بدأ الشيخ عبدالمجيد العصفور بالآية الكريمة (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) وقال أن الإنسان لكي ينطلق في مشروع التنمية الشخصية الخاص به في مشروعه الشخصي الذي لابد له منه (قد أفلح من زكاها) فالفلاح يكون من خلال التنمية الشخصية لذلك فالإنسان يحتاج للتغلب على نوعين من الإصابات ، وهي الإصابات الأخلاقية والإصابات النفسية ، ثم أضاف الشيخ العصفور أن لفظ الإصابة أعم من المرض أو الاضطراب ، والإصابة قد تكون خفيفة أو شديدة قبل أن يطرح أمثلة على الإصابات الأخلاقية والإصابات النفسية ، ففي الإصابات الأخلاقية ذكر أنه كأن يكون الشخص متكبرا على الناس أو يكون بطرا لا يقدر النعمة ، أو يكون الإنسان خجولا إلى آخره من الأخلاقيات التي تقعد بالإنسان وتجعله في نظرة غير مقدرة ومحترمة من الآخرين وتصيبه بخلل في واقعيته وبذلك يصعب عليه تنمية نفسه فقد يصاب بتشويه شخصيته. أما في أمثلة الإصابات النفسية فقد ذكر القلق الزائد ، (إن الإنسان خلق هلوعا) ، وهذا القلق قد يؤدي للغضب والانفعال والاستثارة لأي سبب أو حين يصاب الإنسان بالفوبيا وهو الخوف من شيء لا يخافه عامة الناس ، أو الوسواس القهري أو الاكتئاب ، كل هذه الإصابات يجب علاجها إما يعالجها الشخص بنفسه أو يلجأ لمعالجين . ولم ينس الشيخ عبدالمجيد أن يضرب واقعا من القصص المثالية فضرب مثالا عن غاندي الذي عالج نفسه من مشكلة الخوف من الوقوف أمام الجماهير ، وقد نجح في علاج نفسه بعد أن أقنع عقله الباطن بأنه يستطيع وبأنه لا يخاف وغيرها من الجمل. وأيضا طرح قصة لإحدى النساء التي عالجها الشيخ نفسه يوم أن كان طبيبا نفسيا في الدنمارك وقد عالجها من فوبيا الظلمة ، بعد ذلك قال الشيخ أن القرآن قدم معالجة لكل من يتعرض لمثل هذه الإصابات ، فموضع كل تلك الإصابات هي القلب فقال الله عز وجل (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) ، وقد أيد علماء النفس ما يقوله القرآن حيث قالوا أن القلق هو القاعدة التي تستوي عليها كافة الإصابات النفسية والأخلاقية فإذا ما استطاع الإنسان على قلبه مطمئنا ذلك يسمح له بالتغلب على تلك الإصابات ، وأخيرا قال الشيخ العصفور أنه يجب تعميق الذكر اللفظي والذكر الاعتقادي والقرآن لكي يركز على الذكر فهو يأمر بالصلاة التي تحوي الذكرين اللفظي والاعتقادي وحتى الجسم يتفاعل مع تلك الأذكار فيصبح الجسم مطمئنا وهادئا وساكنا (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ).
التعليقات (0)