شارك هذا الموضوع

البعد الثوري في تربية أهل البيت - محاضرة لفضيلة الشيخ النوري

في الليلة الثانية من الموسم الثقافي بحسينية بن خميس ، استضاف البرنامج الرمضاني للحسينية فضيلة الشيخ " سعيد النوري" في محاضرة فكرية حملت عنوان " البعد الثوري في تربية أهل البيت " ، تطرق فيها سماحته إلى كيفية بناء شخصية الفرد الشيعي لشخصيته من خلال المشروع النهضوي والاصلاحي الذي نادى به أهل البيت "ع" عبر العديد من القنوات الدينية ، كالقرآن الكريم والسنة النبوية والأحاديث الشريفة ، متحدثاً في ثلاثة محاور رئيسية ، انواع التشيع وبناء الشخصية الثورية والتشيع في صورته الأجمل وكيفية صياغة الفرد الشيعي من منظور القرآن الكريم .
في المحور الأول تحدث عن أنواع التشيع وبناء الشخصية الثورية التي تنهض بمستوى الأمة وتساند مشروع أهل البيت الاصلاحي والذي يصب في التمثل بخطهم الشريف ، مؤكداً على ضرورة دعم هذا المنهج القويم ، ومشيراً إلى أن هناك العديد من الانتكاسات التاريخية التي حدثت في في أزمنة الأئمة والتي أضعفت جهودهم العسكرية عندما تخلى عنهم أنصارهم كما حدث لأمير المؤمنين بقضية الخلافة ومشروع صلح الإمام الحسن مع معاوية ، و مع الامام الحسين "ع" في ثورة الطف ، مؤكداً على أن كل تلك الانتكاسات كان سببها الأول هو " عدم توافر الفئة التي تحمل التشيع الكامل ، والتي يمكن الاعتماد عليها في المواجهة " .
وأكد " النوري " في حديثه على أن التشيع انقسم إلى عدة أقسام مع مرور مراحل الزمن فكان هناك تشيع صوري وظاهري في مقابل التشيع الحقيقي والذي ترسخ في أشخاص حقيقيون تحدثت عنهم الروايات ، مشدداً على أن التشيع الصوري للأمة هو الذي " قصم ظهر الأئمة كما عبر عنه .
وأضاف متسائلاً في محوره الأول ، عن سبب عدم قيام أي ثورات عسكرية من قبل أهل  البيت بعد واقعة الطف واستشهاد الامام الحسين " ع" ، مجيباً على هذا التساؤل ، " بعدم وجود الفئة المتشيعة التي يمكن الاعتماد عليها وأن ما جرى في ذلك الوقت هو عدم ارتباط الشخصيات بأهل البيت ، مؤكداً على أن انتشار التشيع الظاهري آنذاك ترك أثراُ سلبياً على قيام الاصلاح النهضوي لمشروع الأئمة " .
فيما أفاد سالفاً ، بأن خروج الامام الحجة هو إكمال للمسيرة واكمال للنهضة التي قام بها أجداده ، مشيراً على أن عطاء أهل البيت وهدفهم الأسمى هو الوصول بالتشيع والمشروع السياسي والاجتماعي إلى حالة النضج ولصياغة الشخصية المتشيعة بالصورة المطلوبة ، مشدداً على ضرورة صياغة شخصية الانسان الشيعي وتهيئته لأجل إكمال هذه المسيرة العظيمة – مركزاً على أن هناك علامات مميزة للشخصية النموذجية الشيعية التي يعرف بها  كما ذكر في حديث للأمام الصادق "ع" .
واختتم حديثه بالتأكيد على ضرورة ممارسة الفعل - ( التشيع الحقيقي ) - عملياً وجعل الرؤية الوجودية هي لله وحده والوسيلة لهذا التغيير هو الله وأن ممارسة التوحيد عملياً والاكتفاء بالتوحيد القلبي ، قد يحقق القدرة على التغيير ولكن لن يقدر على صناعة التغيير الفعلي ، في إشارة لأنصار الحسين "ع" في يوم كربلاء .


 

التعليقات (1)

  1. avatar
    سنابسي قديم

    ماتفضل به سماحة الشيخ سعيد النوري هو مانحن بحاجة ماسة إليه وأرجو أن ترجع هذه البوصلة إلى فكرنا وتتغلل في أعماقنا فإنه لافائدة من التحدث عن الإمام المهدي (ع) دون أن يكون لنا دور حقيقي تغييري حضاري وإلا أصبحنا من الذين يقولون ما لا يفعلون! إن الدعوة إلى التمسك بالدين دون السياسة هو تمسك قشري بالدين ولذلك لابد من الدمج حيث يقول الإمام الخميني العظيم ( قدس سره الشريف ): " الإسلام دينه سياسة، وسياسته دين "

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع