شارك هذا الموضوع

الدرس السابع : النبوة الخاصة

 ما الدليل على نبوة النبي محمد (ص)؟
 وما هي معجزته؟
 وهل أخبر عنه الأنبياء السابقون؟

 
بعد أن أثبتنا ضرورة بعث الأنبياء لهداية الأمة يواجهنا سؤال عن هوية هؤلاء الأنبياء الذين بعثهم الله تعالى للقيام بهذا الدور العظيم.


وهنا نقول: لقد أرسل عز وجل عدداً كبيراً من الأنبياء ربما حددته بعض الروايات بأربعة وعشرين الف نبي. وقد ذكر منهم في القران الكريم خمسة وعشرون نبياً، يبدأون بادم وينتهون بمحمد (ص).
 
ما الدليل على نبوة النبي محمد (ص):

لا يمكن الوثوق بنبوة أي نبي ما لم يؤيده ثلاثة أمور:
   1 - المعجزة، وذلك بأن يأتي بعمل خارق لا يمكن للبشر القيام به إلا إذا كانوا مؤيدين من الله عز وجل.
   2 - إخبار الأنبياء السابقين بخروجه فضلاً عن اسمه وصفاته.
   3 - الشواهد والقراءة العامة من سيرة حياته وسيرة اصحابه والدين الذي جاء به والتعاليم التي يأمر الناس بها.
وهذه الأمور الثلاثة تحققت في النبي محمد (ص)، وبيان ذلك:
 
معجزة النبي (ص):

لرسول الله محمد بن عبد الله (ص) معجزات كثيرة أعظمها القران الكريم الذي هو المعجزة الخالدة، وهو كتاب خارق لا يمكن للبشر أن يأتوا بمثله مهما بلغوا من العلم والفصاحة والبلاغة، وقد تحدى النبي بلغاء العرب أن يأتوا بسورة واحدة من مثله، ولكنهم فشلوا معلنين قصورهم وعجزهم عن ذلك، بل تحدى الإنس والجن ليأتوا بمثله فقال تعالى: "قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القران لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً".


ويكمن السر في إعجازه بعدة أمور، أبرزها:
   1 - الدرجة العالية من الفصاحة والبلاغة التي يتمتع بها بحيث عجز عن محاكاتها كبار فصحاء العرب.
   2 - الإخبار بالأمور الغيبية، كقصص الماضين، وهي كثيرة في القران، وفيها تفاصيل لا يعرفها أهل الكتاب أنفسهم، وكأنباء الاتين، مثل قوله تعالى: "غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين".


   3 - التشريع الكامل الذي يلبي احتياجات الناس في جميع شؤونهم، والذي يتماشى بعناصره الثابتة والمرنة مع كل الأمم والعصور.
   4 - القدرة على بناء الإنسان، حيث استطاع القران الكريم في فترة قياسية أن يغيّر في عقلية الانسان الجاهلي وأخلاقه وعاداته وتقاليده وأن يصوغ الشخصية الاسلامية وفق إرادة اللّه سبحانه وتعالى.
 
إخبار الأنبياء السابقين عنه:
اخبر الأنبياء الذين سبقوا النبي محمد (ص) كان عيسى بن مريم (ع)، وقد نص القران الكريم على أنه بشَّر بقدوم النبي من بعده، قال تعالى: "وإذ قال عيسى بن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقاً لما بين يدي من التوراة ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد".


ومع أن تحريفات كثيرة أدخلت على الإنجيل، إلا أنه لا يزال يحتفظ ببعض الإشارات التي تبشر بقدوم النبي محمد (ص)، مثل: "ولكني أقول لكم الحق أنه خير لكم أن أنطلق لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزِّي، ولكن إن ذهبت أرسله لكم، ومتى جاء ذلك يبكت العالم على خطية وعلى بر وعلى دينونة".


والتبكيت هو التعنيف والتوبيخ، ولم يأتِ بعد عيسى نبي يقيم الحدود على الخطايا غير النبي محمد، فهو المقصود بكلمة المعزي المتكررة في الاناجيل.


أما إنجيل برنابا فقد صرح باسمه حين قال: "فلما انتصب ادم على قدميه رأى في الهواء كتابة تتألق كالشمس نصها: لا اله الا الله محمد رسول الله. ففتح حينئذٍ ادم فاه وقال: أشكرك أيها الرب إلهي لأنك تفضلت فخلقتني ولكن أضرع إليك أن تنبأني ما معنى هذه الكلمات: محمد رسول الله".
 
العلامات والقرائن:

إن سيرة رسول الله كانت سيرة الأنبياء السابقين من حيث:
   1 - الورع والتقوى والزهد وعدم الاغترار بالدنيا ومباهجها ورفضه العروض السخية التي عرضها عليه مشركو مكة.
   2 - الثقة المطلقة بالله والتضحية بكل شيء وتعريض نفسه الشريفة للخطر مراراً في سبيل إقامة دين الله.
   3 - سيرة أهل بيته وخيرة أصحابه، حيث كانت تمتاز بالتفاني في سبيل الله والاقبال على الطاعات والعبادات وترك الدنيا بما فيها.


كل هذه القرائن لا يمكن أن تجتمع في من يدعي النبوة كذباً، وسيرة الأنبياء الكذبة خير شاهد على ذلك.


ما الدليل على أنه خاتم الأنبياء؟
لقد نص القران الكريم على ذلك في قوله: "ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين".
وقال رسول الله (ص): "أيها الناس إنه لا نبي بعدي ولا سنَّة بعد سنَّتي فمن ادعى ذلك فدعواه وبدعته في النار فاقتلوه، ومن اتبعه فإنه في النار".
وقال لعلي (ع) في غزوة تبوك: "أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي".
 
الخلاصة:
إن محمد بن عبد الله هو خاتم الأنبياء والمرسلين، ومعجزته الكبرى هي القران المجيد الذي تحدى الله به الإنس والجن فعجزوا عن أن يأتوا بمثله فصاحة وبلاغة وعلماً وتشريعاً.
 
 
- للمطالعة


إعجاز القران
عن هشام بن الحكم قال: اجتمع ابن أبي العوجاء وأبو شاكر الديصاني الزنديق وعبد الملك البصيري وابن المقفع عند بيت الله الحرام، يستهزؤون بالحاج ويطعنون بالقران.


فقال ابن أبي العوجاء: تعالوا ننقض كل واحد منا ربع القران وميعادنا من قابل في هذا الموضع نجتمع فيه وقد نقضنا القران كله، فإنّ‏ في نقض القران إبطال نبوة محمد، وفي إبطال نبوة محمد إبطال الاسلام وإثبات ما نحن فيه،  فاتفقوا على ذلك وافترقوا، فلما كان من قابل اجتمعوا عند بيت الله الحرام، فقال ابن أبي العوجاء:


أما أنا فمفكر منذ افترقنا في هذه الاية: "فلما استيأسوا منه خلصوا نجيا".


فما أقدر أن أضم اليها في فصاحتها وجميع معانيها شيئاً، فشغلتني الاية عن التفكر فيما سواها.


فقال عبد الملك: وأنا منذ فارقتكم مفكر في هذه الاية: "يا أيُّها الناس ضرب مثل فاستمعوا إنّ الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذباباً ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئاً لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب"، ولم أقدر على الإتيان بمثلها.


فقال أبو شاكر: وأنا منذ فارقتكم مفكر في هذه الاية: "لو كان فيهما الهة إلاّ الله لفسدتا"، ولم أقدر على الأتيان بمثلها.


فقال ابن المقفع: يا قوم إنّ‏َ هذا القران ليس من جنس كلام البشر، وأنا منذ فارقتكم مفكر في هذه الاية: "وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقضي الأمر واستوت على الجودي وقيل بعداً للقوم الظالمين"، لم أبلغ غاية المعرفة بها، ولم أقدر على الإتيان بمثلها.


قال هشام بن الحكم: فبينما هو في ذلك، إذا مر بهم جعفر بن محمّد الصادق (ع) فقال: "قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القران لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً"، فنظر القوم بعضهم إلى بعض وقالوا: لئن كان للإسلام حقيقة لما انتهت أمر وصية محمّد إلا إلى جعفر بن محمد، والله ما رأيناه قط إلاّ هبناه واقشعرت جلودنا لهيبته، ثم تفرقوا مقرين بالعجز.


 
  - أسئلة حول الدرس
1. ما هي الأدلة على نبوة نبيّنا محمد (ص)؟
2. أذكر معاجز القران الكريم؟
3. عرِّف العصمة؟
4. لماذا يجب أن يكون النبي معصوماً؟
 
   - تمارين


== حدِّد الصحيح من الخطأ  :
1. أفعال النبي هي حجة على الناس
2. أقوال النبي هي حجة على الناس
3. الإيمان بالنبي ليس ركناً من أركان الدين
4  معجزة القران هي الفصاحة والبلاغة فقط

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع