أَيُّ الخَسَارَتَيْنِ أَهْوَن عَلَى طَهْرَان ..
مَوْتُ المَالِكِيِّ أمْ حَيَاةُ الصَّدْر؟ (1 - 2)
من يُرِد أن يفهم الموقف الإيراني من العراق فعليه أن يقرأ. وإن قرأ يلزمه أن يُدقّق. وإن دقّق فعليه أن يربط. وإن ربط فعليه أن يصبر. وإن صبر فعليه أن يهدأ، وإلاّ بارت مساعيه .
من تراكمت لديه الأحداث فقد يتيه. ومن تواضع في لَحْظِهَا فلن يفهم. ومن تيقّن نتائجها فلن يصيب؛ لأنها خط ممتد به كرّ وفر . ولا غرابة في ذلك حين نسمع أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتمنّى لو أنه يفهم نوايا إيران على رغم كونه زعيم دولة كبرى وحليفة للإيرانيين (راجع تصريح بوتين في منتجع سوتشي على البحر الأسود في 5 أبريل/ نيسان الجاري) . وزير الخارجية الأميركي السابق كولن باول وخليفته كوندوليزا رايس وكذلك رئيس الوزراء الفرنسي السابق دومينيك دوفيلبان لديهم جميعاً الانطباع نفسه .
علاقة بحجم هذا التشابك لا يعنيها أن تُقرأ خطأً ما دامت الوسائل المُتّبعة سالبة . الأكثر من ذلك إن تتبّع التصريحات من هنا وهناك من دون اتصال بينها ستكون نتائجه منهكة. وقد يفيد ذلك القارئ من الجنبة " التكتيكية " وليست " الاستراتيجية " . وهو ما يُمكن قراءته في الموقف الإيراني خلال معركة البصرة بين التيار الصدري وحكومة المالكي مطلع الشهر الجاري .
الإيرانيون صاغوا موقفاً من شيعة العراق والعالم حدّده الشيخ رفسنجاني قبل سنين. هذا الموقف تأسّس وفق " تخريجاته " لمعادلة التنوع في عين التضامن والكثرة في عين الوحدة والثبات في عين التعايش (راجع تصريح الشيخ رفسنجاني لصحيفة اطلاعات في 16 أبريل 2003) .
فهي دعمت المجلس الأعلى بعد عودته إلى العراق بواقع 240 مليون دولار سنوياً، ودعمت التيار الصدري خلال الأشهر الستة الأولى من العام 2004 وحدها بثمانين مليون دولار، وحزب الدعوة الإسلامية بخمسة وعشرين مليون دولار وهكذا فعلت مع مُكوّنات البيت الشيعي الأخرى في داخل العراق .
هم يعتقدون (الإيرانيون) أن الجميع حلفاء لهم، سواء أكانوا حلفاء طارئين أم أصيلين . فهم يدعمون حكومة المالكي والائتلاف العراقي الموحّد بزعامة السيد عبد العزيز الحكيم؛ لأنهم يرون في ذلك ضرورة " عقيدية وبراغماتية " . فحكومة المالكي تواجه عزلة عربية وإقليمية يتوجّب احتواؤها أو تعويضها على أقل تقدير .
ثم إنها البديل الأنسب بالنسبة إليها لـ " درء المفاسد " والوريث الأفضل والأجدى لنظام البعث. فهي التي سمحت للشركات الإيرانية بالنفاذ إلى العراق، واستطابت للبضائع الإيرانية بلا حساب، وحوّلت جزءاً كبيراً من تجارتها الخارجية من ميناء العقبة إلى ميناء الإمام الخميني الذي يعتبر أكبر قاعدة تجارية إيرانية قريبة من منفذ شلمجه الحدودي .
طهران تعلم أن لها فرصة سانحة في إتـمام الكثير من المشروعات الاستراتيجية مـع العراق " عبر حكومة الائتلاف "؛ لتحييد ما أمكن من الصراعات المُغيّبة . بعضها تاريخي وبعضها بفعل الاحتلال . فخط الاتصال بين بغداد وطهران المُزمع إنشاؤه من شأنه أن يربط بين بغداد وديالى وبعقوبة وخانقين وقصر شيرين وكرمنشاه وهمدان؛ مما يعني تكريس حضور الجغرافية وتحويلها إلى جيبوليتك من نوع خاص (راجع تصريحات مدير السكك الحديد العراقية هلال القريشي لإذاعة العراق الحرة في 15 مارس/ آذار 2004) .
والجميع يعلم أن طهران تُزوّد العراق بكامل احتياجاته الاستهلاكية، وتطبع له الكتب الدراسية، وتُكرّر له النفط، وقدّمت له ملياري دولار قروضاً لمشروعات البنية التحتية، مرة إبّان حكومة الجعفري ومرة خلال زيارة أحمدي نجاد للعراق في مارس الماضي .
وأخيراً أعلنت العلاقات العامة للغرفة التجارية المشتركة بين الجمهورية الإسلامية والعراق توقيع مذكرة تفاهم للتعاون الاقتصادي تشمل قضايا تردد الشاحنات والحافلات والقضايا المصرفية والتأمين ومنح التأشيرات المتعددة للتجار والمديرين ودفع المستحقات وحل الخلافات المحتملة بين التجار ومجال إقامة المعارض والندوات والاجتماعات وتبادل الوفود والخبراء ومجال التعليم وتبادل المعلومات والمشاركة في المناقصات والمزايدات المختلفة في البلدين (راجع تصريحات مدير العلاقات العامة والشئون الدولية للغرفة التجارية المشتركة جهانبخش شيرازي) .
لذلك فطهران تدعم هذه الحكومة لتكريس حضورها السياسي داخل العراق أمام القوى الأخرى وأيضاً في المحيط الإقليمي الذي بات مُقفراً أمامها. ولكنها أيضاً - أي طهران - لا تتردّد في دعم التيار الصدري. فهي تدعمه لأنها تدرك قوته الكبيرة داخل العراق. فالذراع العسكرية للتيار والمتمثّلة في جيش المهدي خاض معركتين كبيرتين مع الجيش الأميركي في شهري أبريل 2004، وأغسطس/ آب من العام نفسه .
وبعد قرار زعيم التيار السيد مقتدى الصدر تجميد نشاطات جيش المهدي في نهاية شهر أغسطس من العام الماضي لستة أشهر، ثم قرار تمديد التجميد ستة أشهر أخرى في الشهر الثاني من العام الجاري انخفض مستوى العنف ضد القوات الأميركية وفي عموم العراق إلى 60 في المئة؛ مما يعني قدرته على توتير الأجواء أو تهدئتها بالنسبة إلـى القوات الأميركية .
قدرة التيار الصدري تعدّت عملية الضبط العسكري والسياسي إلى مسألة الضبط الاجتماعي والديني . فعندما عجزت حكومة المالكي عن التصدي لجماعة المهدوية وجند السماء بزعامة ضياء عبد الزهرة كاظم الكرعاوي والملقّب بـ " أحمد بن الحسن البغدادي اليماني " استطاع جيش المهدي القضاء عليها في البصرة وكربلاء المقدسة وفي معركة الزركة شمال النجف الأشرف نهاية شهر يناير/ كانون الثاني 2007، والقبض على أكثر من 1500 من أتباعها . وكذلك الحال فعل مع " القاعدة " .
في الجانب الإنساني بقي التيار الصدري وذراعه العسكرية (جيش المهدي) نشطاً في الأوساط الفقيرة والمُعدمة؛ بسبب الأوضاع المعيشية الصعبة بتقديمه المأوى والغذاء والسلع غير الغذائية حتى المُرتّبات إلى مئات الآلاف من العراقيين على غرار تجربة حزب الله لبنان، الأمر الذي كرّس حضوره الاجتماعي في ظل غياب الخدمات الحكومية (راجع التقرير الأخير لمنظمة ريفيوغيز انترناشيونال الدولية المعنية بشئون اللاجئين) .
لذا، إن بقاء التيار الصدري بكامل عافيته " المُقنّنة " هو ورقة جيدة داخل المسطرة الشيعية في العراق بالنسبة إلى الإيرانيين والعراقيين إن أحسنوا العلاقة معه، ولكن ما يُقلق إيران في الموضوع أن تنفرط عرى المعادلة القائمة بين حلفائها في العراق والقائمة على نشاط شيعي متباين ولكنه متوازٍ .
فهي تحرص على أن يظل السيد عبد العزيز الحكيم وحكومة المالكي والائتلاف عموماً منهمكين في العمل السياسي السلمي، ويظل الصدر ناشطاً في العمل العسكري .
هذا القلق بدا واضحاً في معركة البصرة الأخيرة (راجع خطبة الجمعة لآية الله أحمد جنتي في 28 مارس الماضي). هي تريد للحكيم أن يكون قوياً في الحكومة، ولكنها أيضاً لا تريد للصدر أن يكون ضعيفاً في مناوشاته ضد القوات الأميركية .
هي تريد أن يبقى الصدر قادراً على إدارة اللاسلم مع الأميركيين، ولكنها أيضاً لا تريد له إلاّ أن يكون ضعيفاً في مواجهة الحكيم وحكومة المالكي، وهي سياسة لا أظنّ أن أحداً يفهمها إن لم يكن مُدركاً لمجمل الظروف المحيطة؛ لأن الإيرانيين يُميّلون الكفّة حيناً إلى هنا وحيناً إلى هناك؛ ضبطاً للإيقاع .
أَيُّ الخَسَارَتَيْنِ أَهْوَن عَلَى طَهْرَان ..
مَوْتُ المَالِكِيِّ أمْ حَيَاةُ الصَّدْر؟ (2 - 2)
خطأ المالكي أنه فاضَلَ بشكل سلبي بين مرجعيتين سياسيتين رئيسيتين وهما الحكيم والصدر، فهو الذي جاء إلى رئاسة الوزراء على حصان الصدريين في قِبال مُرشّح المجلس الأعلى عادل عبد المهدي، لكنه ومنذ اجتماعه بالرئيس الأميركي جورج بوش في عمّان في ديسمبر/ كانون الأول من العام 2006 وبداية الخلاف بينه وبين مقتدى الصدر بدأ يستند أكثر على قوة الحكيم السياسية في موقعه التنفيذي على حساب قوة الصدر العسكرية والشعبية .
وكان بإمكانه أن يربح تأييد الحكيم له ولا يخسر دعم الصدر لشخصه، وهو بالتالي قد تسالم مع الأول على حساب الثاني وهو ما جعل المعادلة مختلّة. هو محتاج (أي المالكي) ضمن هذا الخط إلى تصحيح في التعاطي : أن يبقى حليفاً للحكيم كقوة مُعتبرة في العراق فيُعزّز من مركزه في الحكومة فيضمن تأييد الإيرانيين له باعتباره حليفاً لحليفهم " السياسي " .
ويظلّ وفياً للصدر كقيمة عسكرية وبشرية عارمة في داخل العراق فيُكرّس من وجوده ووجود حزب الدعوة داخل التيار الصدري ويُعطيه ورقة رابحة يُناكف بها الأميركيين للتخلّص من الكثير من الضغوط المفروضة عليه وخصوصاً في موضوع الاتفاق الأمني والنفطي وأيضاً في مسألة العقود التجارية الكبيرة، وفي جدولة الانسحاب، والأكثر من ذلك أنه سيضمن تأييد الإيرانيين له بشكل أكبر لأنه حليف لحليفهم " العسكري " .
لكنه لم يفعل واستمرأ التمسك بالمرجعية السياسية على حساب المرجعية العسكرية، بل سعى إلى تقليم أظافرها، وهو ما سبّب له مشكلة مع التيار نفسه ومع الحكومة الإيرانية نفسها، إلى الحد الذي دفعته لأن يُصرّح في مقابلة تلفزيونية بأن " دولاً إقليمية تدعي دعمها للعملية السياسية في العراق تدخلت في أحداث البصرة وأن وفوداً أرسلت لطرح القضية مع تلك الدول " في إشارة صريحة إلى إيران .
ثم تورّط مساعدوه في مشادات أكثر مباشرة حين صرّح وكيل وزارة الخارجية العراقية لبيد عبّاوي خلال الدورة الثانية لمؤتمر خبراء الأمن في دول جوار العراق في دمشق السبت ما قبل الماضي، بشأن الدعم الإيراني للتيار الصدري في معركة البصرة والرد المُلوّم الذي صرّح به رئيس الوفد الإيراني داوود فيروزيان بأن بلاده أسهمت في " ضبط الاشتباكات والحدّ منها ودعم الخطط الأمنية للحكومة وتطبيق القانون " .
أيضاً في إخلال المالكي بمعادلة توازي " المرجعية السياسية (الحكيمية) والمرجعية العسكرية (الصدرية) " دفعت بقائد القوات الاميركية في العراق الجنرال ديفيد بترايوس إلى القول خلال مؤتمر صحافي في واشنطن الأسبوع الماضي بضرورة " التعامل مع جيش المهدي بطريقة أدق وأكثر حساسية، وينبغي اتباع نهج دقيق وحساس للغاية بينما تمضي الأمور قدماً، للتأكد من أنهم لا يشعرون وكأنهم محشورون في الزاوية من دون خيارات متاحة بين أيديهم " .
وهو ما يعني وجود مسافة واضحة بين موقف المالكي وموقف الإدارة الأميركية التي أعلنت أنها كانت على شفا معركة مع إيران في جنوب العراق، وخصوصاً أن الأميركيين يعنيهم كثيراً أن يبقى الأمن مستقراً لترميم الجبهة الجمهورية في الانتخابات الرئاسية الأميركية والحرص على عدم تثوير التيار الصدري من جديد .
طهران استطاعت ترتيب علاقة التيار الصدري مع المرجعية العليا في النجف الأشرف المُمثلة في المرجع الديني السيد علي الحسيني السيستاني بعد المناكفات التي حصلت بين التيار والسيستاني بُعيد سقوط بغداد، ورواج مصطلحي الحوزة الصامتة (التقليدية) والحوزة الناطقة (التجديدية) .
فطهران تريد تكريس نفوذ السيد السيستاني، فهو مرجعية تمزج بين التقليد والتجديد، تحسّس من السياسة لكنه لم يبتعد عنها، واستراب من الفيدرالية فجانب تأييدها، ورفض توريث مرجعية أستاذه السيد الخوئي واستحقاقاتها لأبنائه بمؤسسة لندن، ولم يُعرف عنه موقف ضد الجمهورية الإسلامية .
في موازاة ذلك الدعم سعت طهران مراراً نحو تشذيب وتحسين مُكوّنات التيار الصدري، فساهمت في غربلة صفوفه من البعثيين والعصابات التي بلغ عددها أزيد من أربعين عصابة تمّ إخراجها من جيش المهدي بحسب ما أفاد به أحد قيادات التيار .
الإيرانيون كانوا يُدركون أن التيار الصدري هو تيار مجروح، عاش في أحلك فترات العراق السياسية والاقتصادية والإنسانية . والأكثر أنه كان باكورة تشكّل خطاب إسلامي أفقي مبسوط إلى حدّ ما داخل العراق خلال الحقبة الصّدامية، وبالتالي فهو بالتأكيد قد حمل معه غثّه وسمينه، حسناته ومثالبه لصعوبة التمييز بين الصالح والطالح أثناء الأزمات والبيئة المتنافرة .
ثم إن الجميع قد أدرك المشكلة الكامنة بين هذا التيار وبين غيره من مُكوّنات الحركة السياسية والدينية في العراق . فمُقدّسه التاريخي والإجرائي والكاريزمي قد تعرّض غير مرة إلى انتهاك وتحريض جعلته مرتاباً ومتحسّساً لكثير من الأمور .
ثم إن نقطة التّماس بينه وبين غيره من المُكوّنات الدينية والسياسية العراقية التي دخلت العراق بعد سقوط بغداد، لطالما تعرضت إلى مناوشات جعلته حريصاً أكثر من أي وقت مضى على إرثه ومُنجزه .
وكان لزاماً على الزعامات الدينية الكبرى في العراق وخارجه أن تحتويه وتُروّضه وتسبغ على ما يُمكن أن يُسبغ عليه جانباً من الشرعية والمشروعية . وهو ما حرصت عليه طهران، حين استقبلت زعيمه مقتدى الصدر استقبال القادة والرؤساء في يناير 2006، لذلك فالصدر بات اليوم مُستمعاً أكثر من أي وقت مضى إلى جهات عليا في إيران بحسب مصادر مُقرّبة جداً إلى التيار الصدري .
المرجع الديني آية الله العظمى السيد كاظم الحسيني الحائري أحد مراجع التقليد في مدينة قم المقدسة قام أيضاً بتسكين هواجس التيار الشرعية والمرجعية . فحين سُئِل " ما رأيكم بمن يقتل من جيش الإمام المهدي وهو يدافع عن الدين والمقدسات والنية لله ؟ أجاب : كلّ من سقط في معركةٍ رزقه الله تعالى قدر نيّته ودركه وتشخيصه إن شاء الله تعالى " (راجع استفتاءات السيد الحائري حول التيار الصدري) . أيضاً يحظى التيار بدعم أحد المرجعيات النّجفيّة الأربع وهو آية الله العظمى الشيخ إسحاق الفيّاض .
إيران تتأهّب للتعامل مع سيناريوهين بالنسبة إلى التيار الصدري، أحدهما ناجز والآخر مُؤجّل . أما الناجز فهو أن تبقى الأمور على حالها من دون تغيير جوهري بحيث يبقى التيار الصدري وذراعه العسكرية نَشِطاً، مع وجود خطاب شفاف لقياداته تُفرز فيه الجماعات المتشظّية عنه لكي لا تتحمّل عباءة السيد مقتدى الصدر وزر أحد من المتدثرين بها .
والسيناريو الثاني هو أن يتوصّل الجميع إلى قرار حل جيش المهدي وتحويله (كما حدث لفيلق بدر) إلى منظمة مدنية واجتماعية، بعد استشارة المرجعية العليا في النجف الأشرف، وفي ذلك فإن طهران ستربح داعماً قوياً لحلفائها في العملية السلمية بثلاثين نائباً تواجه بهم بقية الكتل المتمردة والعصيّة، وستعيد ترميم الحكومة الحالية بعد انسحاب الصدريين من الائتلاف منذ سبتمبر/ ايلول الماضي، وقبله وزرائه الستة من الحكومة في شهر أبريل/ نيسان من العام 2007 وأيضاً كتلة التوافق السُنّية .
ومن الجهة الأخرى ستسعى طهران للملمة بقايا جيش المهدي من المتمردين الذين لن يقبلوا بخطة التسريح لتنظيم صفوفهم من جديد على شكل خلايا عسكرية تتّبع خطط حرب العصابات ضد القوات الأميركية (راجع تصريحات قيادات التيار الصدري كراسم المرواني، وزهير الكوفي وأبو شجاع الخفاجي الأسبوع الماضي) .
وستستفيد هذه السياسة قطعاً بمن تمّ طردهم من الجيش والشرطة منذ منتصف أكتوبر/ تشرين الأول 2006 وانتهاءً بمعركة البصرة والكوت بحجّة " تقصيرهم في أداء واجباتهم " وولاءاتهم الطائفية والحزبية .
السيناريو الأول سيتواءم مع البنود الخمسة عشر التي أقرّها المجلس السياسي للأمن الوطني، وأيضاً إرضاءً وتلبية لرغبة المالكي ودعماً لحكومته في أن ما يحصـل الآن فـي العراق هو " جبهة وطنية تشكّلت ضدّ ما يجري " ومماشاة لقراره بأنه لن يحق للتيار الصدري المشاركة السياسية وكذلك في الانتخابات المقبلة " إلا إذا حُلّ جيش المهدي " .
وفي السيناريو الثاني ستضمن طهران تشكيل جبهة موحّدة من مُسلحي جيش المهدي وتوجيهها خارج الخط التقليدي المرتبك للتيار الصدري والذي اختلطت فيه أجندة مقاومة المحتل الأميركي مع تصفية الحساب مع قوى سياسية أخرى . حيث ستكون هذه الخلاصات المُسلّحة موجهة توجيهاً كاملاً ضد القوات الأميركية لضمان بقاء عامل إزعاج للأميركيين .
التعليقات (3)
المعارض
تاريخ: 2008-04-23 - الوقت: 16:18:50بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم و رحمة الله و بركاته الأستاذ الكاتب محمد عبدالله تحية طيبة و بعد ، لا شك بأن إيران خسرت إبنها الذي تبنته منذ أكثر من ربع قرن فمجلس الإسلامي الأعلى بقيادة عائلة الحكيم الذين كانو في بد كل صلاة يهتفون بولائهم لولي أمر المسلمين و الموت لأمريكا ، تغيرت مواقفهم بعد سقوط النظام البعثي الحاكم ، و إنفتحوا على الإحتلال الأمريكي و ترجموه بأنه الحصان الرابح للوصول إلى المناصب السياسية طالقين رصاصة الرحمة على الحصان الإيراني البدري الذي لطالما تباهو به. لا شك بأن تمركز امريكا في المنطقة يقلق إيران و يستفزها فالشيطان الأكبر الذي شبت الثورة الإسلامية على عداوته متمترس على الحدود سواء في العراق أو في قواعده في الخليج ، و حلفائها في الداخل ما عادوا حلفاء و خصوصاً حينما يسأل السيد عبدالعزيز الحكيم عن موقفه إذا إضطرت الجيوش الأمريكية لمواجهة إيران من قواعدها في العراق و يقول مصلحة العراق فوق كل شئ و هذا أشاره عن الإنحراف من مدار سياسة الثورة الإيرانية و قبول النظام العلماني بديلا . ما عند الإيرانين سوى أن يبحثوا عن بديل ذو توجه إسلامي يصدرون له الثورة في إيدلوجية تفهم أن الوجود الأمريكي في العراق هو إحتلال و يجب مقاومة الإحتلال ، فبرز السيد مقتدى الصدر الشاب اليانع الذي يحضى بشرف إسم عائلة الصدر التي قدمت رجال قاوموا نظام البعث علاوة عن المرتبات العلمية الحوزوية التي بلغوها، و خصوصاً إيمانهم بولاية أمر المسلمين المطلقة . السيد مقتدى الصدر رجل الحوزة الذي لا يحصل على متبة علمية حوزوية عالية بعد و الذي لا يمك تجربة سياسية تعطيه خبرة في إدارة الأمور ، مسك سيفاً و إرتدى كفناً و إعتلى المنبر ليعلن أنه حزب الله و حركة حماي العراق بعد مقتل الشيخ ياسين رئيس حركة حماس في فلسطين معلناً توجهه السياسي المناوئ لأمريكا ، و لكن المقاتلين الذين دعموه لم يكونوا مقاتلين حزب الله الأشراف و لا حماس ، فمعظمهم من عامة الناس و إختلطوا بكل البعثين و المجرمين حتى باتوا يرتكبون الجرائم بإسم جيش المهدي ، مما جعل السيد مقتدى إلى حله و قبول العرض الأمريكي للإندماج في الحياة الدمقراطية خصوصاً و إن عائلة الحكيم غدة تترئس المجلس الوطني بكثرة المقاعد. مؤخراً شهدت البصرة أعمال شغب ، دون أن يدركوا هؤلاء المتظاهرين بأن جيش المهدي ما عاد جيش المهدي بعدما حله مقتدى و إنما أشباه رجال ، و لقد تصدى لهم وجهاء العشائر في البصرة و تتطوع عدد كبير من أبناء البصرة لتصدي لجيش المهدي حتى ألحقوا بهم الخسائر. خسرت إيران ورقتها التي كان من الأجدر لها أن تستخدمها على مقاعد البرلمان ، فسوريا مازالت في لبنان حتى بعد إنسحاب جيشها فحلفائها مازالوا يترئسون البرلمان و يحمونها بأن تصل قضية إغتيال الحريري إلى المحكمة الدولية .
ابن الزهراء
تاريخ: 2008-04-25 - الوقت: 02:07:35السيد المعارض .. يبدو انك لم تقرأ المقال جيدا لكي تتحدث عن حلفاء إيران في العراق .. فالكاتب الأخ محمد عبد الله قال : ((فهي تحرص على أن يظل السيد عبد العزيز الحكيم وحكومة المالكي والائتلاف عموماً منهمكين في العمل السياسي السلمي، ويظل الصدر ناشطاً في العمل العسكري، هي تريد أن يبقى الصدر قادراً على إدارة اللاسلم مع الأميركيين، ولكنها أيضاً لا تريد له إلاّ أن يكون ضعيفاً في مواجهة الحكيم وحكومة المالكي)) . هذا للتنويه فقط . الأمر الآخر الذي أقوله لك بأن الحكيم لم يطلق ((رصاصة الرحمة على الحصان الايراني)) فهو الذي طالب بتعويض إيران عن خسائر الحرب العراقية الإيرانية، وهو الذي آثر العلاج من سرطان الرئة في طهران على واشنطن والسعودية، وهو الذي يستضيف الوفود الإيرانية الرسمية الزائرة للعراق . أما قول الحكيم عندما سئل عن موقفه من حرب أمريكا على إيران فهل يمكن لك أن تدلنا عن مصدر خبرك !! الذي وان صح فماذا كنت تريد ان تسمع من الحكيم ؟ هل تريد أن يقول إيران اولا وأخيرا قبل العراق ؟! حتى سماحة المجاهد الكبير السيد حسن نصر الله يقول لبنان أولا . هذه يا أخي سياسات وإعلام وليست مجالس دردشة . الإيرانيون لا يحتاجون لأن يبحثوا لهم عن نصير في العراق، والأمريكان يعلمون ذلك، لأن الإيرانيين لديهم نفوذ اضطر واشنطن ان تجلس معهم مرغمة في جولات مباحثات بشان الأمن في العراق . امر آخر استاذي الفاضل الظاهر ان معلوماتك تحتاج إلى تدقيق فمقتدى الصدر لم يبادر بحل جيش المهدي وإنما جمده مرتين لستة أشهر، كما ان جيش المهدي ليس بالسهولة التي تتصورها وأعتقد كاتب المقال الأخ محمد عبد الله قد اشار إلى ذلك في داخل مقاله . ولتعلم أن هذا الجيش ليس جيش نخبة لكن كثير من افراده يتمتعون بقدرات قتالية جيدة دوخت القاعدة في منطقة الاعظمية وبعقوبة والعامرية . أتمنى أن تزودنا بمصادر الأخبار لديك كيف أن عشائر البصرة حاربت جيش المهدي والحقت بهم خسائر فادحة، فالمعلومات المنشورة في مواقع الأخبار والجرائد تفيد بان الف جندي من الجيش العراقي سلموا أسلحتهم لجيش الصدر، وان 40 ضابط في الديوانية والعمارة فعلوا ذلك، والا لما قام المالكي بطرد عدد منهم من خدمة الجيش . ايران لم تخسر ورقتها في العراق والا لما ثار العربان على نفوذها هناك . كما أن مؤتمر اربيل الأخير أوضح كيف أن النفوذ الإيراني الهائل منع المجتمعين من الدول العربية من تناول موضوع الجزر الثلاث المتنازع عليها بين إيران والإمارات، كل ذلك بسبب قوة نفوذ إيران وحلفائها هناك، وبالمناسبة فإن من قاد هذا الموقف في مؤتمر اربيل هو الشيخ خالد العطية نائب رئيس البرلمان العراقي والشيخ همام حمودي وهما أعضاء في المجلس الأعلى بزعامة السيد الحكيم التي تدعي انه أطلق النار على الحصان الايراني . شكراً لك
المعارض
تاريخ: 2008-04-29 - الوقت: 04:59:00بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم و رحمة الله و بركاته الأخ الكريم إبن الزهراء تحية طيبة و بعد ، أودّ أن أشكرك لمتابعتك مداخلتي و التعليق ، و إسمح لي بأن أحصر أفكاري في نقاط لكي يسهل تناولها. 1-الأحداث في البصرة : لا شك بأن مقتدى الصدر يحضى بتأيد جماهيري و هذا ما ورثه إياه والده و أخواه الشهداء الذين كانوا المعارضة الداخلية التي وقفت في وجه النظام البعثي الحاكم ، و لكن السيد مقتدى الصدر الذي جند مؤيدوه إلى مليشيا عسكرية أطلق عليها إسم جيش المهدي و هو لا يقارن على مستوى تنظيم فيلق بدر الذي يتكون من كوادر مدربة عسكرياً ذا خبرة قتالية و موظفون لهم رواتب و بطاقات عضوية ، في حين أن جيش المهدي ما هو إلى تجمع شعبي لا أشكك في وطنية و لكن يختلط فيه الحابل بالنابل فالرئيس المخلوع صدام حسين أدرك جيداً أن الهجوم الأمريكي لن يبق عليه فلجئ إلى تجنيد الشعب برمته ، مما مكنّ من أي مواطن عراقي أن يقتني سلاح ، و كم من مرة أدان السيد مقتدى الصدر عمليات تخريبية نسب مرتكبيها لجيش المهدي. حاول مقدى الصدر أن يبرز كمعارضة شيعية مقاومة للإحتلال الأجنبي للعراق ، و بذلك فهو يوافق في توجهه التيار السني العراقي و كلاهما خرجى من المسرح الدمقراطي ، في حين نشط التيارات الأخرى التي تمثل الأطياف القومية و الدينية العراقية في مواكبة مجريات التغيرات السياسية، و بعد حروب ضارية و خصوصا حينما أصدرت القوات الأمريكية مذكرة بإسم السيد مقدى الصدر بتهمة إغتيال السيد عبدالمجيد الخوئي لجئ الصدر إلى ضريح الإمام علي عليه السلام في مدينة النجف و لكن وساطة المرجع الكبير السيد علي السيستاني حمته و أعطي فرصة أخرى لكي يندمج في الهيكل البرلماني كحزب سياسي مقابل حل الجيش ، فطر السيد الصدر إلى التهدئ فجمد الجيش و دخل البرلمان بحزب فاز بوزراء في حكومة الوحدة الوطنية ، و من ثم سحب وزرائه و إنسحب من البرلمان ، و هدد من قبل القاعدة فختى لفترة زمنية. حسب المعطيات السياسية تحولت العراق إلى نظام فدارلي قائم بحد ذاته ، فالبصرة التي ثار أنصار مقتدى الصدر و حملوا أسلحتهم من دون أن يقدموا عريضة بالمطالب التي يطالبون بها ، و من دون حتى الرجوع إلى مرجعية دينية تناصرهم ، شباب في مقتبل العمر يحمل السلاح يحارب ماذا هل توجد قوات أجنبية في البصرة ؟ ألم تخرج القوات الأجنبية من البصرة ؟ ، أعلن رئيس الوزراء العراقي أن هؤلاء المتمردين هم أخطر من القاعدة لما يقومون به من أعمال إرهابية ، و لماذا أطلق عليهم هذه الشعار أليسوا شيعة أليسوا مواطنون عراقيون و لكن لكل حادث حديث ، وزارة الداخلية العراقية طلبت من السيد مقدى الصدر بأن يوقف جماعته في البصرة و لم يفعل و من ثم أعلنت وزارة الداخلية خطتها العسكرية لسيطرة الأمنية و تطوع عدد كبير من سكان البصرة في هذه العملية التي سماها وزير الداخلية العراقي جواد البولاني سمية بصولة الفرسان و حضيت بدعم عشائري كبير ، و : بصولة الفرسان و لاقت العملية تأييد عشائري و لقد تابعت العمليات على قناة الفرات الفضائية الناطقة بأسم عائلة الحكيم و أدرت محور البحث و تستطيع أن تقرأ ما تفضلت به مفصلا على الوصلة التالية http://www.alforattv.net/index.php?show=news&action=search&word=%D5%E6%E1%C9+%C7%E1%DD%D1%D3%C7%E4 و الصلة التي تؤكد على دعم عشار البصرة للحكومة المالكي ضد المتمردين الصدرين على الوصلة التالية : http://www.alforattv.net/index.php?show=news&action=search&word=%DA%D4%C7%C6%D1+%C7%E1%C8%D5%D1%C9 علاقة عائلة الحكيم بالإدارة الأمريكية :2 السيد عبدالعزيز الحكيم يعلن تسمية المجلس الأعلى الإسلامي ماحياً التكملة الثانية للثورة اٌسلامية ، و يغير توجه المرجعية من ولاية أمير المسلمين السيد علي الخامنئي إلى مرجعية السيد السيستاني و هي المرجعية التي لا تؤمن بولاية الفقيه المطلقة ، و الكل يعرف موقف حزب الله الذي أبعد المرجع السيد فضل الله الذي كان يوماً من الأيام الأب الروحي للحزب بعدما أعلن السيد فضل الله شئنه كشئن أغلب مراجع النجف الذين لا يؤمنون بولاية أمر المسلمين المطلقة ، و اقرأ ما جاء في قناة العربية " أسقط المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق، الذي يترأسه عبد العزيز الحكيم كلمة الثورة من اسمه في اجتماعٍ عقده التنظيم السبت 12-5-2007، وتأتي هذه الخطوة بعد أن كان مسؤولون في الحزب ذكروا يوم أمس الجمعة أن الحزب سيدخل تعديلات رئيسية على برنامجه، في خطوة توثق ارتباطه بالمرجع الشيعي الاعلى في العراق آية الله علي السيستاني، ليأخذ منه "ارشاداته"، بدلاً من اعتماد "ارشادات" المرشد الأعلى للجمهورية الايرانية آية الله علي خامنئي. وبحسب مراقبين فإن ذلك يمثل تحولا عن البرنامج الحالي للمجلس الذي ينص على أن الجماعة تحصل على الارشاد والتوجيه من مؤسسة ولاية الفقيه التي يرأسها المرشد الأعلى للجمهورية الايرانية آية الله علي خامنئي. وفي هذا الصدد أكد مسؤول بارز في"المجلس" ان التعديلات ستزيد الصبغة العراقية للحزب. وجاء في بيان للمجلس يوم امس أنه تم عقد اجتماع استغرق يومين في بغداد، حيث تمت الموافقة على "قرارات مهمة" تتعلق بالقضايا الداخلية والاقليمية والدولية، وقال مسؤول في المجلس طلب عدم نشر اسمه بسبب حساسية الموضوع:"اسمنا سيتغير الى المجلس الاسلامي العراقي الأعلى. وستتغير أيضا أشياء أخرى". يشار إلى أن المجلس الأعلى يعتبر أكبر التنظيمات السياسية الشيعية في العراق وأسسه باقر الحكيم في أوائل الثمانينيات في ايران لمعارضة نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين، وأداره من طهران لمدة تزيد على عشرين عاما حتى عودته إلى العراق، واغتيل في 29 أغسطس/ آب 2003 أثر عملية أغتيال في النجف بعد خروجه من ضريح الأمام علي حيث كان يلقي خطبة صلاة الجمعة، ليخلفه في زعامة الحزب شقيقه عبد العزيز الحكيم. و هي على الوصلة التالية http://www.alarabiya.net/articles/2007/05/12/34348.html و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته