أكمل الشيخ جعفر الستري الموضوع الذي بدأه في الليلة السابقة الذي يتحدث فيه عن صفة " الأمي " التي وصف القرآن بها النبي محمد صلى الله عليه وآله. حيث طرح الرأي الثاني الذي اتخذ الوسطية فقال أن النبي بداية الدعوة لم يعرف القراءة والكتابة لكي لا يرتاب المبطلون في نبوته ، ثم عند استحكامه لمقاليد النبوة ألهمه الله عز وجل القراءة والكتابة. أما الرأي الثالث فهو محل البحث ، أن النبي من أول حياته لنهايتها كان يعلم القراءة والكتابة، وأن الآية في سورة العنكبوت " وما كنت تتلوا من قبل من كتاب ولا تخطه بيمينك " تتحدث بدقة متناهية عن أحوال النبي قبل نزول القرآن ، وهي تنفي صدور الكتابة أو القراءة الفعليين وليس عدم العلم بهما فهو ربما يعرف لكنه لم يفعلها. وهي تتحدث عن الرسول قبل نزول القرآن فالمعنى أنك يا رسول الله لم تمارس القراءة والكتابة قبل نزول القرآن. وطرح الشيخ ستة أدلة تدل على أن الرسول عالم بالقراءة والكتابة .
1) الآية التي وقعت فيها لفظة الأمي سبقها وصفان " الرسول النبي " ، وهما صفتا كمال وعلم ووجود ، فكيف يتبع هذا السياق كلمة تناقض الكلمتين السابقتين ، وإلا لوقعت في آية ثانية لمخالفتها لوحدة السياق المعنوي.
2) التركيبة القرآنية الإعجازية جعلها الله من العظمة والسمو والبلاغة بمكان أنها حتى لو صدرت على لسان شخص يعرف القراءة والكتابة لا يستطيع أن ينسبها له أو لأي جهة بشرية.
3) من أين جئتم بأن مصطلح الأمي هو من لا يقرأ ولا يكتب ؟! القرآن استخدم كلمة الأمي للعرب الذين ليسوا يهودا ولا نصارى.
4) الإمام الصادق : كان من ما من الله عز وجل على رسوله أنه كان يقرأ ولا يكتب ، فلما توجه أبو سفيان إلى أحد العباس بن عبدالمطلب كان في مكة وأرسل رسالة للنبي أن أبو سفيان متوجه للمدينة ، فقرأه الرسول ولم يخبر أصحابه.
5) روايات الإسراء والمعراج ، ومنها : روى ابن حجر عن ابن عباس : لما عرج بي إلى السماء رأيت على باب الجنة مكتوبا ، لا إله إلا الله محمد رسول الله مما يدلل على أنه يقرأ (ص).
6) دليل عرفاني دقيق ، كل صفة كمال يجب أن يثبتها الله إليه ، وثبت أن الرسول هو المظهر الأعلى والأكمل والتجلي الأكبر لجمال وصفات الله وأسمائه لدى فلا يمكن أن تكون صفتي القراءة والكتابة غير موجودين في رسول الله (ص)
التعليقات (0)