مقدمة:
إن الإمام الراحل (رض) عندما أطلق كملته الشهيرة:" كل مالدينا من عاشوراء" ، إن ما أراد أن يشير إلى أن هذا الإسلام المحمدي الأصيل ماكان له أن يستمر لو لا تلك النهضه الحسينية الباسلة . لقد كاد الإسلام أن يزول، وتمحى آثاره ومعالمه لو لا بركة عاشوراء ودم الحسين (ع) الذي أعاد لهذه الأمة عزتها وكرامتها فحريٌ بنا أن نجعل من عاشوراء تظاهرة إيمانية على مختلف الأصعدة الاجتماعية من أجل صياغة مجتمع إسلامي أصيل .
بطل من كربلاء:
الوقت بعد الظهر حيث الشمس تسطع عمودياً فتحيل الآرض جمراً والوقت أيام الصيف وأبو الفضل بذل الجهود قبل قليل حتى وصل إلى الشريعة تجمعت هذه العوامل كلها لتشكيل حاجة أساسية لدى أبي الفضل لكي يشرب الماء...يضاف إليها أن وصوله للمشرعة ليس إلا الخطوة الأولى إذ أنه لا بد أن يملأ القربة ويعود ثانية ليوصلها إلى الخيام ولذلك فهو يحتاج إلى جهد أكبر من السابق وشربة من الماء يمكن أن تخفف عن هذا التعب وتجعله أقدر على القتال.
وبحركة لا شعورية كما يصنع العطشان عادة، مد يده إلى الماء البارد واغترف غرفة بكلي كفيه وأدناها إلى فمه ليشرب ودمعت عيناه وعاد إلى ذاكرته شريط الأعين العاطشة والشفاه الذابلة في مخيم الحسين عطش الإمام الحسين عليه السلام و سكينة تلك التي تترقب على باب المخيم عودة عمها وقد وعدها بالماء وألقى الماء من يده ، نعم ألقى الماء من يده ، لو أن الإيثار أراد أن يتجسد في صورة لما لقي أبلغ من صورة يدي أبي الفضل وهما يرتخيان ليعود الماء ثانية إلى مجراه لو أن الوفاء ركز أبعاده في شخص لما كان غير أبي الفضل.
ألقى الماء من يده وتمثل بقوله :
يا نفس من بعد الحسين هوني
وبعده لا كان أن تكوني
هذا حسين وارد المنون
وتشربين بارد المعين
تالله ماهذا فعال ديني
ثقافة عاشوراء:
نتائج الثورة
قد استطاعت مدرسة أهل البيت عليهم السلام من خلال نهضة سيد الشهداء عليه السلام أن تحقق النتائج التالية :
الأول : تثبيت الاعتقاد بعدم شرعية الظلمة والمنحرفين ، وقد كان الطواغيت يستمدون شرعيتهم المكذوبة من وعاظهم و فقائهم .
ولكن بعد مواجهة الإمام الحسين عليه السلام الذي نزلت فيه آية التطهير و الذي به الرسول الأعظم نصارى نجران والذي كان من الثقلين إلى جانت القرآن الكريم وسيد شباب أهل الجنة وسبط رسول الله (ص) فقد آثر ذلك في إضعاف ما أرادوه..
الثاني: تثبيت مفهوم الإمامة والخلافة بممعناه الصحيح وبحسب أسسه القرآنية .
الثالث: ثتبيت فقه ومفهوم المقاومة والمواجهة لشتى مظاهر الضلال والفساد
الرابع : ضرب أطروحات التخاذل والانهزام وتثبيت مبدأ عدم التعايش مع الباطل والانحراف.
الخامس : حفظ عقائدية المنهج الذي تسير علهي مدرسة أهل البيت عليهم السلام من خلال رفض المنهج المنحرف الذي كان يزيد يمثل محوره الأساسي وذلك لأنه طرح بصفته المتصدي لخلافة رسول الله وأنه امتداد لقيادته المباركة
السادس : كشفت حادثة كربلاء عن حقيقة موقف الأمويين من الإسلام والمبادئ والقيم الإسلامية خصوصاً بعد انتشار تفاصيل تلك الأحداث المؤلمة بحق أهل بيت الرسالة بين الناس
حدث اليوم:
السادس من محرم
وفيه: كلّم الله تبارك وتعالى نبيّه موسى بن عمران عليه السلام على الطور .
وفيه: أوكل عمر بن سعد لعمرو بن الحجاج حراسة نهر العلقمي لمنع الإمام الحسين عليه السلام من الوصول الى الماء .
وفيه: من سنة 1370 هـ توفي العالم الخبير الشيخ جعفر ابن الحاج محمد بن عبد الله النقدي ، وكان في الأدباء المتبحرين
لغة الدم:
هذا المراقُ على حبيبات الثرى
ما كانَ إلا فجرَكَ الموعودا
أنظرْ أغيرَ الصمتِ ينتعلُ الدجى
ويسوقُ في المسرى ليالٍ سودا
هلْ غير صوتكَ خلفَ جدران ِ الأسى
وحجارها المتوشحات جمودا
حتى إذا ازدحمَ الظلامُ بجحفل ٍ
برقت به شفراتـُهنَّ رعودا
أطلعت فجرَكَ ضاحكاً فإذا هوَ
القدَرَ الذي منحَ الوجودَ وجودَا
أكبرت قبضتكَ التي اشتجرتْ بها
الأنصال تنثرُ للقاة ورود ا
وجبينـُكَ الدامي يضييءُ فجاجَهمْ
مهما أطالوا نحوه التسديدا
وشفاهُـكَ المتفطراتُ من الظما
تهبُ الحياة َ طراوةً ونشيدا
من أنت ؟ هل وهْجُ السماء ِ على الثرى
تزدادُ بالحرمان ِ دوماً جوداً
أم أنت مهجتها وصفوةُ خلقـَها
فبقيتَ دوماً حبلها الممدودا
لك أخي الحسيني:
خلال هذه الفترة الحرجة التي تمر على مجتمعنا والتي نلحظ انعكاساتها على الشباب. حيث التخلي عن القيم الدينية والاجتماعية والأخلاقية، لابدّ لنا من استغلال مناسبة ذكرى شهادة الإمام الحسين للتأكيد على مجموعة الملاحظات التالية:
الأولى: ضرورة تفعيل نهضة الحسين في نفوس الشباب .
الثانية: عرض أدوار الشباب في نهضة الحسين وموقف البطولة التي وقفها يوم كربلاء.
الثالثة: التأكيد على حاجة المجتمع لفاعلية الشباب، وأن حياة المجتمع ونهوضه يعتمد عليه.
الرابعة: استلهام مجموعة القيم الأخلاقية والدينية والاجتماعية من نهضة الإمام
وصايا:
إن المعزي في هذه المواسم بالدرجة الأولى وهو بقية الماضين منهم ألا وهو صاحب الأمر (عج) فحاول استحضار درجة الألم الذي يتعصر قلبه الشريف وذلك بأنه الخبير بما جرى على جده الحسين في واقعة الطف إذ أن ماوصل إلينا رغم فداحته لا يمثل إلا القليل بالنسبة إلى ما جرى على آل الله تعالى..
من فقه عاشوراء:
بعض الناس في اليوم العشرين من شهر صفر أو اليوم العاشر من المحرم وفي أثناء المواكب يحملون معهم صوراً مجسمة تمثل مثلاً الرضيع وهو مذبوح من الوريد إلى الوريد أو رأس الإمام الحسين (ع) محمولاً على الرمح كل ذلك تصويراً للموقف ومنهم من يتمثل بشخصية شمر بن ذي الجوشن أو حرملة بن كاهل أو عمر بن سعد عليهم اللعنة الدائمة…فماذا تقولون؟
لا بأس بكل ذلك في نفسه إلا إذا استلزم الهتك أو المحرم الآخر فعندئذ لا يجوز. والله العالم. من كتاب المسائل الشرعية، الجزء الثاني - السيد الخوئي
التعليقات (0)