علي وقبل أن أبدأ بالحديث في تحقق حلم الرابطة الحسينية أن أشيد بالوالد الحنون والد الشعب الكريم سماحة العلامة المجاهد المرحوم الشيخ عبدالأمير الجمري فإنه أول من دعا إلى تأسيس رابطة حسينية تهتم بالرادود والشاعر الحسيني، فقد طرح الموضوع على عامة الشعراء والرواديد الذين حضروا واستمعوا إلى محاضرته القيمة التي ألقاها في مسجد الإمام الصادق (ع) بالقفول في العام 2001م فرحمة الله عليك أيها الشيخ الجليل، وصدقني لن تنساك البحرين جيلا بعد جيل وستكتبك على صفحات نخيلها الباسقة، وستحفرك على شواطئ سواحلها الجميلة، وستبقى جمرة لاتنطفئ، جمرة صنعها البقاء لتدوم فهي تدفئ الأبناء وتحرق الأعداء. فسلام عليك ورحمة وبركات.
بدايات اللقاء الجديد لتكوين الرابطة:
ربما كان مفاجئا دعوة المجلس العلمائي لمجموعة من الرواديد الذين قاموا بمحاولات لتأسيس الرابطة الحسينية! فلم يعتد الرواديد من قبل هذا الإهتمام وهذه الدعوات إلا تلك الدعوة التي دعت إليها جمعية التوعية الإسلامية في مدينة حمد قبل أكثر من عامين، والتي لم يعرف الرواديد نتائجها مع أن تلك الجلسة كانت جلسة جيدة وركزت على مفاصل مهمة جدا في الموكب الحسيني في البحرين.
الدعوة التي قدمت إلى الرواديد من قبل المجلس العلمائي كانت محل اهتمام فحضر مجموعة منهم لتداول الأمر ومراجعته من جديد، وقد قدم سماحة السيد محسن الغريفي وفضيلة الشيخ رضي القفاص مقدمة بسيطة حول الأمر وأكدا على دعم المجلس لتجديد وتطوير وتطبيق فكرة الرابطة، وفعلا بدأ اللقاء الأول وتبعته لقاءات عدة بين الرواديد، إلا أنه وبعد حين تخلف البعض ـ مع الأسف ـ وانشغل آخرون حتى كادت اللقاءات أن تنقطع ولكن بقي بعض الإخوة مصرون على إتمام الفكرة وعدم أخذها إلى النسيان من جديد، فكانت الجلسات تعقد بين 3 رواديد فقط لاغير!! حتى أكملوا النظام الأساسي والذي عرض على المجلس العلمائي وبدأت فيه بعض التعديلات الطفيفة، ثم عاد النظام إلى الرواديد فتمت دعوة الجميع للقاء من أجل تتمة هذا الإنجاز الجميل، وفعلا جلس الرواديد وأحد الشعراء لنقاش النظام الأساسي إلى أن انفض الإجتماع لإكماله في الأسبوع اللاحق، ولكن أيضا عاد الفريق الثلاثي من جديد وحده يكمل المشوار حتى انتهى فعلا منه بمراجعة كافة الأمور مع المجلس العلمائي.
هل الرابطة تخص الرواديد دون الشعراء؟
في الواقع كان الأمل يحدونا ومنذ البداية أن تكون الرابطة عامة للرواديد والشعراء وقد قمت بنفسي بطرح المشروع في بداياته على أحد الشعراء المهتمين بشؤون الموكب فقال بأن الشعراء يفضلون أن يكونوا رابطتهم أو جمعيتهم وحدهم لأن الشعر الذي يكتبونه ليس مختصا بعاشوراء ومحرم الحرام، ومناسبات أهل البيت (ع)، وبالفعل كانت الإجتماعات منذ البدايات تعقد بين الرواديد وحدهم، والدعوات كانت توجه للرواديد فقط.
لكن المجلس العلمائي وبعد طرح الموضوع عليهم رأوا أن تكون الرابطة للرواديد والشعراء على حد سواء وليست خاصة بالرواديد وحدهم، وقد وافق الرواديد بالإجماع على هذا الرأي بل رأوا بأنه أفضل وسيعطي الرابطة مجالا أوسع حيث أن الرابط بين القصيدة واللحن رابط قطعي لاشك فيه ولاريب وعليه كان لابد من وجود طرفي الموكب وهما الشاعر والرادود.
كانت تسمية الرابطة وعنوانها كالتالي: " رابطة الرادود الحسيني " حيث كانت تختص بالرادود ولكن مع تغيير عناصر الرابطة وإضافة الشاعر فقد تحولت إلى الإسم الآخر وهو " الرابطة الحسينية للشعراء والرواديد " وهذه التسمية أشمل كما تلاحظون وقد روعي فيها عنوانها الأصل بكلمة " الحسينية ".
مؤتمر المجلس العلمائي:
كان يجب أن يتم الإعلان عن الرابطة في شهر شعبان الماضي إلا أن بعض الظروف قد منعت من ذلك خصوصا تأخير حضور بعض الرواديد وكذلك تأخير مراجعة النظام الأساسي المقدم إلى المجلس العلمائي، وبالتالي تأخر ذلك إلى هذه المرحلة، وبالفعل تفاجأنا حينما أبلغنا من قبل المحلس العلمائي بأن الإعلان عن الرابطة سيكون قبل محرم ونحن بعد لم نستكمل كافة الأمور إلا أنه وبمجهود الجميع قد تمت الأمور على مايرام، وبالتالي أكد الجميع على ضرورة الإعلان عن الرابطة الحسينية على أن تكون قبل محرم الحرام هذا العام 1428 الموافق 2007.
وتأتي هذه الخطوة بعد إصرار كبير من بعض العاملين في حقل الموكب سواء من الرواديد أو الشعراء أو المهتمين لتنظيم وترتيب كافة الأمور المحيطة بالموكب الحسيني.ولقد أكدنا مرارا وتكرارا بأن الحضور الجماهيري يستحق أن تكون هناك رابطة تهتم فعلا بشؤون الموكب وبكافة تفاصيله خصوصا القصيدة واللحن، الشاعر والرادود.
إن خطوة الإعلان عن رابطة الرادود الحسيني أواخر ذي الحجة من هذا العام لهو تأكيد من الجميع على ضرورة العمل المشترك في بحريننا الحبيبة، وضرورة تأصيل ثقافة الموكب في نفوس الأجيال جيلا بعد جيل لما للموكب من حضور كبير جدا في نفوس وقلوب الناس، ولعلنا بالأمس كنا نتكلم عن حدود جغرافية للموكب البحراني، ولكننا اليوم نتكلم عن أن هذا الموكب المهيب قد تخطى هذه الحدود ليعبر العالم، فشريط الموكب الحسيني المرئي والمسموع يتنقل اليوم من البحرين إلى أقاصي العالم وكان لابد من رابطة تدير شؤون الموكب الحسيني.
سأؤكد دائما بأن نظم الأمور ـ كما في وصية الإمام علي (ع) ـ هي من أهم المهمات في مستقبل هذه الرابطة، كما أؤكد أن تدخلها عناصر شابة فاعلة مثقفة مع العناصر المخضرمة والتي قضت فترة طويلة في خدمة أهل البيت (ع)، وأن لاتنحصر في الرواديد دون الشعراء فإن التنوع فيها سيثريها بشكل كبير.
يجب أن تستمر اللقاءات الإيجابية بين الرواديد والشعراء ومختلف وجوه الموكب من منظمين ومهندسين ومعزين وعامة الجمهور من أجل إنجاح الرابطة والعمل على تطويرها لتأخذ مكانها الطبيعي والذي تأخر كثيرا.
التعليقات (3)
Jaber
تاريخ: 2007-01-22 - الوقت: 11:39:17خطوة مباركة و موفقة بإذن الله تعالى ، حبذا لو قام العارفون بإنشاء موقع على الانترنت للرابطة بحيث يكون محل زيارة و إثراء المهتمين و ربما بعض الشعراء والرواديد لا يستطيع إبداء رأيه في العلن او الاجتماع بكم للحديث خجلا او انشغالا ..، فيمكنه وضع رأيه او فكرته على الموقع .. وفقكم الله و سدد خطاكم ,, في رعاية الله
حسين سهوان
تاريخ: 2007-01-23 - الوقت: 16:19:57أخي الكريم جابر ... سيكون في حسبان الرابطة إنشاء موقع الكتروني انشاء الله يفي بالغرض وهذا ماتم طرحه في المؤتمر الذي عقد وفي ورشة العمل الخاصة بالشعراء والرواديد رعاك الله
الرادود محمد السعيدي
تاريخ: 2008-09-04 - الوقت: 13:05:00اني الرادود محمد السعيدي اؤيد وابارك هذه الرابطة المباركة واشد على ايدي اخوتي فيها لمواصلة العمل فيها لانها عمل مبارك ان شاء الله واتمنى انا ان اكون احد اعضائها لكني في العراق