خليل: الأهالي تفاعلوا معها وصار لها وقت محدّد
مواكب الصغار.. اكتشاف للمواهب وتربية على قيم الحسين «ع»
الوقت - حسين سبت:
تعتبر مواكب العزاء أحد المظاهر الاجتماعية البارزة خلال إحياء شعائر عاشوراء، حيث تستحوذ على اهتمام الشباب والناشئة خصوصا، وتكتسب جاذبيتها من أفق الحركة الذي تطلقه في الفضاء الاجتماعي، ومن تطورها الملفت في صعيد الأداء الفنّي.
في السنوات الأخيرة ومع تطوّر ظاهرة الموكب العزائي وتمدّدها لتشمل مناسبات أوسع ومساحات أشمل في الحياة الاجتماعية، كان من بين التطوّر الذي جاءت به استحداث «مواكب الأطفال» والتي أصبحت منتشرة في كثير من قرى ومآتم البحرين.
وبمرور السنوات، صارت مواكب «الأشبال، الصغار، أو الناشئة» إحدى الفعاليات والبرامج الرئيسة في بعض المناطق والقرى، كما غدت تحظى بدعم الكبار وحضورهم وتفاعلهم، وتُقام مواكب الصغار في أغلب المناطق كأولى الفعاليات الليلية التي تسبق كل فعاليات الإحياء العاشورائي.
أهدافنا تربية النشء على الحسين
اعتبر أحد القائمين على موكب الأطفال بالمنامة عبدالشهيد عبدالحسن أن «فعالية الموكب بالنسبة له ضرورية جداً (...)، بدأنا قبل ست سنوات لترتيب هذه الفعاليات، ومنذ البداية وجدنا التفاف الصغار والكبار حولنا وتفاعلهم الذي لم نتوقعه مع الفعالية».
وأضاف «بدأت الفكرة من صديقي أحمد، حيث كان ابنه يوسف وعمره ست سنوات ذا صوت مميّز وأداء جميل لبعض اللطميات العزائية، ممّا جعله يفكّر في وسائل تطوير هذه الموهبة، فجاءت فكرة أن يكون للصغار موكب خاص بهم، بحيث يطوّرون مواهبهم فيه».
وقال عبدالحسن «بدأنا باثنين من الرواديد الأطفال، وكنّا نخرج بعد صلاة المغرب ليلتي التاسع والعاشر، ثم بدأ الموكب يتطوّر ويكتسب حضوراً أكبر، واليوم لدينا 7 رواديد من الصغار أداؤهم رائع».
وأوضح أن «أهداف الفكرة، تربية الصغار على قيم ومبادئ الإمام الحسين (ع) ولا شك أن ربطهم بكربلاء هو بداية الطريق من أجل ذلك، والموكب هو البوابة».
اكتشاف المواهب الفنية وتطويرها
من جهته، وصف أحمد خليل وهو القائم على موكب الأشبال بالبرهامة ظاهرة مواكب الأطفال بأنها «إيجابية وتهدف إلى اكتشاف المواهب والطاقات الفنية التي من الممكن أن تساهم مستقبلاً في تطوير الموكب الحسيني».
وأضاف «كل موهبة أو قدرة إذا لم يتم الاهتمام بها منذ الصغر، فلن يكتب لها أن تتطوّر وتتميّز لتخلق الإبداع الذي بتنا نفتقده في الأداء الفني للمواكب العزائية».
وتابع «بعض القرى التفتت لهذه الفكرة مبكراً، ونحن بدأناها متأخرين، لكن لمسنا فائدتها».
وأشار خليل إلى «تفاعل الأهالي معها، وأصبح لها وقت محدّد ينتظره الجميع»، معتبرا ظاهرة موكب الأطفال «المدخل الذي سيربط الأطفال بشعائر عاشوراء».
تتحوّل إلى عادة كبقية الشعائر
اعتبر الاجتماعي جعفر المبارك في سياق تحليله ظاهرة «مواكب الأشبال» أنها «نتاج الرغبة المجتمعية في ضمان استمرارية شعائرهم التي اعتادوا عليها في المستقبل بنفس الزخم والوهج الذي تتمتع به حالياً».
وأضاف «يوماً بعد يوم يتحوّل موكب الأشبال إلى طقس رسمي كبقية الطقوس التي يتم من خلالها إحياء واقعة عاشوراء»، منوها إلى «عوامل عدّة منها ما يرتبط بالمنافسة بين المآتم والقرى، ومنها ما له علاقة بالوضع المذهبي تساهم في تشبّث غير عادي بالكثير من الطقوس الدينية».
التعليقات (1)
علي الحوري
تاريخ: 2010-09-27 - الوقت: 02:17 مساءًرائع