شارك هذا الموضوع

اسمحوا لي أن أنقذ حياة هذا الحيوان !!

Mohd Abdullaفي الثالث من شهر أغسطس نُصِّبَ الدكتور محمود أحمدي نجاد "رسمياً" رئيساً للجمهورية الإسلامية الإيرانية في حفلٍ حضره قائد الثورة الإسلامية الإمام الخامنئي ورؤساء السلطات الثلاث وكذا رؤساء السلطات الرقابية الأخرى (الخبراء والصيانة والتشخيص) بالإضافة ممثلين عن الحوزات الدينية وقيادات عسكرية من الجيش والحرس الثوري والبسيج .


وبتنصيب أحمدي نجاد يُسدل الستار على عهد السيد محمد روح الله الخاتمي الذي قضى ثمانية أعوام رئيساً للجمهورية بكل ما فيها من حلو ومر ومتاعب مُشكلة عهداً مفصلياً في تاريخ إيران الحديث . كان خاتمي الذي وصل إلى السلطة عبر انتخابات مثيرة غريماً حقيقياً لكل ما كان سائداً قبل حملته الانتخابية الأولى من أعراف وسلوكيات سياسية ودينية في المجتمع والدولة، مؤسّساً بذلك لأرضية جديدة توزعت عليه خريطة القوى التي تمّ فرزها على خلفية تراكمات مُحددة امتدت منذ انتخابات المجلس النيابي الرابع في العام 1992والتي خرج منها اليسار الديني الراديكالي مُهلهلاً، إلاّ أن قراءة العهد الخاتمي لا يُمكن توصيفها إلاّ بالتحقيب الآتـي :


(*) 1997 – 2001 : وهي الفترة التي اتسمت بالراديكالية وحدة الاستقطاب والاحتراب بين التيارين الإصلاحي والمحافظ وقبلاً بين حكومة الرئيس خاتمي وبين المجلس الخامس الذي كان يُهيمن عليه اليمين التقليدي، ومنذ بداية هذه الفترة رفع خاتمي شعار التنمية السياسية أولاً كبديل عن التنمية الاقتصادية التي أطلقها الشيخ الرفسنجاني في العام 1989عندما شكّل حكومة الإعمار الأمر الذي أفضى إلى تبدلات هائلة في الأولويات وفي الخطاب السياسي وارتجاجات خطيرة لقوى النظام والثورة، أضف إلى ذلك فقد اتسمت تلك الفترة باختزال أعمى للقوى الإصلاحية في تيار عرض لا يلتقي إلاّ في معاداة المحافظين، ولم تعد الخطوط الفاصلة بين الإصلاحيين الدينيين والإصلاحيين العلمانيين واضحة لذا فقد تحمّل خاتمي الكثير من المتاعب، اضطرته الوقوف أحياناً برمادية ذكية وأخرى بلون النظام الذي ينتمي إليه عند تصطك الأسِنَّة كموقفه من مظاهرات الطلبة الجامعيين في طهران في العام 1999 أو من قضية منتظري في العام 1997 و 2000 .


(*) 2001 – 2005 : وفي هذه الفترة أعاد خاتمي التوازن من جديد إلى حكومته ولأولوياتها، حين أخذ بالتركيز على النواحي الاقتصادية التي تضررت (أو أُهمِلت) بسبب تغليب الجوانب السياسية عليها، وبدأ في عملية غربلة وفرز لمن تدثروا بعباءة الإصلاح وبه شخصياً، كما أنه أهتم بملف تحسين العلاقات الخارجية لإيران مع دول الجوار والقارة السمراء ودول أمريكا الجنوبية، فشهدت العلاقات مع قطر تطورات إيجابية عبر توقيع اتفاقية مشروع "الأنبوب الأخضر" الذي يقضي بتوصيل مياه الشرب من نهر قارون جنوب إيران إلى قطر عبر خط أنابيب ضخم تحت مياه الخليج، كما تطورت العلاقات مع عُمان عبر تفاهمات دفاعية وباتفاقيات ذات طبيعة أمنية تتعلق بمكافحة التسلل والتهريب، ومراقبة الممرات البحرية، ومع الإمارات ورغم الخلاف القائم بين الدولتين إلاّ أن حجم التبادل التجاري بين بينهما استمر على معدل 1.2 مليار دولار، ومع الكويت أيضاً حيث أن تسوية مسألة الجرف القاري وحدود حقل الدرة البحري للغاز وإيصال المياه الطبيعية إلى الكويت كانت أبرز ملامح التقارب بين البلدين، كما أن العلاقات مع السعودية والبحرين هي الأخرى تحسنت .


الآن السيد خاتمي هو رئيس "سابق" لإيران وعندما توجه قبل ثلاثة أيام لمصافحة الموظفين وتوديع الذين عملوا معه في قصر الرئاسة لمدة ثمانية أعوام، أرادوا ذبح ذبيحة أمامه لكنه رفض وابتسم قائلاً : أرجوكم اسمحوا لي أن أنقذ حياة هذا الحيوان !! .

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع