أدمى رحيله قلوب محبيه . . فلم يتخلفوا عن إحياء ذكرى رحيله السنوية الأليمة بتاريخها المحفور في ذاكرتهم وهي الــ 28 من أغسطس عام 1985م . . ولم يتخلفوا ولو لعام واحد – حتى في السنوات الصعبة العجاف - . . ورغم مرور 19 عاما ً على رحيل أستاذهم العملاق فهو مازال يعشعش في عقولهم وقلوبهم . .
وتخليدا ً لهذا الرجل الذي ضحى من أجل وطنه وأخذ على عاتقه تربية جيل مؤمن ومرتبط بدينه وقيمه وقضاياه . . لم يألوا أبناؤه وطلابه ومريدوه عن الوفاء له وتخليد ذكراه بشتى الطرق . . وقد كان آخرها مهرجان الرسم على الجدران ( مهرجان الإسكافي ) الذي أقيم في أواسط شهر مايو الفائت . . أيامها تساءل الكثيرون: من هو الإسكافي ؟ ولماذا سمي هذا المهرجان باسمه ؟ بعدها عرفوا أن الأستاذ رمز السنابس وهو أبنها البار الذي لا يفارق مخيلتها . . وإنه رسام وله لوحات لازالت تعرض وله إبداعات في عالم التأليف والكتابة . .
وهذا يجرنا للحديث عن الدور والتحول الروحي الذي أوجده الأستاذ في مجتمعه وتحريكه لأمواج الاندفاع نحو الإسلام في روح أبناء منطقته وكل من عرفه من أبناء المناطق المجاورة وهو عمل ليس بالسهل أو اليسير . . وللأسف فإن أبعاد نظرات ونظريات الأستاذ وآراءه وكتاباته ورسائله لم تزل حتى الآن متناثرة وغير مدوّنة وغير معروفة كما ينبغي . .
ترك الأستاذ بعض الكتب القيمة في البحوث الأخلاقية والاجتماعية وحتى السياسية . . والعديد من الرسائل والخواطر والمذكرات . . وللأسف فإن أغلبها لم ير النور حتى الآن !! رغم مرور عقدين على كتاباته - رحمه الله – مازالت هذه الآثار بين دفتي دفاتره القديمة وأوراقه المبعثرة هنا وهناك . . ومما يؤسف له إن عددا ً من مؤلفاته النفيسة فقدت أثناء تنقلاته من مكان لمكان ومن بلد لآخر - هذا في حياته - .
. أما بعد رحيله فضياعها كان بسبب تناقلها بين الأيدي – النسخة الأصلية – من شخص لثان ٍ لثالث . . دون وجود نسخ احتياطية !!
للأستاذ كتابين مطبوعين فقط . . وهما :
• المراهقة بين المشكلة والحل
• الضياع "مجموعة قصصية"
وهما من نشر وتوزيع المكتبة الوطنية وقد طبعا
عام 1984م . . ولم يتم إعادة طباعتهما – رغم الطلب الكبير عليهما - . . أما بقية
مؤلفاته فهي لم تر النور بعد . . أوردها فيما يلي دون التعرض لتاريخ كتابتها أو
التعريف بها لعدم توفرها . . وهي:
• نفحات من نهج الوصي
• فلسفة الحب في الإسلام
• حقوق العامل في الإسلام
ضافة على المؤلفات العلمية . . لدى الأستاذ عدد من الرسائل التي كان يوجهها للأهل والأصدقاء والمعارف ومدرسي المشروع . . والتي قام – رحمه الله – بكتابتها بخطه الجميل ضمنها بعض الإشارات الأخلاقية والتربوية . . هذا لجانب دروسه ومحاضراته الدينية التي كان يلقيها . . سواء ً في دروس المشروع أو اللـيالي المفتوحة أو الخاصة بالاحتفالات والمناسبات – وبتصوري – يمكن الحصول عليها من بعض
معارفه الذين قد سجلوا وكتبوا ولو بعضا ً من هذه الدروس . . أضف لذلك تحضيرات "مسودة" دروسه ومحاضراته . . ودفاتر مذكراته . . ومقالاته المنشورة . . والخواطر وبعض الأشعار التي كتبها . .
أقف هنا قليلا ً لأوجه الكلام للقائمين على المشروع - الذي أفنى الأستاذ نفسه في خدمته – ولطلابه وأبنائه . . ليلعبوا دورا ً في تبني والتصدي لآثار المرحوم وإحياءها من جديد وحفظ ما يمكن حفظه وتلاحق ما بقي من كتابات . . وهنا لابد أن أشير للدور الذي يمكن أن يساهم فيه موقع المشروع الإلكتروني – يُعمل على افتتاحه - لحفظ آثار الأستاذ وتوصيلها للأجيال كوسيلة من الوسائل . . علما ً بأن القائمين
على الموقع قد خصصوا جنبه خاصة بالمرحوم – لكن مما يؤسف له لا يوجد عمل جاد ومتواصل على الموقع - .
ختاما ً . . ها نحن نكمل 19 عاما ً لرحيله دون طباعة شئ من كتابات الأستاذ . . ! فهل سيأتي يوم لتنظيم آثاره لتجد بعد ذلك طريقها إلى النشر . . ؟ ألا يكفي ما ضاع منها بسبب تغرب الأستاذ – كما ذكرت مسبقا ً – وبسبب تناقلها بين الأيدي . . ؟ هل ننتظر لتضيع البقية الباقية ونكتفي بالبكاء على ضياعها . . ؟ ومن هي الجهة التي ستتحرك على الموضوع ؟ ومن سيمول طباعة الكتب ؟ فلا تبحثوا عما ضاع من كتابات
ولنتلاحق ما بقي على الأقل . . وحتى تخرج – كتابات الأستاذ - من رحم الزمن لترى الحياة . . بل لنرى نحن الحياة من خلال نشرها . . يبقى لكل حادث ٍ حديث .
التعليقات (0)