في الليلة السابعة من شهر رمضان المبارك طرح الشيخ جعفر الستري الآية الكريمة " الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل " ، ثم قال أن القرآن أسماء وصفات متعددة تشير للذات المحمدية المقدسة التي تبين جوانب متعددة من الجمال والكمال المحمدي ، فتارة يشير إليه بالأسماء وأخرى بالصفات ، ففي مقام الأسماء يسميه ياسين وطه وعبدالله وأحمد ومحمد ، وفي مقام الصفات يسميه خاتم النبيين أو المبشر والبشير و السراج. و كلما كثرت هذه الأسماء والصفات ظهرت قدسية الشخصية. ويتضح من هذه الأسماء والصفات أنها صفات كمال وجلال إلا الصفة التي عرضت في الآية أعلاه ( الأمي ).
وفي هذه الصفة اختلف المفسرون في مفهوما وما تشير إليه فانقسموا إلى أربعة آراء ذكرها الشيخ جعفر ، الأول يقول إن الصفة منصوبة للأم ، والمعنى أنه بقى دون أن يتعلم شيئا بعد خروجه من بطن أمه ، لكنه نفى صحة هذا الأمر لأن العلم الذي يأخذه الرسول (ص) هو علم لدني لا كسبي كما هو حال العامة، أما الثاني فيشبه الأول لكن يزيد عليه أنه لم يكتسب العلم من معلم بشري. والرأي الثالث يشير إلا أن الأمي مشتقة من الأمة ، أي أنه ظهر من الأمة ، والأخير ينسب الصفة لأم القرى مكة.
ذاك هو المحور الأول الذي طرحه الشيخ الستري أما محوره الثاني فكان تساؤلا ، هل النبي لا يعرف القراءة والكتابة فعلا ؟
استعرض الشيخ رأي السنة في قولهم أن النبي لم يكن يعرف القراءة والكتابة لحين مماته ، بأدلة عدة طرحوها لخصها الشيخ في ستة أدلة كالآتي:
1) قصة " وما أنا بقارئ " ، لكن علماؤنا نفوا هذه المسألة جملة وتفصيلا استنكارا منهم على تأويل " ما " بالنافية وليس غيرها.
2) الكتب التأريخية ما ذكرت ما يدلل على أن النبي يقرأ أو يكتب.
3) لو كان النبي يقرأ أو يكتب لاتهموه بكتابة القرآن الكريم.
4) القرآن صرح بذلك " وما كنت تتلوا من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون "
5) القراءة والكتابة هي قناة من قنوات المعرفة وليست منحصرة فيهما ، والنبي لم يكن يحتاجها فلديه الوحي ، لكن هذا الدليل مرفوض أيضا لأنه يعتبر نقصا.
6) مقولة الخليفة الثاني " إن النبي ليهجر " ، لما قال النبي (ص) إئتوني بكتف ودواة أكتب لكم كتابا ، عمر فكر إن النبي يهدي لأنه لا يعرف القراءة والكتابة ويريد الدواة والكتف لكنه نسي مثلا المجاز السببي فلعل النبي قصد أنه يريد أحدا ليكتب ولم يقصد أنه هو بنفسه سيكتب.
ومن الجدير بالذكر إن الشيخ وعد بإكمال هذا الموضوع والرد على الأدلة التي لم يرد عليها هذه الليلة.
التعليقات (0)