تقرير النصف الأول من الموسم الرمضاني 1430هـ/2009م
بحسينية الحاج أحمد بن خميس – السنابس
استقبلت حسينية الحاج أحمد بن خميس هذا الشهر الفضيل بمجالس حسينية لسماحة الشيخ جعفر الستري بدءاً من الليلة الأولى حتى ليلة الخامس عشر، وقد تمَّ إحياء مولد الإمام الحسن المجتبى (ع) في احتفال بهيج أقيم ليلة السادس عشر من الشهر الكريم، وقد افتتح الاحتفال القارئ محمود الإسكافي بتلاوة عطرة من آيات الذكر الحكيم، وبعدها ألقى سماحة الأستاذ حسن مشيمع كلمة قـيِّمة تحدَّث فيها عن سيرة الإمام الحسن (ع) مؤكِّداً على ضرورة الاحتفاء بأهل البيت (ع) والسير على خطاهم، منتقداً من يحلِّل سيرتهم بمزاجيته وفهمه الخاص، ومن ثم تطرَّق إلى صلح الإمام الحسن (ع) معبراً أنَّ السبب في هذا الصلح هو تخاذل الأمة، والتراجع والخيانات، وإيثار الحياة الدنيا، وأنَّ الإمام أُرغم على صلح معاوية مستشهداً بقول المجتبى (ع): " أيها الناس، تيقَّظوا من رقدة الغفلة، ومن تكاشف الظلمة، فوالذي فلق الحَبّ، وبرأ النسم، لإن قام إليَّ منكم عصبة بقلوبٍ صافية، وبنياتٍ مخلصة لا يكون فيها شوب نفاق، ولا نية افتراق لأجاهدنَّ بالسيف قُدما "، مبيناً بأنَّ الإمام (ع) أعدَّ جيشه لمقارعة الظلم وكان مستعداً لقتال معاوية لولا خُذلان الأمة.
ثم أسقط الواقع الذي عاشه الإمام (ع) على واقعنا السياسي، متحدِّثـاً عن استئثار السلطة بثروات الدولة، إضافة لشحّ الأراضي، والأوضاع المعيشية المتردِّية في ظل وجود المشاريع الضخمة التي تخدم المتنفِّذين والتجَّار، كما قسَّم فئات المجتمع إلى ثلاث فئات: فئة المخلصين وهي الفئة القليلة، وفئة المصالح، والفئة المتذبذبة التي تعيش الشك واللا رأي.
وختم حديثه بالتطرُّق إلى الخصخصة، وأثرها السلبيّ على مصلحة الشعب، وأنها تُنصِّل الحكومة من مسئوليَّـتها، وتدرُّ على فئات معيّـنة أموالاً طائلة في ظلّ حرمان أبنائنا من الوظائف، مبدياً أسفه على قدرة الحكومة على التأثير في الأمة، بحيث أصبح الصحفيُّون والنوَّاب يدافعون عن آراء الحكومة دون أن يعوا بمخطَّطاتها، حتى لم تعد بحاجة للدفاع عن نفسها في القضايا المختلفة، بل وصل التبجُّح بالحكومة إلى توزيع المجنَّسين على كافَّة أنحاء البلد، واصفاً البرلمان بأنَّه قفص يقيِّد الأحرار، وأنَّ الحكومة لا تعترف بشراكة الشعب في القرار مؤكِّداً على أنَّه مع المشاركة إذا كانت تحقِّق عزّة المواطن، وتكفل حقوق الناس، وتتيح المجال لمحاسبة السلطة التنفيذية.
وبعد أن أنهى سماحة الأستاذ كلمته، قامت الحسينية بتكريم الأستاذ محمد حيدر رئيس شركة زدني للإنتاج الفني على مدّ يد العون، وتقديم العطاء اللا متناهي للجان الحسينية المختلفة. وفي فقرة أخرى تفاعل الحضور مع جلوات وأهازيج الرادود حسين أحمد عباس، التي استمرَّت حوالي عشر دقائق، بترنيمات ولائية في حبّ الإمام الحسن المجتبى (ع)، هذا وقد وجَّه الأستاذ سلمان أوال - عريف الحفل - أسئلة متنوعة للجمهور تخلَّلت الفقرتين، كما تمّ تقديم العديد من الجوائز، يُذكر بأنَّ فرقة أهل البيت اعتذرت في وقتٍ سابق عن تقديم المسرحية الفكاهية المزمع إقامتها ليلة الاحتفال.
التعليقات (0)