هلّ المحرّم فاستهل مكبرا وانثر به درر الدموع على الثرى
وانظر بغرّته الهلال إذا انجلى مسترجعا متفجعا متفكرا
نتقدم بخالص العزاء لمولانا صاحب العصر والزمان ولجميع المراجع والعلماء وللأمة الإسلامية بمصاب العترة الطاهرة المهدر فيها دم سيد الشهداء وأهل بيته وأصحابه بأرض الطف كربلاء .
تمر علينا واقعة الطف بكل ما تحمله من أسى وحزن وعِبرةٍ وعَبرةٍ، تحمل لنا فيضاً من دماءٍ زكيةٍ طاهرة أريقت فداءً لدين الله وإقامة له، نحيي هذه الأيام نرثي مولاتنا الصديقة الزهراء عليها أفضل الصلاة والسلام، ونرثي أهل البيت عليهم أفضل الصلاة السلام، ونرثي أنفسنا، فكما نبكي الحسين عليه أفضل الصلاة و السلام لاستشهاده، فعلينا أن نبكي على الإسلام الذي ضيعه أهله، وعلى القرآن الذي هجره الأقربون وضيعه الأبعدون...
فهل تمر علينا هذه الذكرى الأليمة كسابقتها دون أن نستفيد منها؟؟
وهل يتساوى يومنا مع غدنا بعد هذا المحرم؟؟
أولم يقل إمامنا علي عليه أفضل الصلاة و السلام (( من تساوى يوماه فهو مغبون، ومن كان أمسه أفضل من يومه فهو ملعون)) فهل نكون كذلك أم أننا نجدد إسلامنا وعهدنا للحسين عليه السلام بحفظ إسلامنا وهويتنا الإسلامية وندافع عنه بأرواحنا ودمائنا وأجسادنا وأفعالنا وأخلاقنا ؟؟
فكيف سيكون إستعدادنا لشهر الله المحرم؟
وما السبيل لجعله نقطة تحولٍ في مسيرتنا الحسينية وفي نقطة تحولٍ لذاتنا؟
وكيف نأخذ العبرة والحكمة من مدرسة الطف؟
وكيف نفهم عاشوراء الحسين عليه السلام ونوليها حقها؟
أنكون ممن يهزأون بالحسين "ع" فنلطم عليه الصدر ونحن نطعنه بسيوفٍ من انعدام الخلق الحسن؟
أنكون ممن كان قلبهم معه وسيوفهم عليه؟
كيف نجعل من الحسين عليه أفضل الصلاة والسلام ومن عاشوراءه ،، عاشوراء وحدة وإيمان وحب لله وإسلام حقيقي؟
كيف نجدد ذكرى الطف بأجمل صورةٍ وأعظم هيئةٍ تعيد للنفوس عبق الذكرى وتزيد من الإرتباط الوثيق بها نحن كأفراد ؟
· ما هو واجبنا كأفرادٍ تجاه هذه الذكرى ؟
هل يكفينا اللطم دون مجالس الذكر؟
· هل يكفينا البكاء دون أخذ العبرة ؟
· هل يكفينا أخذ العبرة دون الإعتبار بها؟
· هل يكفينا أن نرثو الحسين عليه السلام وأنفسنا أولى بالرثاء كونها بعيدة عن الحسين عليه السلام؟
· أليس من واجبنا قبل البكاء أن نكون من محبي الحسين عليه أفضل الصلاة والسلام ، حق المحبة والمحبة تستوجب الطاعة، والطاعة للحسين عليه السلام تكمن في الإسلام الحقيقي .
نتمنى أن يكون عاشوراء الحسين (ع) في هذه السنة متميزا في كل جوانبه ، فعاشوراء الحسين (ع) تحيي الروح الحسينية الإسلامية في القلوب ، وتعيد للنفوس صفاءها، وتوحدنا بإسم الحسين (ع) وتذب عن كل خلافٍ أو شقاق، عاشوراء تمهد للدولة المهدوية، ليفتخر بنا أهل البيت عليهم السلام ونكون زيناً لهم في إحياء أمرهم ..
وأيضا ... نعيد للنفوس جنونها وعشقها وتيهها بالحسين (ع) ، ونعيش ألم الحسين وصبره وشكره، ونحس بآلام زينب عليها السلام وصبرها نعيش كل معطيات الثورة الحسينية نأخذ القدوة من الذين وقفوا مع الحسين (ع) لحبه ولنصره والاستشهاد معه في سبيل الله تعالى ..
وفي النهاية نقول ::: قليل عليك سيدي يا أبا عبد الله الحسين إذا كثر القول فيك وفي أخوانك أولادك وانصارك عليهم جميعا سلام الله :::
فيا عشاق الحسين ارفعوا لواء النصر لسيد الشهداء عاليا بإحيائكم لذكرى البطولة الغراء وبثباتكم على النهج الولائي بأي عملٍ أو كلمةٍ أو خلقٍ أو عبادةٍ في هذه الذكرى العظيمة علينا نحن المسلمين ..
نسأل الله جمعيا ان نكون تحت قبة أبي عبد الله الحسين (ع) وأن نكون من انصارالامام صاحب الأمر الإمام المنتظر المهدي عجل الله فرجه الشريف في ثورته على الفساد والظلم والظالمين ..
عظم الله لكم الأجر جميعا
التعليقات (0)