تحدث الشيخ عبدالله الديهي عن الكلمات التي جاءت في دعاء الندبة التي تقول "وسد الابواب إلا بابه وحل لمسجده ما حل له" ، ومصدر هذه الجملة أن الله عز وجل أوحى لنبيه (ص): (أن العلي الأعلى يبلغك السلام ويخصك بالتحية والإكرام ، سد كل الأبواب إلا باب علي) كما سردها الشيخ الديهي ، ثم بين أن هذه الفضيلة تختص بعلي عليه السلام وأن سيتعرض لها من ثلاث جوانب وهي أولاً شهرتها بين المسلمين ، ودلالات هذه الفضيلة ثانياً ، وقيمة هذا الباب ثالثاً.
في الجانب الأول قال الشيخ أن هذه الفضيلة مشهورة عند كل رواة المسلمين ، بحيث روى هذه الرواية ثلاثين صحابياً ، بعدها ذكر الشيخ تفصيل الحادثة حيث أنه لما أتى النبي (ص) للمدينة قام بالمؤاخاة بين المهاجرين والانصار وبناء المسجد النبوي. فبعض المهاجرين أقاموا مع الأنصار إلا أن بعضهم قاموا ببناء بيوت حول المسجد وفتحوا لهم أبواباً تدخلهم للمسجد ، وكان بعض الصحابة يبات في المسجد ويحتلم مما يدنس طهارة المسجد ، فنزل جبرئيل بأمر من الله عز وجل ليقوم بإغلاق كل الأبواب إلا باب علي عليه السلام ، وعليه استدعى النبي (ص) الصحابة وأمرهم بإغلاق أبوابهم ، فلم يعارض ذلك أبو بكر ولا عمر ولا عثمان. أنا العباس عم النبي فقد أقبل باكياً للرسول (ص) فقال له الرسول أن هذا أمر إلهي وكذلك الحمزة. فتم ذلك فأغلقت كل الأبواب ما عدا باب علي عليه السلام وقال له الرسول (ص) "يا علي دع بابك مفتوحا وبت طاهرا مطهرا". مما أثار اللغط عند البعض ، بحيث أن الرسول (ص) يترك باب علي عليه السلام مفتوح لقرابته منه ، فخطب الرسول (ص) فيهم أن هذا أمر إلهي وليس أمره ، فجاء له أبو بكر وقال له افتح لي خوخة (أي فتحة صغيرة لينظر منها داخل المسجد) فرد عليه الرسول (ص) ولا قدر إصبع، فجاءه عمر بنفس الطلب فردخ النبي (ص) بقوله ولا بقدر إبرة. وصرح الشيخ أن هذه الفضيلة تمناها أغلب الصحابة حتى قال عبد الله بن عمر، ثلاث كانت لعلي عليه السلام وددتها لي، إعطاءه الراية يوم خيبر، وتزويج النبي (ص) فاطمة لعلي عليهم السلام ، والثالثة سد الابواب وفتح باب علي عليه السلام . ورغم تمنيه لواحدة من هذه الفضائل إلا أنه لم يبايع علياً عليه السلام يوم مبايعة الناس له بعد وفاة الخليفة الثالث. ولكنها أقدار السياسة جاءت أن لا يبايع رغم اعترافه بأنه أفضل الصحابة.
أما في قيمة فتح الباب فلأنها تعطي علياً عليه السلام عدة فضائل وخصال ، أولا ذلك يعطي علياً ما للرسول (ص) من ظاهر وباطن من طهارة وإيمان وكلاهما واحد. وثانياً هذا يدل على المساواة بين النبي والوصي عليهما السلام "انت مني بمنزلة هارون من موسى إلا انه لا نبي بعدي". وثالثاً يدل فتح الباب لعلي عليه السلام أن علي عليه السلام طاهر ذاتاً كما علي عليه السلام ، وهنا نأتي لإشكالية تقول ، أولا يتنجس الإمام علي عليه السلام بالاحتلام ؟ والإجابة لا فإنه طاهر مطهر ، ويطرأ إشكال آخر إن كان علي عليه السلام لا يتنجس فلم غسل غسل الميت كما غسل النبي (ص) ، والإجابة هنا أن الرسول والإمام علي عليهما السلام إنما غسلوا لإجراء السنة فقط. وأخيراً قال الشيخ الديهي أن البيت الذي فتح بابه على مسجد رسول الله مقدس ولذلك اعتبر كالمساجد ، كما تقول الآية المباركة (في بُيُوتٍ أَذِنَ اللّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوّ وَالاَصَالِ) وقد قال الرسول حين سأله صحابته عن المقصود من البيوت أنها بيوت الأنبياء وأن بيت علي عليه السلام من أفضلها.
التعليقات (0)