معابر الجحيم في الحرب المفتوحة - 4
محمد آل حيدر
3 تشرين الأول 2006
الساحة العربية وما يتكبدها من ويلات وضربات من الغرب، ما هو إلا لأن الغرب المتماشي مع الإرادة الأمريكية "شرطي العالم" ينضر إلى العالم العربي بنضرة "إسرائيلية"، أي لمصالح البنت المدللة له، واليد التي يضرب من خلالها كل صديق له وحليف معه "إسرائيل"، فأمريكا ومن منطلق مصالحها مع الإسرائيليين "الصهاينة" تلجم كل صوت عربي إن كان هناك صوت من الجهات المسئولة العربية على مستوى تمتمات الـ"عرب"، فهاهي رايس وبعد أن أعلنت الشعوب العربية موقفها الصامد والصادق والشامخ للعز العربي والإسلامي لنصر "الوعد الصادق" في لبنان، وتضامنها المتناهي معه، تبعث مفجرة المجازر وبائعة القنابل الذكية سيدة المجتمع الأمريكي "رايس" لتقول إن كان لكم صوت تضامن ليكن لدعم ما دمرته المقاومة الإسلامية لحزب الله من بيوت المواطنين الإسرائيليين في بلدات إسرائيل "فلسطين المحتلة".
تهافت التهاتف
الآن لغة جمع الأموال من خلف الستار انتهت فها هي صاحبة بالوانيات قنابل الدماء الذكية التي توزعها للأطفال، أتت إلى الشرق الأوسط، حلمها الذي تريد من خلاله أن تنال على جائز نوبل للسلام، فإنها اليوم وفي السعودية وغداً في البحرين والأردن ومصر تبيع تذاكر الدخول إلى الشرق الأوسط الجديد، فلا خرائط لأي دولة عربية في "الأوسط الجديد" ما لم تدفع أي دولة أضعاف ما دفعته إلى لبنان. وبالأمس لم تكن لتزال فكرة إنه لا يمكن أن نبني علاقات مع إسرائيل، إذ إنها لا مستقبل لها، وأما الآن فإن هذه الفكرة وبعد ما حققه نصر الانتصارات، فإن أذهان الكثيرين باتت تعتقد بأنه لا إمكانية ولا مصلحة لبناء مستقبل مع مشترك معها.
مجتمع متفكك
ما يدور داخل المجتمع "الإسرائيلي" ومن بناء الأيديولوجية الصهوينة "الخط النازي" "الإخطبوط الاقتصادي"، ومختلف التيارات الدينية المتطرفة داخله تتعامل، بإندفاع نحو الهمجية نحو القرار الهش نحو السباعية الوحشية، وبعد ذلك إذ حين تقع في المستنقع تتسائل من يدفع أخطاء خسائرنا في حربنا مع عدو لا يصل إلى "كتيبة واحدة" من كتائب "الجيش الذي قهر" مراراً في حربه مع جنوب لبنان، تيار يحارب تيار وإيديولوجيا مختلقات على كل تحرك وتكتل داخل الكيان الإسرائيلي.
المتفكك إلى زوال
فالغد ينبأ أن إسرائيل "الغدة السرطانية" حتماً إلى زوال، فهاهو حزب الله وبأيدي المقاومين يقاتل لعيد كل تلعة وكل تلة وكل حبة رمل لبنانية مغتصبة إلى أراضية وحدوده، وهاهي الشعوب العربية ما زالت مع فرضية أن لا حق يرد إلا بالمقاومة، الخيار الذي أصبح قدراً مقضياً علينا جميعاً، فإنها بذلك أي الشعوب العربية والإسلامية تمنع بتضامنها وإعلان مواقفها الداعمة للحق الإسلامي والعربي إنه لا مكان لأي جينة من الجينات الإسرائيلية، ولا ثكنة يمكن أن تبقى لها بين أراضينا، فبعد الدم وقبل طلوع الروح لا مكان لإسرائيل لا بيننا ولا في العالم ككل ولا تطبيع بأي الأشكال معها. فأمامنا خيار واحد فقط لنعلن مواقفنا أمام كل العالم، إنه لا بد من عصيان مدني إسلامي عربي على كل المصالح الأمريكية الإسرائيلية، لتنتهي بذلك أخر أنفاس الغزات الإسرائيليين على هذا العالم، وأن نسطر لغد تشرق شمسه من قدس الأقداس، ونعد لنهضة الإسلام والمقاومة والعز والنصر.
التعليقات (0)