استكمل الشيخ جعفر الستري ما ابتدأه في الليلة السابقة التابعة للموضوع المتعلق بالآية الكريمة: " قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى " ، واستعرض سريعا مجموعة النقاط التي طرحها في الليلة السابقة فقال : " تقدم الكلام حول الآية في مقدمة مهمة تكشف عن خطورة التعميم المفهومي للمصطلحات القرآنية ، وتوسعة المفهوم ليدخل في المفهوم غير أهل البيت عليهم السلام ، قلنا أننا سنمر بثلاث محطات ، الأولى هي سبب النزول ، وكان هو أن المسلمين جاؤوا بأموال للرسول مقابل مجهوداته التبليغية ، لكنه رفضها وأبدلها بالمودة للقربى. واليوم نستعرض محطتين ، الأولى هل طلب الرسول أجرا على الرسالة ؟ والثانية ما هي الأدلة المقنعة التي لا تجعل مكانا للشك أن القربى هم أهل البيت وسنترك الأخيرة لليلة القادمة "
إجابة السؤال الأول أوقعت الخلاف بين المفسرين فانقسمت آرائهم لثلاث ذكرها الشيخ جعفر بعد أن عدد ملاحظتين مهمتين ، الأولى أن الله عندما تحدث ع مسيرة الأنبياء ذكر قاسما مشتركا بين الأنبياء ، أن جميعهم لم يطلبوا أجرا ، كما في سورة الشعراء الآية التي تكررت ، " وما أسئلكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين " بعد ذكر كل نبي. الملاحظة الثانية تقول أن الله أمر رسوله أن يقتدي بسيرة الأنبياء في خصوص هذا الأمر " أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده قل لا أسئلكم عليكم أجرا إن أجري إلا على رب العالمين ". ثم ذكر الشيخ الستري التفاسير تباعا.
التفسير الأول : الجمهور الأوسع من السنة والجماعة يقولون أنه لم يطلب أجرا والدليل لغوي ، لأن الاستثناء منفصل على حد قولهم ، فيقولون أن المودة ليست أجرا لكن الشيخ يقول إن هذا القول يضعف أهمية المودة وأيضا ورد عليه إشكال ، فالأصل في الاستثناء أن يكون متصل إلا أن يتعذر تسرية الاستثناء المتصل ، فلم تم اعتبار الاستثناء هنا منفصلا ؟! والدليل الآخر القرآن ، القرآن يصرح أن الرسول لم يطلب أجرا كباقي الأنبياء.
التفسير الثاني للشيعة يقولون أن الاستثناء متصل ، والنبي طلب أجرا وهو مودة القربى ، والدليل هو ثلاث آيات " وما أسئلكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين " ، والآية في بداية الحديث ، " ما سألتكم من أجر فهو لكم " ، لكن أيضا وقع عليه إشكال كيف يطلب أجرا والله طلب منه أن لا يطلب كباقي الأنبياء ، وطلب الأجر على التبليغ حرام أيضا، والجواب على الإشكالات أن طالب الأجر هو الله ، " قل ".
أما التفسير الأخير لمحققي الشيعة الذي وعد الشيخ بطرحه الليلة القادمة.
التعليقات (0)