وهل كانت أم البنين مع الإمام (عليه السلام) في الكوفة إلى حين استشهاده؟.
لا نعرف ذلك.
وربما يقال: إنها لم تكن مع الإمام (عليه السلام) وإلا لحدثنا التاريخ به، فعدم الوجدان ـ في هكذا موارد ـ دليل على عدم الوجود.
فإذا لم تكن معه (عليه السلام) فما هو السر في ذلك، ولماذا لم يُحضرها الإمام (عليه السلام) معه؟ مع أنه قد اصطحب بعض أولادها كما ذكره التاريخ، فهل بقيت لتبقى دار الإمام ـ بحضورها ـ مدرسة لتعليم البنات وتربية النساء..؟
لا شك أن بيت الإمام (عليه السلام) كانت بحضورها كذلك.
إن التاريخ المدوًّن لم يذكر إلا جزء صغيرا جدا من أحوال أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)رجالا ونساءً..
فلم يرد الكثير عن اللاتي كن في أطرافه (صلى الله عليه وآله وسلم): في حجّه وعمرته، وحربه وسلمه، وسفره وحضره، كما لم يذكر التاريخ التفصيل عن حياتهن وأعمالهن وأدوارهن.
ومــــن الواضح أنـــه لم يذكر دور أم البنين (عليها السلام) وعملها بعد قصـــة كربلاء بالشكل الكامل، نعم إنما ذكر بكاؤها وندبتهاعلى أوجز وجه.
بل الأمر يتعداها إلى مريم الطاهرة (عليها السلام)، وخديجة الصديقة(عليها السلام)، وفاطمة سيدة نساء العالمين (عليها السلام) وغيرهن من النساء الصالحات المؤمنات..
ومع كل ذلك فقد بقي الشيء القليل القليل من أحوالهن بما هو مذكور في بعض التواريخ أو الروايات، وفي هذا القليل: الكثير الكثير لمن أراد أن يتذكر أو يخشى.
ومما يستــفاد من ذلك: إن الإسلام لم يخص عمل المرأة بالدار، كما يظهر مما ورد في قصة الـــزهـــراء (سلام الله عـــليها) وخطـــبتها فـــي الـــمسجد واحتجاجها، وإن كـــان قد ورد بالنسبة اليها (عليها السلام) القليل أيضاً وتفصيل الكلام في (الفقه).
التعليقات (0)