1. مقدمة:

الأصالة التي تشق دياجير الزمن المنحرف بإرادة الحسين إنها الإسلام الغريب يوم فتح الرسول مكة وأقام دولته في المدينة..إنها كربلاء الصامدة التي انطلقت من قبر الرسول (ص) إلى قبر الحسين عليه السلام فكان إمتداد النبوة بالإمامة سجلاً حافلاً بالتضحيات.

2. ثقافة عاشوراء:

سر خلود عاشوراء
واقعة كربلاء لا تضاهيها أيه واقعة أخرى في خلودها وبقائها حية في الأذهان وفي مدى شمولها واتساعها الزماني ولم يبق تيار متلاطم على مدى التاريخ مثل عاشوراء وسر ذلك يكمن في جملة من القضايا منها :

إلهية العمل : فالعمل الذي أقدم عليه الإمام الحسين عليه السلام وأدى إلى استشهاده كانت دوافعه والنوايا الكامنة وراءه الله وفي سبيل الله. وكل ماكان الله يكتب له الخلود والبقاء فنور الله لا ينطفئ والجهاد في سيل الحق يبقى ممتداً على الدوام والقيام في سبيل الله لا تنسى وقائعه ولا ينطفئ نوره لأن صبغته إلهية ونوره رباني..

دور سبايا أهل البيت في كشف الحقائق: كل ثورة تستلزم ساعداً ولساناً دماً ورسالة عملاً وإعلاماً.وخطب زينب والسجاد عليهما السلام والبقية الباقية من واقعة كربلاء أثناء سبيهم كان لها دور مهم في فضح حقيقة العدة وإفشال إعلامه الكاذب وتوعية الناس على حقيقة الثورة وماهية شخصيته أبي عبدالله عليه السلام وشهداء الطف..وهذا ماجعل الأمويين عاجزين عن إسدال الستار على جرائمهم أو محوها من الأذهان..

الإحياء والذكر: وردت في وصايا أهل البيت تأكيدات كثيرة بالبكاء على الحسين وعلى شهداء كربلاء وأن يكثروا من النياح وقراءة الأشعار والمراثي والعزاء وأن يذهبوا لزيارة مرقد الحسين عليه السلام والسجود على تربته وهذا كله أدى إلى بقاء مدرسة الطف وواقعة كربلاء ومظلومية الحسين حية في الأذهان وباقية على الدوام..إذن فالذكر والبكاء والعزاء والمراثي لها دورٌ مهم في تخليد ملحمة الطف..

كيفية الواقعة: إن واقعة عاشوراء بذاتها وماحصل فيها من تضحيات والفداء بأقصى وأمثل مايمكن وذروة العنف والقسوة التي مارسها جيش الكوفة ضد سيد الشهداءئ عليه السلام وغاية الغربة والمظلومية والعطش الذي تحمله كل هذا جعل تلك الواقعة الفريدة خالدة على مر العصور...

سيطول بعدي يا سكين فاعلمي
منك البكاء إذا الحمام دهاني
لا تحرقي قلبي بدمعك حسرة
مادام مني الروح في جسماني
فإذا قُتلت فأنت أولى بالذي
تأتينه ياخيرة النسوان

توفيت في عهد هشام بن عبدالملك عن سبعين سنة وقبرها في المدينة لو شاء الحسين (ع) أن يعتذر عن الجهاد، لوجد كل الأعذار التي يتوسل ببعضها الناس للتقاعس عنه، وجدها مجتمعة، لكنه رأى الموت له عادة وكرامته من الله الشهادة. فأعلن الجهاد، وكان ذلك من أعظم إنجازاته.

4. لك أختي الزينبية:
هناك مجموعة من الأدوار التي تتحملها المرأة، وهي تكشف عن الدور الحركي الذي تمارسه تجاه النهضة الإسلامية التي قام بها الإمام الحسين .
من هذه الأمور :-

1) الحضور والمشاهدة:
وذلك من أجل التفاعل الصادق والهادف مع الحدث التأريخي، لتعيشه وتعاينه بكل مشاعرها وأحاسيسها. برغم ما فيه من مأساوية حيث تفقد في ذلك الحدث العظيم الارتباطات المهمة في حياتها من أجل الهدف المقدس( تفقد إخوتها وأولادها وزوجها..)

2) الأدوار الإعلامية:
حتى تحقق النهضة أهدافها لابدّ من الحركة الإعلامية الهادفة التي تفاعلت مع الحدث لتنقله بصدق وأمانة.
إن هذا التفاعل مع أحداث كربلاء أدى إلى قيام المرأة بدورها الحركي الذي يتمثل في الإعلام للنهضة الإسلامية عبر كشف ما يلي :-
أ- توجيه عاطفة المرأة في العمل الإعلامي .
ب- أن العدو لا يعمل على تصفية المرأة - غالباً- مما يمكنها من القيام بأدوارها.
ج- تعرض المرأة للمعاملة اللاإنسانية خلال المعركة وفترة الأسر .

كل ذلك يؤدي إلى إعلام للنهضة الإسلامية، وفضح مواقف النظام، والكشف عن مدى شراسته وابتعاده عن الدين .

الخامس من محرم
وفيه: عبر كليم الله موسى بن عمران عليه السلام البحر لمّا انفلق له واُغرق فرعون وجنوده .
وفيه: من سنة 1310 هـ توفي العالم الجليل الشيخ أحمد بن علي أكبر المراغي ، توفي بالوباء الذي حلّ بأهالي النجف..

مجالس ذكر الحسين عليه السلام إنما هي في واقعها ذكر لله تعالى فإنما اكتسب الخلود لأنه حقق أعلى صور العبودية لرب العالمين وهي الفداء بالنفس وعليه فلا بد من توقير تلك المجالس بالدخول فيها بالتسمية والطهور واستحضارها كجامعة من أعرق الجامعات الإسلامية التي تضم في صفوفها مختلف الطبقات الاجتماعية وهذا أيضاً من أسباب التفوق العلمي في القاعدة الشعبية للموالين نسبة إلى غيرهم وذلك لتعرضهم لهذا الإشعاع النوري من نعومة أظفارهم..

6. لغة الدم:
أنا الحسين بن علي ..
أنا الشهيد بن الشهيد ..
سليل محمدي ..
هاشمي فاطمي ..
جسدي على الثرى مسجى..
و نور عيني فوق الرمال تترجى ..
لاحت في غبرا الصحاري جنود الأعادي ..
و في الخيام نحيب و عويل و عليل ينادي ..
قتلوا حبيبا و قاسما و مسلما و أولاده ..
و في نهج الطريق العباس و الرضيع و أخوه الأكبر ..
فهذا ركب أمتي يصول ...
و المنايا حول ركبهم تجول ..
من ذا يلبي نداء ابن حيدرا..
من ذا يلبي الصريع في نينوى ..
من ذا يلبي صرخة وحيد بلا نصير ..
من ذا يلبي صرخة الحسين القتيل ...
من ذا يلبي في زمان الزمهرير ..
في زمان الظلم و الجور و القتل الكثير ..
فيا فاضل طينتنا ..
و يا موالين لآل بيتنا ...
اندبوني و اذكروني في مجالسكم ...
و انسجوا ذكري و عزائي في مآتمكم ..
استلهموا النور و الروح من مشهدي ...
و الصبر و السلوان و العزا من مرقدي ..

7. من فقه عاشوراء:
هناك من يعقد الخيوط وقطع القماش على الحسينية أو العلم المنصوب فيها و هناك من يبدي استعداده لشرائها طلباً للبركة والاستشفاء هل يجوز بيعها وصرف ثمنها في ترميم الحسينية وشئون مراسم العزاء الحسيني؟

إذا لم تكن موضوع حاجة في مراسم العزاء وكانت زائدة على المتعارف فيمكن بيعها وصرف ثمنها في مراسم العزاء وشئون الحسينيات والأفضل هو الترخص والاستئذان من المتبرعين أما المشتري فله حرية التصرف فيما ابتاعه.

8. أقوال :

الإمام الحسين عليه السلام يطلب نصرة حقيقة لا شكلية ورب رافع راية نصرة للإمام الحسين عليه السلام شكلاً هو عدو له من حيث النتيجة..فمطلوب للذين يريدون ود الإمام الحسين ونصرته أن تكون خطواتهم دائماً متزنة وأن تكون أفعالهم دائماً مدروسة وأن تأتي مطابقة للحكم الشرعي..

الشيخ عيسى قاسم

مجالس ذكر الحسين عليه السلام إنما هي في واقعها ذكر لله تعالى فإنما اكتسب الخلود لأنه حقق أعلى صور العبودية لرب العالمين وهي الفداء بالنفس وعليه فلا بد من توقير تلك المجالس بالدخول فيها بالتسمية والطهور واستحضارها كجامعة من أعرق الجامعات الإسلامية التي تضم في صفوفها مختلف الطبقات الاجتماعية وهذا أيضاً من أسباب التفوق العلمي في القاعدة الشعبية للموالين نسبة إلى غيرهم وذلك لتعرضهم لهذا الإشعاع النوري من نعومة أظفارهم..

سماحة العلامة الشيخ عيسى أحمد قاسم

غذا نلتقى مع العدد السادس