استمرت حلقات موضوع " إلا المودة في القربى " لليلة الثالثة على التوالي ، فدار الحديث الليلة حول أدلة تخصيص القربى بأهل البيت عليهم السلام. لكن قبله استكمل الشيخ التفسير الثالث لبعض محققي الشيعة الإمامية من المفسرين حول نقطة هل طلب الرسول أجرا ؟ هؤلاء المحققين يقولون إن مودة أهل البيت هو أجر التبليغ للرسالة والقرآن ، وإنهم مساوون للقرآن الكريم فهم القرآن الناطق فيجب اتباعهم لأنهم من يعرفون الدين ويوضحون كتاب الله. ثن طرح الشيخ جعفر مسألة : ما الدليل على أن المقصود بالمودة الإئتمام وليس الحب مثلا ؟
فأجاب باستعراضه الآية الكريمة " قل ما أسألكم عليه من أجر إلا من شاء أن يتخذ إلا ربه سبيلا " والتي تمثل المعنى الأوضح إلى أن المقصود بالمودة الاتباع من كلمة سبيل. وشدد الشيخ جعفر إلى أن أي أحد عندما يسلم لا بد له من دفع الأجرة وإلا يخسر الآخرة والأجر هو مودة أهل القربى عليهم السلام.
ثم انتقل الشيخ للنقطة المخصصة لهذه الليلة ألا وهي الدليل على أن القربى هم أهل البيت وليس زوجاته وأعمامه وأصحابه ؟ فأجاب على ذلك بثلاثة أدلة:
(1) " قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى " استخدام القرآن لـ "في" الظرفية تدل على أن دائرة القربى واسعة لكن المطلوب من المودة الاتباع بشكل أخص للقربى وليس التعميم.
(2) الإطلاق الأحوالي والأزماني في المودة ، فالله لا يأمرنا باتباع إنسان دون قيد إلا أن يكون معصوما ، كما هو الحال بالنسبة للوالدين مثلا، أمر باتباعهم في ما يقولون إلا في معصية الله ، فهو اتباع مخصوص أما في الآية الكريمة فإن الله يأمر باتباعهم دون قيود.
(3) المعادلة الميزانية ، الله جعل أهل البيت عدل القرآن الكريم ، فنفهم من ذلك أنه ليس كل أقرباء النبي (ص).
وخلاصة الحديث أن آية المودة تثبت لأهل البيت العصمة ، لأنهم يساوون القرآن الذي لا يأتيه باطل من بين يديه ولا من خلفه ، وأيضا أعلمية أهل البيت على كل الناس لأنهم يساوون القرآن الذي هو تبيان لكل شيء ، و تثبت حجيتهم ووجوب اتباعهم لأننا يجب أن نتبع القرآن وهم القرآن الناطق، والأخير الأفضلية على الخلق بعد الرسول لأن القرآن هو الأفضل بعد الرسول . ختاما جاء الشيخ جعفر بحادثة روائية تثبت إلا أن هناك خطة ممنهجة لتعميم معنى القربى.
التعليقات (0)