الإمام علي (عليه السلام) كان كفواً لفاطمة (سلام الله عليها) وفاطمة(عليها السلام) كانت كفواً لعلي (عليه السلام)، كما ورد في الأحاديث:
قال الإمــــام الصـــادق:«لولا أن اللـــه خلق أمير المؤمنين (عليه السلام) لم يكن لفاطمة كفؤ على وجه الأرض آدم فمن دونه».
وفي بعض الروايات تساويهما في الفضيلة بعد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم).
وهما (عليهما السلام) في المعنويات قبل الإمامين الحسن والحسين(عليهما السلام)، وبعدهما الإمام المهدي (عجّل الله تعالى فرجه الشريف)، وبعده الأئمة الثمانية (صلوات الله عليهم أجمعين).
هذه هي درجات الفضل حسب ما يستفاد من الروايات، والعلم عند الله.
وبعد أن تزوج أمير المؤمنين (عليه السلام) بكفؤه فاطمة (سلام الله عليها)، كانت أمامة حفيدة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) زوجة له (عليه السلام)، وإن كان بينها وبين الإمام علي(عليه السلام) بون شاسع. فإنه(عليه السلام) أفضل الخلق بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم).
وبعدها جاءت فاطمة أم البنين (سلام الله عليها)، ولها من الفضل والرفعة المعنوية ما لا يسعنا علمه، وإن كانت دون المعصوم (عليه السلام) وحتى دون من لهم العصمة الصغرى كالسيدة زينب والسيدة المعصومة والسيدة نرجس (عليهنَّ الصلاة والسلام).
ومسألة الكفؤ من أهم ما يلزم ملاحظته في الزواج، والمقصود به ما بينته الروايات مثل :
« إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوِّجوه».
والرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) حرّض كل رجل وامرأة بالزواج من الكفؤ الشرعي، باختيار كل واحد للآخر حسب الملاك المذكور:(ترضون خلقه ودينه) .
وهذه القاعدة تجري في الطرفين: الزوج بالنسبة إلى الزوجة، والزوجة بالنسبة إلى الزوج، وقد ذكرنا تفصيل الكلام عنه في بعض كتبنا.
فكانت أم البنين (سلام الله عليها) قد بلغت درجة من الفضل والكمال حيث رضي أمير المؤمنين (عليه السلام) بخلقها ودينها، فأقدم على الزواج منها.. أما العكس فهو أوضح من أن يذكر.
لا يقال: كيف يحرّض الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) على ما تقدم وعلى البكارة، ثم لم يلتزم هو بما ذكره؟.
لأنه يقال: كان عمل الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وفقا لقاعدة (الأهم والمهم)، ومن المعلوم أن تلك القاعدة مقدمة على غيرها ـ على ما ذكروه في الأصول ـ وقد أشرنا في (الفقه: كتاب النكاح) إلى وجه اختيار الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) أزواجه.
وكانت أم البنين (سلام الله عليها) في غاية الأدب والأخلاق، فقد قالت لعلي أمير المؤمنين (عليه السلام)، لا تسمني فاطمة!، لأن الحسن والحسين وزينب وام كلثوم (عليهم السلام) يتذكرون أمهم ويتأثرون بذلك، ولذا سمّاها (عليه السلام) بـ (أم البنين) ـ على ما هي العادة عند العرب من الكنية ـ لا باعتبار الانطباق الخارجي، بل باعتبار الانتخاب، والله سبحانه رزقها أربعة أولاد (مثل بدور الدجى) فصاروا مفخرة البشرية إلى يوم القيامة.
التعليقات (0)