شارك هذا الموضوع

الوطن والمواطنة (1)

تطرق الدكتور الشيخ عبدالله إلى موضوع اقترحه أحد الأخوة عليه وهو موضوع الوطن والمواطنة ووعد أن يكون حديثه في الليالي الثلاث القادمة عن نفس الموضوع ، فاستعرض بداية حديث النبي محمد (ص): " حب الوطن من الإيمان ". وقسم الشيخ طرحه في هذه الليلة لأربع نقاط:


أولا: كيف تكونت ولماذا اختلفت الأوطان ؟
قال الشيخ أن الخليقة بدايتها بآدم وحواء ، ثم تكاثرت فأصبحت أسرة وهي أساس المجتمع والمجتمع خلية تكوين الأوطان ، و كان الناس بداة يتنقلون بحثا عن العيش والأمن ، والبلدان تختلف في الجو وخصوبة أراضيها وغيرها مما سبب تعددا في الألوان واللغات ، حتى قال رسول الله (ص) " لا فضل لعربي على أعجمي ولا أبيض على أسود إلا بالتقوى " ، وقال تعالى " ومن آياته اختلاف ألسنتكم وألوانكم " ، وأيضا " يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ".


ثانيا: الوطن عند علماء الاجتماع الساسي
يعتبر: الوطن والمواطن قيمة اجتماعية ، فالإنسان يختلف عن الحيوان بالجانب العقلي ، فهو يعيش بيئة مادية مشتركة بينه وبين الحيوان كالشرب والأكل ، وبيئة اجتماعية
لما خلق الله من عقل وهناك أيضا القيم الإنسانية ، القيم الدينية ، القيم الاقتصادية وتمثل في العمل وبناء الحضارة ، وهناك قيم أخلاقية وقيم المواطنة ، وهي روابط عضوية بين مجموعات بينهم علاقات نفسية أخلاقية أسرية وتبادل منافع.


ثالثا: الوطن عند السياسيين
لا بد لمن يكون مواطنا أن تكون الشروط مطابقة له وهي أربعة كما ذكرها الشيخ : ( مولود في تربة الوطن - أن يكون عارفا باللغة - أن يراعي نظام البلد - أن يقدم مصلحة الوطن على مصالحه الشخصية ) وأعرب الشيخ عن استياءه ممن يعطى الجنسية فيسبب إخلالا بنظام البلد أو عرفه أو يأتي ساعيا لمصلحة شخصية ناسيا مصلحة المواطنين والبلد أو من يجنس لتحقيق مئارب سياسية.


رابعا: الوطن عند الإسلام
المواطنة في الإسلام مبدأ وليس نظرية كما ذكر الشيخ ، مما يعني أنه لا يجوز تجاوزه ومن يتجاوزه يعتبر ناقضا لمبدأ من مبادئ الإسلام وهو في الإسلام فطري ، فترى الإنسان يحن إلى وطنه ، واستنكر أن يكون الوطن متمثلا في أشخاص تجب موالاتهم ، وحدد الإسلام أمرين يجب توافرهما ليسمى الوطن وطنا ، الأمن والعيش ومتى ما حصر الأمرين في موالاة أشخاص للحصول عليهما فهذا لا يعتبر وطنا صالحا للعيش، وذكر قولا لعلي عليه السلام " خير الأوطان ما جلب الخير والمسرة وشر الأوطان ما لم يأمن في القطان ". ويستوجب الإسلام على المواطنين الحاصلين على حقوقهم أن يحبوا وطنهم بدليل أتى به الشيخ من قول آخر للإمام علي عليه السلام " من كرم المرء ثلاث خصال ، أن يبكي على ما فرط في زمانه ، حفظ قديم إخوانه ، وأن يحن إلى وطنه " . وشدد على أن الإسلام يعتبر أن الوطن له ضريبة وهي الدفاع عنه في وجه كل معتد أثيم وغاز ظالم.

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع