على غرار الموسم الرمضاني بحسينية الحاج أحمد بن خميس ، استضافت الحسينية في ليلتها الخامسة من موسمها الثقافي سعادة " الدكتور علي فخرو " وزير التربية والتعليم السابق في محاضرة فكرية عنونت بـ " ضعف المواطنة يؤدي إلى الهويات الفرعية " ، أكد فيها على مبدأ المواطنة ، مشيراً في المحور الأول من الحديث إلى تعريف المواطنة والتصاقها بالهوية .
منوهاً على أن المواطنة لا يمكن أن توجد في مجتمع مختل التوازن ، كغلبة فئة على فئة أو ثقافة على ثقافة أخرى ، أو أن يكون هناك خضوع من قبل المواطنين لقوة الدولة ، لافتاً إلى أن فكرة المواطنة لها أصواتها وآلياتها ونابعة من قوانين ودساتير من إرادة الناس ، مشدداً على استحالة وجود مواطنة في مجتمع غير ديموقراطي.
وقد تحدث في ورقته الثانية عن معنى الديمقراطية ؟ وكيف يمكن استعمالها !؟ مؤكداً على أن لا سيادة لفرد أو لقلة على مجتمع في قوله : " المجتمع هو سيد نفسه وأن الشعب هو مصدر السلطة " وأنه لا ديموقراطية من دون مساءلة قانونية أو جنائية أو إعلامية إلا إذا وجدت السلطات المستقلة " ، مضيفاً إلى أن ضمان الحقوق والحريات " السياسية والاقتصادية والاجتماعية هي من حقوق المواطنة " .
وفي سياق آخر أشار إلى أهمية المجتمع الأهلي او المدني ، مؤكداً على أن ذلك المجتمع ( المدني ) لا يمكن أن يرقى أو تتحقق مطالبه من دون أحزاب ونقابات وجمعيات إذا لم يكن نشط وفاعل .
وأوضح في ورقته الثالثة إلى أن الحديث لا يمكن أن يكون عن المواطنة والديمقراطية من دون إعلام حر تكفله مؤسسات المجتمع .
فيما تابع عن الهوية ، قائلاً : أنها الوجه الآخر في عملة المواطنة ، وانه لا توجد مواطنة من دون فلسفة قيمية أو أخلاقية ، مشيراً إلى أن المؤسسة ليست على مستوى الدولة بل على مؤسسات المجتمع ، متسائلاً عما اذا كانت حقوق المواطنة تمارس كما تريدها ، مجيباً على هذا التساؤل بأن المواطنة لا تقتصر على الدولة وإنما تدخل في المجتمع الأهلي وأنها غائبة في الدول العربية .
وفي الجهة الأخرى من المحاضرة أشار إلى العدالة قائلاً " لا ديمقراطية من دون عدالة " وأنه لابد من تنظيم الديمقراطية حتى تتحقق العدالة متمثلاً بقانون الانتخاب وقانون التقييم البلدي .
وفي ختام ورقته أكد على فاعلية المواطنة وأن يكون هناك موازنة حقيقية ، لافتاً إلى أن المشكلة الجوهرية هي عدم التوازن بين الحقوق والواجبات وأن الواجبات لا يقوم بها الجميع من أبناء المجتمع إلا عندما توجد سلطة تفرض ذلك .
وختم بقوله أن هنالك هويتان ، هويات مشتركة وأخرى فرعية ، داعياً إلى التمسك بالهويات المشتركة لأنها تربط الهوية بالمواطنة ، مؤكداً على أنه لازالت المواطنة الكاملة غير موجودة ولكن بحكم الوعي يسعى المجتمع إلى تفعيلها في المستقبل .
التعليقات (2)
ايوالياس
تاريخ: 2008-09-12 - الوقت: 18:58:42اشكر الاخوه القائمين على استضافة الدكتور علي فخرو واتمنى ان تكون الشخصيات القادمة متوازية مع مرتبة المفكر البحرينى الكبير لانجاح البرنامج الثقافي - وفق الله الجميع
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم و رحمة الله و بركاته أولاً أودّ أن أشكر اللجنة الثقافية في مأتم بن خميس للجهود المبذولة في تنظيم الندوات الثقافية طيلة شهر رمضان المبارك ، و لا أنسى في الشكر أيضا دور الأخوة في لجنة الإنترنت بارك الله في الجميع و أدعوا الله أن يتقبل أعمالهم و أعمالنا . نشكر الدكتور علي فخرو لحضوره الندوة ، تفلت قالئلاً : (( " لا ديمقراطية من دون عدالة " وأنه لابد من تنظيم الديمقراطية حتى تتحقق العدالة متمثلاً بقانون الانتخاب وقانون التقييم البلدي .)) ، و كيف بنا نعيش الدمقراطية بينما السلطة القضائية مازالت وزارة تتبع السلطة التنفيذية ؟ ! . و قلت متفضلاً : (( المجتمع هو سيد نفسه وأن الشعب هو مصدر السلطة " وأنه لا ديموقراطية من دون مساءلة قانونية أو جنائية أو إعلامية إلا إذا وجدت السلطات المستقلة ")) ، و هل توجد السلطات المستقلة في البحرين؟