ضلالة هيلاري
هيلاري داين رودهام كلينتون قالت كلاماً من مُعجم المعتوهين . لا أدري، هل كان ذلك نابعاً من هوس المعركة المحتدمة بينها وبين منافسها باراك أوباما، أم هو عبور إلى مواقع متقدمة عبر الرئة الصهيونية ولوبيها النافذ في الولايات المتحدة الأميركية ؟
فعندما سُئِلَت عن رد الولايات المتحدة على هجوم إيراني نووي محتمل على الكيان الصهيوني، قالت " ليعلم الإيرانيون أنني في حال انتخابي رئيساً سأهاجم إيران، وخلال السنوات العشر المقبلة التي يمكن أن يفكروا خلالها بشن هجوم متهور على (الكيان الصهيوني) سنكون قادرين على إزالتهم كلياً عن الخريطة " .
ولربما تكون هذه المزايدة على حماية أمن الكيان الصهيوني " العربون المفضل " الذي يمكن أن يعينها على خوض الجولات التسع المتبقية لها قبل يونيو/ حزيران المقبل، وتقليل الفـارق " الرقمي " بينها وبين غريمها الذي حصل على 1723، متقدماً بذلك عليها بـ137 نقطة .
وهو ما حصل فعلاً . فقد جاء فوزها في ولاية بنسلفانيا بعد تصريحاتها النارية ضد إيران بداية للصفقة الهيلارية - الصهيونية، حين صوّتت لها أقليات انتخابية محورية في تلك الولاية التاريخية، في طليعتها الصوت اليهودي المتمركز في ضواحيها الغنية وصوت الطبقة اليمينية المحافظة بحسب أسبوعية " ويكلي ستاندرد " .
كلينتون قالت كلاماً خطيراً عن إيران عندما هددت بمحوها . وهي قبل ذلك كانت تنعت خطاب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد تجاه الكيان الصهيوني بالديماغوجي، لكن متطلبات الفوز جعلتها أكثر " تصقراً " من الرئيس الحالي .
فهي وخلال الواحد وعشرين مناظرة التي أجرتها مع غريمها " الخلاسي " لم تفقد اتزانها، بل حتى عندما قامت إحدى الأميركيات بالكشف عن عورتها أمامها احتجاجاً على ترشيح هيلاري لنفسها آثرت الأخيرة الصمت والنظر إليها بعيني باشَق .
إن أرادت هيلاري أن تبدأ مشوارها في ممر عنق الزجاجة الأخير للانتخابات عبر خطابات كهذه فلا أظن أن الناخب الأميركي سيبذل جهداً كبيراً في المفاضلة بينها وبين غيرها من المترشحين .
فبوش الأب الذي في عهده تكسرت عظام الشيوعية وأركع نظام صدام حسين بعد إخراجه من الكويت، لم يستطع أن يقنع الأميركيين بالتصويت له أمام منافسه الأشقر فضلاً عن السجود له شكراً على صنيعه .
هي تعلم أن الإدارة الأميركية الحالية لم تستطع أن تستخدم غلواءها اليميني في شل يد إيران في الشرق الأوسط، بل على العكس اضطرت إلى أن تجلس معها ثلاث مرات لإبعاد ما أمكن من نُكافها في العراق .
وبالتالي فإن الأكيد أن ما حصل من هذه السيدة هو دون القصد (الملزم) وأعلى من زلّـة اللسان . وإن كان لهيلاري متاع تريد تسويقه، فلابد لها أن تعلم أن طريق الفوز بالرئاسة اليوم هو شبيه بالطريق الذي تعبَّد لزوجها قبل 15 عاماً والقائم على تعزيز دولة الرفاه الاجتماعي وليس على منصة صواريخ .
التعليقات (2)
المعارض
تاريخ: 2008-05-06 - الوقت: 15:54:10بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الكاتب محمد عبدالله تحية طيبة و بعد ، أني أرى كلا من هيلاري و أوباما وجهين لعملة واحدة ، فحينما تهدد هيري كلينتن إيران بشن هجوم عسكري ، أكد بارك أوباما تأيده الكامل لكيان دولة إسرائيل و عدم حق العودة لللاجئين الفلسطينين . السياسة الأمريكية الخارجية من الصعب أن تتغير فها هم يصدرون الإرهاب لكل مكان بإسم نشر الدمقراطية فحطوا ثقلهم في العراق لبناء قوام دولة دمقراطية لتحذو حذوها دول الشرق الأوسط و حينما تفوز حكومة حماس بتصويت شعبي لا يعترف بها. اللهم فرج عن هذه الأمة . و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
محمد عبد الله محمد
تاريخ: 2008-05-07 - الوقت: 12:28:30الأخ العزيز المعارض .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،، أشكرك على تعليقك، وأضيف : بأنني أتفق معك في أن جميع المرشحين يدعمون الكيان الصهيوني الغاصب مع وجود بعض التمايز ما بينهم، فمثلاً هيلاري قالت بأنها ستمحو إيران من الخارطة إذا هاجمت الأخيرة الكيان الصهيوني، في حين قال أوباما " بأن لغة (هيلاري) حيال إيران تشبه لغة الرئيس الجمهوري الحالي جورج بوش، إنها ليست اللغة التي نحتاج إليها الآن " . إشارة أخرى هنا وهي أن السياسات الأميركية لا يقررها الأشخاص فهذا صحيح، لكنهم أيضاً يتباينون فيما بينهم على تطبيقها . إذ لا يُمكن أن تقيس جورج بوش الأب الذي ورث حرب النجوم وغزا بنما وجيّر العالم لحرب الخليج الثانية ثم دخل الصومال مع بيل كلينتون الذي في عهده وُقع اتفاق أوسلو بين الفلسطينيين والصهاينة اتفاق وادي عربة بين الأردنيين والصهاينة ووقّع أيضاً قانون إعادة الحرية الدينية، والتقى للمرة الأولى مع الرئيس السوري حافظ الأسد . ورغم أن في عهده وقع تفجير المبنى الاتحادي في أوكلاهوما، وقتل فيها 168 شخصاً إلاّ أنه لم يدوّل القضية واكتفى باعتقال منفذها وإعدامه . وحتى عندما وقع خرق للهدنة بين البوسنة وصربيا لم يُدمّر كلينتون مرافق هذا البلد كما فعل بوش مع العراق . مع خالص شكري لك .