ومع نهاية كل شهر ميلادي تجتمع اللجنة من أجل تفريغ ما لديها من حوادث ووقائع إلى أن نصل إلى نهاية العام، إذ نقوم بإصدار تقرير سنوي يكون بمثابة إحصائية شاملة عن القرية تتضمن جميع ما تم جمعه وتوثيقه".
وعن الوسيلة المتبعة في إيصال هذه الإحصاءات إلى الجمهور، يوضح البصري: "مع نهاية كل عام ميلادي تصدر لجنة الإحصاء تقريرا سنويا، يتم الإعلان عنه في الأماكن التي تشهد تجمع الأهالي، وحرصا من اللجنة على ضرورة إيصال نتائج الإحصائية إلى أكبر عدد ممكن من أهالي القرية تم الاتفاق بين لجنة الإحصاء ومأتم بن خميس من أجل نشر الإحصائية على الموقع الإلكتروني للمأتم على شبكة الإنترنت".
ويضيف البصري: "بالإضافة إلى ذلك قامت اللجنة بحساب مساحة القرية التي بلغت نحو 3 كيلومترات من الشرق إلى الغرب، وفي حدود 3 كيلومترات أيضا من الجنوب إلى الشمال، ما يعني أن المساحة الكلية للقرية تبلغ 9 كيلومترات".
ويمضي في حديثه: "كما تقوم اللجنة بحساب عدد سكان السنابس في كل عام، وقد بلغ عددهم وفق آخر إحصائية حتى نهاية شهر أبريل/نيسان الماضي نحو 16850 نسمة، ويتم التوصل إلى هذه الإحصائية في كل عام وفقا لمعلومات السجل السكاني والقوائم الموجودة في صندوق السنابس الخيري".
ويقول البصري: "منذ أن بدأنا في هذا المشروع قبل 14 عاما واجهنا عدة عقبات، ومنها أن الفترة بين عامي 1995 و1996 تعتبر من أصعب الفترات التي مرت على اللجنة، إذ تزامنت تلك الفترة مع حوادث التسعينات التي شهدت موجة اعتصامات واعتقالات في صفوف الشباب، الأمر الذي أدى إلى تراجع عمل اللجنة. أما الفترة بين عامي 2002 و2003 فهي الفترة الأجمل، إذ تزايدت فيها حالات عقد القران وزواج الكثير من شباب القرية، وانخفضت فيها نسبة الوفيات مقارنة بالأعوام السابقة".
ويوضح البصري: "أتمنى أن تتوسع رقعة الأراضي المخصصة للبناء في القرية، لأن استمرار الوضع على ما هو عليه من حيث تزايد معدل السكان في مقابل ضيق مساحة الأراضي سيتسبب في حدوث انفجار سكاني خلال السنوات المقبلة".
هذا المقال أتى من من صحيفة الوسط
www.alwasatnews.com
التعليقات (1)
ابو علي
تاريخ: 2007-11-04 - الوقت: 23:55:14المثل العربي صريح يقول اللي ايده في الماي غير اللي ايده في النار والمثل السعودي يقل ( الشبعان على الجايع بطي ) الحكومه ويش يهمها اهم شي عند الحكومه توفر للمجنسين سكن وشغل والبحارنه لو على هواها حرقتهم امام اعين العالم لن ليهم يوم ولدامت لغيرهم ماوصلت ليهم (حسبي الله ونعم الوكيل)