شارك هذا الموضوع

المفكر المسيحي أنطوني بارا ضيفاً على السنابس لعام 1426هـ / 2005م

أنطواناستضاف مركز السنابس الثقافي مساء الخميس الموافق 31/3/2005 المفكر والأديب المسيحي أنطوني بارا في محاضرة ثقافية بعنوان "الحسين ..فكر وحضارة".


وتناول فيها الأديب السوري المولد قضية الإمام الحسين وأثرها على بشكل عام على التاريخ والثقافة الإسلامية حيث قال "بأن قضية الإمام الحسين لعبت دوراً مهماً في تشكيل وجدان الأمة وصناعة الإنسان في ظل سطوة الظلم وتسلط الحكم على مصالح البشر"، وتطرق الأديب في محاضرته إلى أهداف ثورة الحسين ووضح بأن هذه التضحية التي سحرت النفوس لم تزدها السنون إلا توقداً وما نراه اليوم من شعائر وفعاليات باقية لهو دليل واضح على هذا الأثر. كما قال " بأن ثورة الإمام الحسين هي الأولى في التاريخ الإسلامي والعالمي، لا تقارن بما سبقها أو يليها من الثورات، وأنها لم تكن ثورة استعراض للعضلات وعدة أو عتاد، ولو كانت كذلك لاستعد لها الإمام الحسين أشد الاستعداد، بل كانت ثورة روحية لها معان سامية".


ولم يغفل المفكر في محاضرته عن التطرق إلى دور السيدة زينب "ع" والحرب الإعلامية والنفسية التي خاضتها ضد الطاغية يزيد، وكيف استطاعت بالحجة البالغة أن تؤلب النفوس ضد الطغيان والاستبداد. وقال "بأن ثورة كربلاء بدأها حسيني واستمرارها زينبي".


 كما قال الأديب في مقام آخر "بأن حكمة إلهية كبيرة وراء هذه الثورة وهي أن الله لا يرضي للإنسان أن يعيش بنصف عقيدة أو عقيدة مشوهة، لذا كانت هذه الثورة المباركة لتعد إنسان المستقبل العارف للحق والمميز للفساد في الحكم والطغيان". كما وضح أنه كان يمكن للإمام الحسين أن يجنب نفسه وأهليه القتل والذل بمبايعة يزيد ومسايرة الحكم، ولكن كانت ثورة الحسين امتداداً للحق الذي دعا إليه أبوه الإمام علي "ع".


وبعد أن ألقى الكاتب والمفكر المسيحي محاضرته أجاب على استفسارات الحاضرين حيث تناولت موضوعات عدة حول أثر أهل البيت على الثقافة المسيحية، وحول مدى تقارب الفكرين المسيحي والإسلامي إضافة إلى أثر تجربة الكاتب في خوض مواضيع تمس الإسلام وأهل البيت.


وأجاب خلالها الأستاذ أنطوني بارا بأنه يفخر وأمثاله من المسيحيين الذين يتناولون هذا الموضوع كأمثال بولس سلامة وجورج جرداق وأنه يعتبر نفسه مسلماً من الدين الواحد الذي دعا إليه كل الأنبياء . وأن ثورة الحسين لم تلهم المسيحية فقط بل ألهمت حتى اليهود والهندوس مثل غاندي.


كما تطرق أيضاً في المناقشة إلى قضية ظهور الدجال ونزول نبي الله عيسى "ع" ولقائه بالإمام المهدي وأن هذا الموضوع معروف في الإنجيل باسم المجيء الثاني.


أما حول تجربته الشخصية فقال أنه تعرض للكثير من المضايقات بسبب خوضه هذا الموضوع من عدة جهات شيعية وسنية ومسيحية أيضاً، ولكن ذلك لم يثنه عن متابعة طريقه إيماناً منه بحرية كلمة الكاتب وصولاً إلى الأهداف التي يصبو إليها، كما قال بأنه يعكف حالياً على تأليف كتاب حول السيدة زينب "ع" إضافة إلى مجموعة كتبه التي ألفها في هذا السياق.


وفي ختام المحاضرة، قام رئيس مجلس إدارة مركز السنابس الثقافي بتقديم هدية تذكارية للضيف العزيز تعبيراً عن الشكر والعرفان على قبول هذه الدعوة.


كما خرج الضيف العزيز متفقداً المنطقة حيث التقى ببعض شباب القرية من شعراء ورواديد وفنانين وتعرف على الفعاليات التي تقام في المنطقة. كما زار خلال هذه الجولة مأتم السنابس واطلع على مجسم قصة الراهب والإمام الحسين.


وفي نهاية الجولة، أبدى الأديب والمفكر أنطوني بارا إعجابه للإمكانيات والطاقات الشبابية في القرية وامتدح الأعمال التطوعية التي يقدمونها عطاء منهم عقيدة بالحسين، كما أشار بأن هذه زيارته الثالثة للبحرين وأنه اطلع في هذه الزيارة على الشعائر الحسينية التي وصفها بالشيء الجميل والمهيب التي لم يشاهد مثيلاً لها في دول أخرى، وأبدى الأديب في ختام حديثه استعداده لزيارة البحرين مرة وأخرى المشاركة في فعاليات الاحتفال بمولد الإمام الحسين إن أمكن، شاكراً للجميع حسن الضيافة والوفادة.


ويذكر أن المفكر المسيحي أنطوني بارا يزور البحرين للمشاركة في مهرجان "صرخة الحسين في القدس" الذي تنظمه قرية القدم.

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع