شهدت دولٌ مثل موريتانيا وقرغيزستان وإقليم شمال العراق (كردستان) انتخابات رئاسية، وقد أثار كل الخاسرين غبار الفشل من أجل لفت نظر العالم (الحر) إلى التجاوزات والمخالفات والتزوير الذي شهدته تلك الانتخابات، إلى الحد الذي دعا بالبعض لإلغائها ووصف الرئيس المنتخب بالغير شرعي كما في موريتانيا مثلاً.
لكن أحداً لم يسمع صوتاً يدل على اهتمام عالمي أو إقليمي بشأنها. والسؤال: هل لأن تلك الدول هامشية، وليست ذات دور تلعبه على مستوى أقاليمها والعالم؟
ربما تكون الاجابة بنعم، ولكني اعزو السبب في تقديري أن ذلك العالم الذي يسمي نفسه حراً وديموقراطياً لا يتوانى أن يتشهى في الحرية والديموقراطية فيوزع نياشين المصداقية بناء على هواه المنطلق أساساً من مصالحه واعتباراته، وهذا ما يقودنا إلى تلك الحملات التي صاحبت نتائج الانتخابات الرئاسية الإيرانية الأخيرة. والسؤال لماذا تبخس إيران كيلها على الرغم من مزاياها الديموقراطية على الأقل بموازاتها بدول الشرق الأوسط؟
يبدو أن أكثر ما يسخط الغرب هو استقلال الدول، فمتى ما رأيته غضباناً على دولة فاعلم بأنها بدأت في استقلالها، وبدأت في إدارة مواردها الاقتصادية بمعزل عن نصب وسرقة الدول الطامعة، وبدأت في اتخاذ قرارتها السياسية والاقتصادية باستقلالية ومن عمق وطني.. وإيران هكذا، فمنذ قيام الثورة الإسلامية الإيرانية عملت على الإستقلال ودفعت ومازالت تدفع ضريبة هذا التحدي وستدفع المزيد والمزيد، وكأنها أمام خيارين: إما الإذعان لشروط الغرب، وإما معاناتها المستديمة من المآزق المصطنعة لترجع إيران ألعوبة بيد الغرب كما كانت أيام أسرة بهلوي.
والحقيقة أن هناك خياراً ثالثاً يمكن أن يتحقق في الزمن المنظور، وهو أن تكون إيران بلداً يفرض شخصيته الإقليمية والعالمية بحيث يستبدل الغرب طرائق تعامله الحالية معه، ويحل محلها التسليم بقوته والتعامل معه كما يتعامل النظير مع نظيره.
ونقول (يمكن أن يتحقق) لأن هذا الخيار يسير على السكة حالياً ويتجلى ذلك في مفاوضات إيران مع الإتحاد الأوربي و الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشان برنامج إيران النووي، والتي تظهر فيها إيران قوة وصلابة في موقفها القانوني والسياسي، وكذلك مهارة تقنية غير مسبوقة، إلى جانب حواره معها بشأن دول جوارها مثل: العراق وأفغانستان، عوضاً عن تفكير أمريكا في تغيير سياستها اتجاه إيران، والتي افصحت عنها غير مرة.
وربما يكون السلوك الغربي الأخير جاء من باب استغلال فرصة ظناً منهم أنها تمر مر السحاب، ولابد أن تنتهز إذ من الممكن أن لا تعود أن تتأخر، ولكن شاءت الأقدار أن تفوت إيران هذه الفرصة على أعدائها، وبالتأكيد فإنها تدرس ما جرى بدقة، وستضع بعد صفاء ذهنها ضمانات عدم تكرر ذلك في المستقبل.
ياسر عباس خميس
التعليقات (3)
الشيخ علي الشيخ
تاريخ: 2009-08-17 - الوقت: 11:12:52انا فخور بهذا الصديق العزيز عندما اقرا له قراءة قيمة تتوافق والمنظور الاسلامي الاصيل ان ما افاده اخي الاستاذ ياسر خميس حول الجمهورية الاسلامية دلت عليه الكثير من الاخبار التى تناولت موضوع الاستبدال اللهم ربي وفق له ويسر له وثبته على القول الثابت وحصنه بولاية امير المؤمنين المخلص لكم علي الشيخ
المعارض
تاريخ: 2009-08-19 - الوقت: 05:01:16سم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم و رحمة الله و بركاته الأستاذ الكاتب ياسر خميس له تحية طيبة و بعد ، إن المشكلة تكمن في المعالجة ، فبغض النظر عن من هو المخطئ و من هو المصيب نحن أمام تيار لمعارضة إيرانية داخلية خرج عن نطاق الحرب الباردة و خرج بركاناً هائجاً ، و لا ريب أن الحكومة الإيرانية نجحت في شلّ مظاهرات المنددة و ألقت القبض على رموز المعارضة من التيار الإصلاحي و لكن البركان مهما خمد لا يؤمن ثورانه خوصصاً و أن قوى الإستكبار العالمي أمريكا و إسرائيل و الغرب تقف متربصة مستعدة لأي دعم . دعني أحصر أفكاري في نقاط علها تكون أسهل للفهم : 1-المعالجة القضائية : لقد شككت المعارضة في نزاهة الإنتخابات ، حسنناً من حقّ أي مواطن أو أي مؤسسة أهلية أو حكومية أن تلجئ للقضاء ، فالسلطة القضائية هي ميزان القوى التي تحفظ إتزان الحكم ، فتشكيل لجنة تقصي الحقيقة مكونة من المعارضة و السلطة و لتشاركهماأحد المنظمات المحايدة التي يتفق عليها الطرفان جديرة بأن تطفئ فتيل الفتنة . 2- المعالجة للسلطة العليا : لا شك بأن سماحة مرجعية السيد الخامنئي حفظه االه تشكل الأب الروحي لجميع السلطات حسب الدستور الإيراني و الأعراف السياسية ، مع إحترامنا لمرجعية السيد الخامنئي ، و لكن عبائته لم تكن واسعة لتستوعب الإصلاحيين ؛ و أقولها و أتمنى من إدارة الموقع عدم التعدي على آرائنا في حوارنا مع كتاب الموقع ، أنا أعتقد بأن المعارضة سوف تبحث عن تغير العرف الدستوري في الرجوع إلى المرشد و ستفتش عن الفتاوي التي لا لا ترى في نظرية ولاية أمر المسلمين المطلقة و إن لن تجدها في حوزة قم سوف تبجث عنها خارج إيران ، و بلا شك سوف تبعث عن دعم دولي يكسبها شرعية دولية و هذه أخطرها اذا لم تجد من يحتويها، لأنها قد تغير في دمغرافية التوجه من تيار إسلامي إصلاحي منفتح إلى إسلامي معتدل إلى إسلامي منتفح غربي . هذه هي مجرد آراء لا أجزم بأني مصيب و لا أ}كد بأني مخطئ ، و لكني أتمنى كل الرجاء من الأخوة المؤمنين العاملين في الموقع بأن لا يحذفوا أي فكرة أطرحها في حين أنها لا تخالف منهج البحث السليم ، علماً بأني قد كتبت من قبل و حذف لي من قبلهم بعض ما طرحته ، دعونا نكون أكثر ‘نفتاح على الرأي و الرأي الآخر ، و نكون حضايو المحتوى و المنهج ، فالإعتداء الفكري هو نفسه الإعتداء الجسدي . و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
نادر(ابراهيم)
تاريخ: 2013-10-19 - الوقت: 10:50 صباحاًشكرا للأستاذ ياسر خميس .. لطرحه قضية حساسة جدا في اقليمنا بل وفي العالم .. الجمهورية الاسلامية في ايران .. نحن نراها بأنها مسددة من يد الغيب ، شآءت الأنظمة العالمية أو لم تشأ ..ثق بالله لو لا يد الغيب لما وصلت ايران الى قوة حقيقية مؤثرة.. فلا ننسى بأن ايران عقيدتها بالله جدا قوية وفكرها مستميذ من تعاليم أهل البيت ع... لو حللنا ليالي وأيام وسنين في النهاية ان ايران مغضوب عليها والله هو حامي شعبها ونظامها وارضها.. التخطيط الالهي قادم وقادم ولا مفر له لتبقى ايران ممهدة لخروج الحجة ع.