1. قطوف كربلائية
يجب التعرّف على ماهية كربلاء في سبيل الحفاظ على هويّتها وأهدافها. ويمكن التعرف على ماهية هذه الثورة من المصادر الموثوقة التالية:
أ-خطب الإمام وأهل بيته التي ألقاها في مكّة وفي الطريق بين الحجاز والعراق، وفي كربلاء، ومن بعده في الكوفة والشام والمدينة.
ب- أجوبة الإمام الحسين وردوده على نصائح وأسئلة واقتراحات بعض الشخصيات آنذاك طوال مرحلة الثورة.
ج-الرجز الذي أنشده الإمام وأنصاره يوم عاشوراء في مواجهة العدو، وكله مدوّن في المصادر المعتبرة.
د-الرسائل والكتب المتبادلة بين الإمام وأهالي الكوفة والبصرة، وكذلك الكتب المتبادلة بين يزيد وابن زياد، وبين ابن زياد وعمر بن سعد، وابن زياد ووالي المدينة.
يمكن معرفة أهداف وماهية وآراء الطرفين من مجموع هذه المصادر والوثائق المكتوبة والموجودة. ويمكن القول في الوقت نفسه أن لثورة الحسين أربعة أبعاد تتمثّل في: الهدم، والبناء، والتجديد، والإبداع. وهو ما يمكن بيانه في ما يلي:
الهدم : هدم الصرح أو البناء الذي أتاح للأمويين ارتكاب المظالم باسم الدين، وجعلهم يستغّلون منصب الخلافة لتشييد قصور لهموهم وفسقهم على جماجم الأحرار والمساكين، والقضاء على كل صوت حرّ. لقد حطّمت ثورة كربلاء صرح الظلم واستغفال الناس، وزعزعت أركانه.
البناء : ومعناه بثّ روح المروءة واليقظة في جسد المجتمع الإسلامي وتربية جيل مؤمن يحبّ الشهادة ويناهض السلطة الظالمة. والدليل على ذلك هو الحركات الثورية التي انبثقت في أعقاب واقعة عاشوراء.
التجديد : بعثت ثورة الحسين من جديد جميع القيم والمفاهيم الدينية التي طمست وطواها النسيان بفعل المؤامرات والخطط المدروسة التي وضعها بنو أمية. وأعيد إلى الواجهة رأي الدين في الحكومة والحاكم وبيت المال وحقوق الأمة. وسرت في بناء الإيمان والعقيدة روح جديدة، وقضى على التحريف، وغدت النفوس الذليلة عزيزة وقادرة على الوقوف بوجه الطاغوت، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
الإبداع : حيث ظهرت أمام البشرية نماذج حيّة وكبرى وشجاعة وأصبحت شوكة في عيون الجائرين المعتدين على حقوق المساكين. وأوجدت نهجاً تحررّياً مشبعاً بروح التقوى والإخلاص. وظل على مدى التاريخ سبباً في سلب النوم من عيون الجبابرة والمتكبرين يقض مضاجعهم على الدوام. وقد ظهر هذا النهج عبر إيجاد هوية إنسانية وإسلامية جديدة في المجتمع، حيث قدم الحسين عليه السلام درساً في الحريّة والمروءة حتّى لغير المسلمين.
تتخلّص ماهية ثورة الطف في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإحياء سنّة الرسول صلّى الله عليه وآله وسلم، وإنقاذ الناس من الظلالة والجهالة كما نقرأ في زيارة الحسين عليه السلام: "وبذل مهجته فيك حتّى استنفذ عبادك من الجهالة وحيرة الضلالة"(مفاتيح الجنان:448) وكان بلوغ مثل هذا الهدف يستلزم بذل الدماء، وهو ما تحقق في عاشوراء. وكان "تفسير" ذلك الدم، وفضح سلوك الظالمين يستلزم عملاً كبيراً، وهو ما اضطلع به السبايا من أهل البيت عليهم السلام.
إن الدماء التي أُريقت في كربلاء كانت تنطوي على نداء الثورة والحرية، وقد تجلي المضمون بكل وضوح في قصيدة حسين الأعظمي التي يقول فيها:
شهيد العلى ما أنت ميت وإنما
يموت الذي يبلى وليس له ذكرُ
وما دمـك المسفوك إلاّ قيامـه
لها كلّ عام يوم عاشوراء حشرُ
وما دمـك المسـفوك إلاّ رسالة
مخلّدة لم يخل من ذكرها عصرُ
وما دمك المسـفوك إلاّ تحـرّر
لدنياً طغت فيها الخديعة والمكرُ
وهـدم لبنيـان على الظلم قـائم
بناه الهوى والكيد والحقد والغدرُ
2. فبسات فقهية
السؤال: ألا يكره للمصلي لبس السواد ، كيف نجمع بين هذا الحكم الشرعي وبين استحباب لبس السواد عزاءً على الحسين (ع) ؟
الجواب : إن لبس السواد من إمارات العزاء على سيد الشهداء (ع) ، وحيث أن شعائر عزاء الحسين (ع) هي في قمة الرجحان الشرعي وأعلى مراتبه ، فتسقط كراهة الصلاة في الثوب الأسود إذا كان ارتداؤه في عزاء سيد الشهداء (ع) .
استفتاءات حول الشعائر الحسينية-الشيخ اللنكراني.
3. رجال فازوا مع الحسين (ع)
"والله لا نفارقك ولكن أنفسنا لك الفداء نقيك بنحورنا وجباهنا وأيدينا فإذا نحن قـُتلنا كنا وفينا و قضينا ما علينا"
هذا الشهيد هو :
جَبَلة بن عليّ، من شيبان من العدنانيّة عرب الشمال. كان رجلاً شجاعاً من شجعان الكوفة.. شهد صِفّين مع أمير المؤمنين عليٍّ عليه السّلام، وقام مع مسلم بن عقيل رضوان الله عليه أوّلاً، ثمّ جاء إلى الإمام الحسين عليه السّلام ملتحقاً به ثانياً. وقد ذكَرَه بالمدح والثناء جملةُ أهل السِّير..
الحملة الأولى
خَطَب الإمامُ الحسين عليه السّلام خُطبتَه الأولى في ساحة الطفّ يوم عاشوراء، فعارضه شمرُ بن ذي الجَوشَن بكلامٍ بذيء مترشّحٍ عن نفسه الخبيثة الوضيعة، وعارضه عمر بن سعد بأنْ زَحَف بعسكره نحوه.
وهنا قام جَبَلةُ بن عليٍّ الشَّيبانيّ في جملة الأصحاب الغَيارى؛ ليدافع عن الحقّ ويُلبّيَ نداءَ إمامه سيّد شباب أهل الجنة أبي عبدالله الحسين سلام الله عليه.. قام ليشترك في الحملة الأولى.
حَمَل أصحابُ الإمام الحسين عليه السّلام حملةً واحدة ـ على قلّتهم وما أصابهم من السهام ـ واقتَتَلوا ساعةً مِن النهار، فما انجلت غُبرةُ هذه المعركة إلاّ عن خمسين شهيداً بين يَدَي سيّد الشهداء عليه السّلام وعليهم..
وكان من شهداء هذه الحملة: جَبَلة بن عليٍّ الشيبانيّ، فسلامٌ من الله تعالى عليه في الشهداء..
السلامُ على جَبَلَةَ بنِ عليٍّ الشَّيبانيّ.
4. تقويم الثورة
11 محرم 61 : مسير جيش عمر بن سعد مع سبايا أهل البيت من كربلاء إلى الكوفة ، بعد ان صلى ابن سعد على القتلى من جيشه ودفنهم ، وأركب أهل البيت على الجمال وأخذهم إلى الكوفة .
1 صفر 61 : وصول سبايا أهل البيت إلى دمشق .
20 صفر 61 : عودة ؟أهل البيت من الشام إلى المدينة .
5. من ذاكرة الطف:
بنو أسد
بنو أسد اسم قبيلة من قبائل العرب، من أبناء أسد بن خزيمة بن مدركة. كان لهذه القبيلة شرف دفن الجسد الشريف لسيد الشهداء وأنصاره بعد واقعة الطف عام61 للهجرة. وظهر من هذه القبيلة بعض أصحاب الأئمة، إضافة بعض الشعراء والعلماء وزعماء الامامية. وكانت بعض نساء النبي من هذه القبيلة أيضا. نزحت قبيلة بني أسد في عام 19 للهجرة من الحجاز إلى العراق وسكنت الكوفة والغاضرية من أعمال كربلاء، وتعد هذه القبيلة من قبائل العرب الشجاعة.
عند بناء الكوفة اتخذت هذه القبيلة لنفسها حيا خاصا بها إلى الجنوب من مسجد الكوفة. وفي عام 36 بايعوا عليّاً ووقفوا إلى جانبه في معركة الجمل.
و في واقعة الطف عام61 انقسموا إلى ثلاث فصائل: فصيل ناصر الحسين، وآخر ناوءه وفصيل ثالث وقف على الحياد. وكان من جملة زعمائهم الذين ناصروه: حبيب بن مظاهر، وأنس بن الحرث، ومسلم بن عوسجة، وقيس بن مسهر، وموقع بن ثمامة، وعمرو بن خالد الصيداوي. أما المناوئين له فكان من جملة زعمائهم حرملة بن كاهل الاسدي قاتل الطفل الرضيع.
أما الطائفة الثالثة (المحايدة) فقد مرّت نساؤهم بأرض المعركة وشاهدن أجساد القتلى فذهبن إلى ديارهم وطلبن من الرجال الذهاب لدفن تلك الأجساد. في بداية الأمر حملت الناس المعاول والفؤوس وتوجهن إلى كربلاء. وبعد فترة صحت ضمائر الرجال وعادوا إلى رشدهم فساروا في أعقاب النساء ودفنوا جسد الإمام وأجساد أصحابه. فكانت هذه التضحية سببا لشهرتهم، وصار الشيعة من بعد ذلك ينظرون إليهم بعين الاحترام والمحبة>
6. وجه من القافلة:
قافلة انطلقت من مبدأ العزّة والكرامة وسارت نحو مقصد الشهادة
أبو بكر بن الإمام الحسن عليه السّلام
أبوه: غنيٌّ عن التعريف، فهو الحسن الزكيّ المجتبى ريحانة رسول الله صلّى الله وآله، وسيّد شباب أهل الجنّة، وأحدُ خمسة أهل البيت الذين أذهبَ اللهُ عنهم الرجسَ وطهّرَهم تطهيراً، وأحدُ أصحاب الكساء..
الأفق الأسمى
أيُّ أُفقٍ ذاك الذي يُحلّق فيه المؤمن حين يُوفَّق أن يوالي وليَّ الله وحجّته وإمامَ حقّ كالحسين سيّد شباب أهل الجنّة صلوات الله عليه، ويُؤازره ويناصره على أعدائه، ويخرج مجاهداً في سبيل الله بين يديه يطلب مرضاة ربِّه ونوال الوسام الإلهيّ بالشهادة المُثْلى!
كما برز أبو بكر بن الحسن المجتبى صلوات الله عليه إلى ساحة الجهاد الحقّ، مدافعاً عن حريم الإسلام، وعن حرمة الإمامة.. فقاتل قتال الأبطال، وقَتَلَ مَن قَتل حتّى قُتِل شهيداً مُحتسِباً ..
السلام على أبي بكرِ بنِ الحسن بن عليٍّ الزَّكيِّ الوَليّ، المَرْميِّ بالسَّهْمِ الرَّدِيّ، لعَنَ اللهُ قاتِلَه عبدَاللهِ بنَ عُقْبةَ الغَنَوِيّ
7. الزيارة:
السلام عليك يا وارث آدم صفي الله السلام عليك يا وارث نوح نبي الله السلام عليك ياوارث إبراهيم خليل الله السلام عليك يا وارث موسى كليم الله السلام عليك يا وارث عيسى روح الله السلام عليك يا وارث محمد حبيب الله السلام عليك يا وارث أمير المؤمنين ولي الله السلام عليك يابن محمد المصطفى السلام عليك يابن علي المرتضى السلام عليك يابن فاطمة الزهراء السلام عليك يابن خديجة الكبرى السلام عليك ياثار الله وابن ثاره والوتر الموتور أشهد أنك قد أقمت الصلاة وآتيت الزكاة وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر وأطعت الله ورسوله حتى أتاك اليقين فلعن الله أمة قتلتك ولعن الله أمة ظلمتك ولعن الله أمة سمعت بذلك فرضيت به يا مولاي يا أبا عبد الله أشهد أنك كنت نوراً في الأصلاب الشامخة والأرحام المطهرة لم تنجسك الجاهلية بأنجاسها ولم تلبسك من مدلهمات ثيابها وأشهد أنك من دعائم الدين وأركان المؤمنين وأشهد أنك الإمام البر التقي الرضي الزكي الهادي المهدي وأشهد أن الأئمة من ولدك كلمة التقوى وأعلام الهدى والعروة الوثقى والحجة على أهل الدنيا وأشهد الله وملاغئكته وأنبيائه ورسله أني بكم مؤن وبإيابكم موقن بشرايع ديني وخواتيم عملي وقلبي لقلبكم سلم وأمري لأمركم متبع صلوات الله عليكم وعلى أرواحكم وعلى أجسادكم وعلى أجسامكم وعلى شاهدكم وعلى غائبكم وعلى ظاهركم وعلى باطنكم بأبي أنت وأمي يابن رسول الله لقد عظمت الرزية وجلت المصيبة بك علينا وعلى جميع أهل السماوات والأرض فلعن الله أمة أسرجت وألجمت وتهيأت وتنقبت لقتالك يامولاي يا أبا عبد الله قصدت حرمك وأتيت إلى مشهدك أسأل الله بالشأن الذي لك عنده وبالمحل الذي لك لديه أن يصلي على محمد وآل محمد وأن يجعلني معكم في الدنيا والآخرة
التعليقات (0)