في ليلة السادس عشر من شهر رمضان إبتدأ الشيخ عبدالله الديهي محور حديثه بالآية الكريمة " وهو الذي جعلكم خلائف الأرض ورفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم في ما آتاكم إن ربك سريع العقاب وإنه لغفور رحيم " ، وذكر ان الحديث يتقسم إلى ثلاثة جوانب رئيسية
الجانب الأول : دور الإنسان التحكيمي لشرع الله في الأرض والأمور التي ينبغي لكل إنسان أن يقوم بها ، والمميزات التي تميز هذا الدور .
الجانب الثاني : النبي والصلحاء خصوصا أمير المؤمنين كان عندهم ثلاثة أهداف : قصير الأجل ، متوسط الأجل و طويل الأجل .
الجانب الثالث : الإمام الحسن الذي كان خليفة الله في الأرض .
الجانب الأول : الله خلق الإنسان ليكون ممثلا للإرادة الإلهية ، فيجب أن تكون إرادة الإنسان تتوافق مع الإرادة الإلهية وهي أن الله خلق الإنسان و يجب عليه السجود والدليل على ذلك " إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من طين فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين" والتي كانت في مورد آدم ولكنها عامة ولا تخص فقط آدم عليه السلام والذي إستحق هذه المكانة لانهو هو الخليفة الاول و أنه استحق السجود لأنه سوف يخرج من لدنه أشرف الأنبياء محمد صلى الله عليه وآله . النظرة المستقبلية المشتركة ليست لآن دون آن . فيجب أن يكون الخليفة يمتاز بالجد والإجتهاد وهذا يكون بعد إصلاح النفس . و الإستقامة ، و أن يأخذ بنواميس و بقوانين الطبيعة ، . فمقاييس البشر نابعة من الإنسان وهو لا يعرف عواقب الأمور وهو يريد النتيجة العاجلة ويجب أن لا يصاب باليأس فربما تحقيق الهدف يمر به سنوات وسنوات .
الجانب الثاني : يوجد أهداف قصيرة ، متوسطة و بعيدة المدى فما هي الأهداف التي توخاها النبي والإمام علي عليه السلام .
1 - التقوى . . التقوى هي التي تؤهلك على حمل أمانة الله وهي الامانة التي عرضت على الأرض وأبيت أن تحملها ، و كذلك السماء والجبال . من جملة الوظائف الخاصة بالتقوى أن يكون أمينا على مال الله وتوزيعه توزيعا عادلا و ان لا يضيع ثروات الأمة وهي اكبر جريمة . . لماذا التقوى ؟ لأن التقوى هي الباب الذي من خلاله نحقق خلافة الله في الأرض فلا يمكن أن يكون فلانا هو خليفة الله في الأرض وهو خائن أو كاذب او ظالم فاجر.
2 - إستراتيجة إستخلاف أئمة طاهرين وهذا ليست قضية نبوية بل حتى القرآن أشار إليها ، وقد مدح رسول الله ( ص ) الأركان الأربعة وهم أبو ذر الغفاري، وسلمان الفارسي، والمقداد بن عمرو، وعمار بن ياسر .
الجانب الأخير إختصه بالإمام الحسن بمناسبة مولد الإمام الحسن و ذكر عندما كانوا يمدحونه مع النبي قائلين : أبو محمد كان سر جده وأبيه ، والفتى سر أبيه و شابه النبي خَلْقَاً وَخُلُقَاً ، قال النبي " أشبهت خَلْقِي وَخُلُقَي " وبهذا كان رجال التاريخ يقولون : كان النبي أبيض اللون مشربا بحمرة وكان الحسن كذلك ، كان النبي أدعج العينين " واسعتين وكثيرة السود " و تستخدم للرجال - ( حور ) للنساء - والحسن كذلك ، كان سهل الخدين كذلك الحسن ، كان عظيم الكراديس " مجمع العظام " و كذلك الحسن ، كان عليه السلام بهيا مليح حتى قيل انه أجمل من يوسف " عليه السلام " و كذلك الحسن أما الحسين كان أكثر شجاعة وهو وأخوه الحسن عليه السلام الذين ورثا السنة رواية ، ودلالة ، معناً و تطبيقاً و إختتم الحديث بشعر للدكتور الراحل الشيخ أحمد للوائلي :
بـيـن الـنبوّةِ والإمـامة مَـعقِدُ يَـنْـميهِ حـيدرةٌ ويُـنجِبُ أحـمدُ
يَـزدانُ بـالإرثِ الـكريم، فعَزْمةٌ مِـن حـيدرٍ.. ومـن النبوّة سُؤدَدُ
التعليقات (0)