زيارة قبر أم البنين (سلام الله عليها) لها أجر وثواب عظيم فإن زيارة قبور المؤمنين والمؤمنات لها ثواب كثير، وقد ورد التأكيد على ذلك في الروايات، فكيف بزيارة مثل قبرها.
وهي (عليها السلام) في المدينة المنورة في البقيع، ويلزم على المسلمين بناء قبور أئمة البقيع وقبور هؤلاء الصالحين والصالحات بأحسن ما يمكن ويناسب مقامهم العالي.
ومن الواضح أن تراب قبرها الطاهر له الأثر الخاص، طبعاً لاكأثر تراب قبور الأئمة المعصومين والأنبياء (عليهم الصلاة والسلام)، فإن مجرّد كونه تراباً لمثل قبرها له حيثية رفيعة كما هو واضح.
ولا يبعد بقاء جسدها (عليها السلام) في القبر.. وإن لم أجد لذلك نصاً، فإنه يعرف بالأشباه والنظائر:
فقد بقي جسد (بي بي حياة) المجاهدة مع الفتح الإسلامي في (يزد) إلى هذا اليوم.
وجسد حذيفة إلى زماننا في (بغداد) وذلك في قصة حدثت لقبره.
وغير ذلك مما هو كثير وكثير..
قال سبحانه عن السامري:(فقبضت قبضة من أثر الرسول)(5) مع أنه كان تراب حافر فرس جبرئيل عند بحر مصر في قصة مرور موسى (عليه السلام)..
فإذا كان ذلك التراب له هذا الأثر العظيم حتى جعل (عجلاً جسداً له خوار) فمن الواضح أثر تراب قبرها (عليها السلام) (فإن حكم الأمثال فيما يجوز وفيما لا يجوز واحد).
بناء قبور البقيع
وإذا انتهى دور هدم البقاع المتبركة في مكة المكرمة والمدينة المنورة بإذنه سبحانه، ولا يبعد أن يكون قريباً حسب القرائن والشواهد، يلزم بناء ضريح وقبة على قبرها أيضاً كما كان قبل الهدم، بل بما يناسب اليوم.
ولو زارها (عليها السلام) الإنسان ـ وإن لم أجد زيارة خاصة لها ـ، وصلّى عند قبرها ركعات ـ لا بعنوان الورود ـ قربة إلى الله سبحانه وأهدى ثوابها لها، كان مشمولاً لما دلّ من إهداء أمثال الصلاة للمؤمنين والمؤمنات مما ورد به النص.
ويجري مثل ذلك في سائر قبور الطاهرات المؤمنات كأم النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)، والسيدة خديجة (عليها السلام)، والسيدة زينب (سلام الله عليها) والسيدة نفيسة (سلام الله عليها) ومن أشبه .. والله ولي.
التعليقات (0)