لا شك أن كل من يملك عقاراً ومنزلاً يجهد نفسه وموارد المالية في المحافظة عليه وعلى جماله، وفي جلب أفضل وأحياناً أفخر الأثاث له، وطالما رأينا منازلاً تكون للزيارة لا للسكنى ولكن إن دخلتها خلت أنك وسط قصور رومانية مطلية بالذهب الفاخر، وسط هذه البهرجات التي لا نعممها على كل الناس فمنهم البسيط والفقير ومنهم من ليس لديه سكن او عقار، نتساءل أين ترى ذلك الإهتمام والتأثيث والرعاية لبيوت الرحمن 'المساجد – وقفيات المساجد – مرافق المساجد'؟
وهل تلقى بيوت الرحمن برامج تأهيلية مثل برامج بناء البيوت الآيلة للسقوط التي تقوم بها المجالس البلدية، في أن تضع المجالس البلدية برنامجاً تأهيلياً للمساجد التي ليست لديها وقفيات.
التجار والأفراد العاملين كانوا وما زالوا يتفقدون بيوت الرحمن بالرعاية والترميم وإعادة البناء، ولكن ليس كل بيوت الرحمن سواء إذ أن بعضها هي التي تتكفل بالأخرى لما لديها من وقفيات تمكنها من الصرف على الكثير من المساجد التي ليست لديها وقفيات، فأين هي المؤسسات الرسمية في الدولة من رعاية وتأهيل بيوت الرحمن، لتكون محطة إلى العبادة والذكر والدرس القرآني والإسلامي، لا محطة إلى متعاطي الفجور والمخدرات، وملاذاً لكل متهرب عن أعين السلطات.
ولا نقول إن كل بيوت الرحمن في مملكة البحرين باتت دون فرش ولا أبواب ولا تكيف، وأن إدارتي الأوقاف السنية والجعفرية غير أبهين برعايتها، لا .. بل إن الإدارتين لهم جهودهم المشهودة في الرعاية الواضحة للمساجد، ولمتابعة الوقفيات الخاصة لكل واحد منها، ولكن ما بات يخاف منه هي ظاهرة سرقة المساجد والأحداث التي تعصف بقدسية المسجد بين الفترة والأخرى، لذلك لا بد لنا من يوم نتحقق فيه عن الوضع المزي لبعض ما حل ببيوت الرحمن، لتفصح الأيام عما لا يستطيع القلم التعبير عنه.
التعليقات (0)